الروس ينتخبون ممثليهم المحليين بعد صيف شهد عمليات قمع
العالم الآن – يدلي الروسي بأصواتهم في جميع أنحاء البلاد الأحد لانتخاب ممثّليهم المحلّيين، بعد حملة سادها توتر شديد على أثر إحدى أشدّ حملات القمع القضائي لمتظاهرين منذ نحو عشر سنوات.
وتجري انتخابات بلديّة ومحلية في كلّ أنحاء البلاد إلى جانب العاصمة بمناسبة الذكرى ال872 لتأسيسها حسب السلطات، وغداة تبادل روسيا وأوكرانيا سبعين سجيناً في تطوّر لقي ترحيب جميع الأطراف باعتباره خطوة أولى نحو حلّ النزاع القائم بين البلدين منذ العام 2014.
وصباح الأحد قالت أليونا بروخوروفا ناخبة في ال46 “موسكو ضد كل هذا العار” في اشارة إلى التظاهرات التي قمعت هذا الصيف. وأضافت بروخوروفا وهي أم لأربعة أولاد أتت للادلاء بصوتها في مركز اقتراع في مردسة جنوب غرب موسكو “لقد صوتت بذكاء”.
وكتبت حليفة نافالني ليوبوف سوبول التي لزمت إضرابا عن الطعام لشهر بعد استبعاد ترشيحها، في تغريدة أن “التصويت الذكي تصويت احتجاجا على مرشحي الحزب الحاكم، وهم مقصّرون ولصوص وسارقون لا يعملون من أجل مصلحة البلاد”.
وقال المحللون إن نتائج التصويت ستكون تحت المجهر مع اقتراب استحقاق الانتخابات البرلمانية في 2021، وستساهم في رسم مستقبل روسيا السياسي في وقت يبدأ الرئيس فلاديمير بوتين عقده الثالث في السلطة.
وتتّجه الأنظار إلى العاصمة حيث فتحت مكاتب الاقتراع في الساعة الثامنة (5,00 ت غ). وفي وسط العاصمة وضواحيها يتم استقبال سكان موسكو من قبل شرطيين يرتدون لالباس العسكري الأبيض وبالونات بألوان علم روسيا وأكشاش تقدم المثلجات والشاي والنقانق.
وتقول مارينا شيراغوفا (52 عاما) من الضاحية الجنوبية وهي تعمل في مستشفى “أتيت للاعراب عن موقفي كمواطنة”. وتضيف فقط “أنها صوتت لامرأة”.
ونظمت تظاهرات في نهاية كلّ أسبوع منذ منتصف تموز/يوليو احتجاجاً على استبعاد مرشّحي المعارضة من انتخابات البرلمان المحلّي.
وأدلت سوبول التي قادت حركة الاحتجاج هذا الصيف بعد استبعادها من الحملة، بصوتها قرب منزلها جنوب موسكو برفقة عدد من الصحافيين.وقالت “بالتأكيد لا أحد يريد التصويت لأنه لم يسمح لمرشحيهم بالمشاركة”. وأضافت “بالطبع هذه ليست ديموقراطية”.
وأسفرت التظاهرات هذا الصيف التي جرت بمعظمها بدون ترخيص، عن توقيف 2700 شخص، في سابقة منذ موجة الاحتجاجات في 2011-2012 التي سبقت عودة بوتين إلى الكرملين بعد تولّيه رئاسة الوزراء.
وسجنت السلطات لفترة قصيرة جميع مرشّحي المعارضة تقريباً الذين أرادوا خوض الانتخابات في موسكو. كما صدرت بحق العديد من المتظاهرين أحكام قاسية بالسجن وصل بعضها إلى أربع سنوات. وحكِم على رجل بالسّجن خمس سنوات لنشره تغريدة دعا فيها إلى مهاجمة أبناء عناصر الشرطة.
– ألعاب نارية بعد القمع –
عبر موكب الرئيس وسط المدينة بسرعة باتجاه مركز الاقتراع في معهد العلوم حيث يصوت فلاديمير بوتين عادة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله بعد إدلائه بصوته “المهم ليس الكمية بل النوعية”.
زاحتفلت موسكو في نهاية الأسبوع في احتفالات في الشوارع وألعاب نارية بذكرى تأسيسها.
وشكلت هذه مناسبة لبلدية موسكو لتنظيم حفلة هائلة في شارع تسفيرسكايا أكبر شوارع موسكو اعتقلت فيه الشرطة قبل أسابيع متظاهرين.
دعي نحو 7,2 ملايين ناخب في العاصمة الروسية لاختيار 45 نائباً في برلمان محلي يهيمن عليه حزب “روسيا الموحّدة” الحاكم، ولا يعارض إطلاقا سياسات رئيس البلدية الموالي للكرملين سيرغي سوبيانين.
غير أن المعارضة منقسمة حول هذه الاستراتيجية ودعا الملياردير السابق المقيم في المنفى ميخائيل خودوركوفسكي سكان موسكو إلى التصويت فقط لمن يعارضون القمع السياسي.
وتُنظّم أكثر من خمسة آلاف عمليّة اقتراع في روسيا الأحد. وسينتخب الروس 16 حاكماً إقليميّاً وأعضاء برلمانات 13 منطقة، من بينها