البابا فرنسيس يبدأ من موزمبيق جولة إفريقية
العالم الآن – استقبل الاف الاشخاص البابا فرانسيس لدى وصوله الى موزمبيق مساء الأربعاء، المحطة الأولى في جولته الأفريقية التي سيتوجه خلالها إلى مدغشقر وموريشيوس حيث يتوقع ان يدعو الى السلم والعدالة الاجتماعية.
ويختتم البابا (82 عاما) ثاني جولاته في القارة الافريقية في جزيرة مورسيوش السياحية التي سيزورها الاثنين.
وهبطت الطائرة التي تقل البابا بعيد الساعة 18:00 (16:00 ت غ) في مطار مابوتو الدولي، حيث استقبله الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي قبل ان يشاهد رقصات تقليدية.
وهتف مواطنون متحمسون بحياة البابا وهم يحاولون رؤيته قبل توجهه الى وسط العاصمة بالسيارة.
وعلى متن الطائرة التي اقلته الى موزمبيق قال البابا الاربعاء “انه لشرف لي ان يهاجمني الاميركيون” وذلك تعليقا على كتاب قدم له لصحافي حول الهجمات العنيفة للاوساط الكاثوليكية المحافظة عليه. وعنوان الكتاب “كيف تريد اميركا تغيير البابا”.
وحاول المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني التقليل من اهمية تصريح البابا وقال “في سياق غير رسمي أراد البابا أن يقول أنه يرى دائما أنه من امر مشرف ان يتعرض للانتقاد خصوصا حين يصدر عن اشخاص مخولين وفي هذه الحالة من بلد مهم”.
وستبلغ زيارة البابا ذروتها الجمعة بقداس يحييه في ملعب زيمبيتو الكبير في مابوتو العاصمة المطلة على البحر.
وكان البابا يوحنا بولس الثاني آخر حبر أعظم يزور موزمبيق عام 1988.
وفي تسجيل فيديو قبل الزيارة شدد البابا فرنسيس على الحاجة إلى “المصالحة الأخوية في موزمبيق وإفريقيا، الأمل الوحيد لسلام متين ودائم”.
ومن المتوقع أن يتطرق الحبر الأعظم إلى عملية السلام الهشة في البلاد والدمار الذي سببه إعصاران متتاليان في وقت سابق هذا العام والانتخابات العامة المرتقبة.
وتأتي الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام إلى موزمبيق بعد شهر على توقيع اتفاق سلام تاريخي بين الحكومة وحركة التمرد السابقة “حركة المقاومة الديموقراطية لموزمبيق” (رينامو) التي أصبحت أكبر حزب معارض.
ودمرت الحرب الأهلية التي استمرت 16 عاما المستعمرة البرتغالية السابقة ولم يتخل متمردو رينامو بعد عن أسلحتهم بالكامل.
وقد يتطرق البابا أيضا إلى مشكلة التطرف في شمال موزمبيق حيث تسببت هجمات جهادية في مقتل أكثر من 300 شخص خلال سنتين.
– فأل خير –
وستكون الزيارة فأل خير لبلد يعاني “أزمة” بحسب الطالب جايمي تيامو البالغ 21 عاما. وقال “أرى أن الأمور ستتغير مع وصوله (…) بمعنى أنه يمكننا أن نعيش بسلام مجددا بما أننا عشنا في نزاع دائم”. وأضاف “يمكن لزيارته أن تحمل أمورا جيدة”.
وسيزور البابا أيضا جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي وجارتها الأصغر جزيرة موريشوس. وتقع الجزيرتان قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا.
ويرى مراقبون اختياره لبعض أفقر دول العالم بادرة تضامن من رجل دين كان يتردد مرارا إلى الأحياء الفقيرة في الأرجنتين التي يتحدر منها.
والحبر الأعظم الملقب ب”بابا الفقراء” لن يكون لديه وقت سوى لزيارة مابوتو في موزمبيق. وسيخيب ذلك آمال سكان مدينة بيرا، الواقعة وسط البلاد، حيث أدى الإعصار إيداي إلى مقتل 600 شخص وتشريد مئات الآلاف في آذار/مارس.
– الأمل –
توقع البابا فرنسيس في رسالته المصورة خيبة آمال البعض لعدم زيارته المنطقة المنكوبة. وخاطبهم “على الرغم من أنني غير قادر على أن أزور مناطق أخرى غير العاصمة، لكن قلبي معكم، وفيه مكان خاص لأولئك الذين يعيشون في ظروف صعبة”. وأضاف “أنتم جميعاً في صلواتي”.
وأنفقت حكومة موزمبيق 300 ألف يورو (330 ألف دولار) تحضيراً لزيارة البابا، وفق وزير الخارجية جوزيه باشيكو بينها أموال صرفت على ترميمات في كاتدرائية مابوتو وتحسينات لطرقاتها.
ويبدي الكثير من المواطنين حماسة لزيارة البابا.
وبعد موزمبيق يتوجه البابا إلى مدغشقر أحد أفقر بلدان العالم يعيش ثلاثة أرباع سكانه بأقل من دولارين يوميا.
وسيتحدث البابا خصوصا أمام عمال في مقلع للحجارة في الجزيرة ذات الغالبية المسيحية.
وسيختتم البابا رحلته بزيارة خاطفة لموريشيوس الديموقراطية المستقرة الواقعة شرق مدغشقر.
وتريد هذه الجمهورية الصغيرة التي يشكل الهندوس 52 بالمئة من سكانها لكنها تضم أقليتين كبيرتين مسيحية (30 بالمئة) — معظمها كاثوليكية — ومسلمة (18 بالمئة)، الاحتفاء بتنوعها الثقافي والديني.
وكان البابا يوحنا بولس الثاني زار قبل نحو ثلاثين عاما هذه البلدان.
” ا ف ب “