الحريري يفتتح مهرجان بيروت للصورة وكريمة عبود ضيفة الشرف
العالم الآن – بقلم: عبدالرحيم العرجان – تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري افتتح مهرجان بيروت للصورة بتنظيم من جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة بتعاون مع بلدية بيروت بحضور واهتمام كبير من عشاق التصوير بمشاركة 122 مصور من 25 دولة.
حول المهرجان:
يقام المهرجان على مدى شهر كامل من الفعاليات والمعارض في 22 موقع في الأرجاء اللبنانية، بيروت، طرابلس، صيدا، صور بعلبك وحمانا، ضمن مبادرة وإدارة المصور رمزي حيدر مدير المهرجان، فمعرض الإفتتاح يقام في باحة الحمامات الرومانية وسط العاصمة بمعرض استعادي للمصورة ماري الخازن ونبيل اسماعيل، وفي اليوم الثاني يفتتح معالي وزير الثقافة د.محمد داوود المعرض العام بالمكتبة الوطنية ، وأيضا معرض للصورة الصحفية يفتتحه معالي وزير الإعلام جمال الجراح في قاعة ليلى الصلح حمادة، وفي 7 ايلول يفتح رئيس بلدية بيروت م. جمال عيتاني معرض “صياد و راس بيروت” للمصور مروان نعماني على كورنيس عين المريسة، وكذلك معرض لرئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان والمصور الإماراتي علي بن ثالث عن الصحراء والماء والفنان أيمن لطفي من مصر، وماري الخازن أول مصورة لبنانية، وتتجلى المعروضات عامة بانتهاج اساليب مختلفة من المدارس الفوتوغرافية والفنية بهدف التاكيد على دور لبنان في دعم الصورة العالمية وتحفيز ودعم الموهبين وتكريم من كان لهم دور كبير في آثار الصورة والحقيقة.
ضيفة الشرف المصورة كريمة عبود (1893-1940) فلسطين:
يكرم المهرجان ضيفة الشرف المصورة العربية الفلسطينية كريمة عبود وذلك لجهودها الرائدة وعالميتها بعرض بمجموعة منتقاة من جاليري قدرات” ابيليتز” من مجموعة أيمن مطانس بمعرض خاص يوم 9 ايلول سعادة محافظ بيروت القاضي زياد شبيب في بيت بيروت (السوديكو) بمناسبة مرور قرن وربع على ولادتها ومائة عام على احترافها ودورها الكبير في إثراء أرشيف بلاد الشام وتحديدا فلسطين.
ولدت كريمة في بيت لحم حسب سجل المعمودية ابنة للقس سعيد عبود الذي ارتحل وعائلتة جميعاً من بلدة الخيام اللبنانية إلى فلسطين، ونشأت ما بين الناصرة وبيت لحم، وكان تعليمها الأساسي في مدرسة طاليثا قومي والفرير ذات الإدارة الفرنسية وأمها بربارة بدر مدرسة فيها أيضا، لتلتحق بعدها للدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت، تزوجت عام 1931 بعقد اكليل موثق في الكنيسة اللوثرية ببيت لحم من عائلة طايع وأنجبت وحيدها منة سمير الذي هاجر إلى البرازيل واختفت أخباره، و قد ظهر بشكل كبير في أرشيفها لدى قدرات، وفي عام 1936 انفصلت عن والده بسبب إدمانه للعب القمار والذي عاد بدوره بعد ذلك إلى بلدته الخيام اللبنانية، وتوفيت عام 1940 نتيجة إصابتها بمرض التيفوئيد المزمن، ودفنت في مقبرة الطائفة وما زال قبرها شاهداً في بيت لحم ليومنا هذا.
ولحبها وشغفها بالتصوير وإعجابها بهذه المهنة أهداها والدها كاميرا لتكون بداية الإنطلاقة ولقربها من مصوري الشمس استطاعت أن تحصل على تعليم وتدريب كافي من المصور جارابيديان لتنطلق بكل احترافية واقتدار عام 1913 ، لتفتتح استوديوهات خاص بها في الناصرة وحيفا ولقدس وبيت لحم، فكانت أول امرأة فلسطينية وعربية تخوض هذا الغمار بكل أمانة ومهنية بمهنة كانت حكراً على الرجال فزاملتهم ونافستهم ايضاً ، ولكونها مصورة متكاملة أصحبت العنوان المنشود لعائلات الأعيان والأمراء والمؤسسات النسوية والعامة أيضاً في بلاد الشام لتصوير السيدات في الاستوديو والقصور والحفلات الخاصة فهي تصور وتطبع وتجهز الألبومات الفاخرة دون أن يشاهد الصور أي رجل وهذا ما كان يشترطه زبائنها من مختلف الأطياف، فتنقلها في بلاد الشام قاطبة هو الأمر الذي دفعها أن تتعلم قيادة السيارة وتكون أول فلسطينية تحتصل على رخصة القيادة، وهذا الأمر جعلها تتوسع من تصوير الاستوديو لتصوير المواقع التاريخية والأحداث الدينية والحياة العامة في البلاد، والارتحال وزيارة مدينة بعلبك التاريخية التي نعرض بعض صورها اليوم.
كانت كريمة على درجة عالية من الاحترافية فمن مشاهدتنا لصورها في الاستوديو نجد أن هناك منهج خاص وصلت إليه في بناء وتكوين الصورة بغض النظر عن عدد الأشخاص فيها دون وجود مساحات فارغة أو تشويش في المنظور، وكيفية توظيف الإضاءة وخلق واقع مشابه لطبيعة المتصور من حيث الإيماءات والفكر والمنظر العام والظروف المحيطة والعناصر التكميلية، أما في مجال الأحداث العامة فكانت تعي المتطلب الأساسي للصورة وإظاهره بمشهد الروعة والإتقان وكذلك الصورة الجماعية من حيث ترتيب الأشخاص حسب المكانة والأهمية، أما في صورها للمواقع والطبيعة ابتعدت عن ضوضاء المكان وكانت تعمل أكبر قدر لاختزال الأمر الذي جعل أهم دور طباعة البطاقات البريدية والتذكارية للتعامل معها بنشر الصور التاريخية والدينية والطبيعة ولتصل عبر البريد إلى كل بقاع الارض، ولهذه المنظومة المكتاملة كانت تعلن عن خدماتها في صحيفة الكرمل الفلسطينية تحت مسمى مصورة شمس وطنية، وهذا مؤشر جازم على مهنيتها العالية بذلك الوقت ومنافستها لزملائها المصورين من الرجال، وأيضا كانت حريصة على استخدام أجود أنواع الورق ومواد التظهير ومواكبة لكل تطور في المهنة، فنجد مثلا لمساتها في إعادة تلوين الصور وبطرق مختلفة وبأسلوب لم يكن يقل عن إتقان أبرع فناني الرسم المائي، وإجلالا لهذا الدور احتفى محرك البحث جوجل ” أعظم وسيلة نشر في العالم” بمناسبة عيد ميلادها المائة والثلاثة وعشرين وهذا تكريم كبير على مستوى المعرفة في العالم بتاريخ 18/11/2016.
وحول المشاركة يقول الفنان الفوتوغرافي عبدالرحيم العرجان مدير جاليري قدرات ” ابيليتز” تحدثنا عن فكرة المعرض مع مدير “مؤسسة دار المصور” المصور الفوتوغرافي رمزي حيدر صاحب فكرة ومبادرة مهرجان بيروت للصورة في شهر أيلول العام الماضي واصرارة على إقامة حدث دولي تكريما للمصورين أصحاب الفضل وتشجيعا للمبدعين وأصحاب الطموح يقام في مختلف أرجاء لبنان وطلب منا ان يكون هناك ضيف شرف ذو خصوصية وما كان منا إلا أن نقدم مجموعة كريمة من ضمن مقتنيات السيد أيمن مطانس ذات الخصوصية التاريخية والوطنية العالية والتي تعتبر إرث انساني عربي شرق اوسطي نسوي، في زمان كان التصوير حكرا على الرجال، فكانت عبود ضالته للاحتفاء والتكريم بين كوكبة من رموز التصوير في الشرق الأوسط والعالم.
وأضاف وما تركته عبود من أرشيف فوتوغرافي ما هو إلا وثيقة تاريخية صورية لارث بلاد الشام بشكل عام وفلسطين بشكل خاص ويستحق الدراسة عن كثب من أساتذة علم الاجتماع والتاريخ والآثار لبيان حال الإنسان واصل المكان في ذلك الوقت، ويشار إلى أن ” قدرات” مؤسسة دولية تعمل في نشر الثقافة والفنون والمحافظة على التراث ودمجها في التكنولوجيا.
كما سوف يتم نقل مجموعة كريمة خلال الشهر إلى المسرح الوطني في صور وموقع آثار بعلبك.
ماري الخازن (1899-1983) لبنان:
ابنة كسروان اللبنانية هاوية تصوير من الرواد الاوائل، نقلت إلينا أجواء عائلية مختلفة من بورتريهات لاطفال وشغفها بتصوير النساء وهن يمارسن عادات الرجال مثل التدخين والصيد وقيادة السيارة بأزياء رجالية واعتمار الطربوش وهي من نصيراتهم بذلك الوقت ودورها يؤكد ذلك.
لم تكن مصورة تقليدية بل كانت تطمح إلى أن تكون مختلفة، مما جعل صورها متميزة ولافته للنظر حتى قال قال عنها ادم شاتز الناقد الفني في صحيفة نيويورك تايمز عندما تراها من المستحيل أن تنساها، فهي تحجزمكانا في العقل مع قوة الوحي.
المنظمين:
جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة: جمعية غير حكومية تأسست عام 2007 بهدف إبراز دور التصوير الفوتوغرافي والصورة في المجتمع وتشجيع عمل المصور وإعادة الاعتبار إلى أهميتها وقدرتها على التأثير، وتعمل على تكوين دائرة من الاهتمامات المشتركة والتركيز على دور المحترفين والهواة على حد سواء لتكون فرصة للقاء وتبادل الخبرات، عبر سلسلة من الندوات والمعارض والدورات التدريبية.
دار المصور: تأسست عام 2010 بهدف خلق فضاء مشترك لتعزيز التفاهم الفوتوغرافي في لبنان والعالم العربي وتشكيل مساحة تفاهم لهم، كما استضافت عدد من المعارض ونقلتها الى عدد من الدول العربية.
اتحاد المصورين العرب: منظمة عربية دولية تأسست عام 1986 ومقرها في الشارقة من ضمن الهيئات المعترف بها من جامعة الدول العربية، وتضمن عدد من الجمعيات والنقابات والنوادي ذات الشأن ، وتنظم وتدير عدد من المسابقات والمعارض وغيرها.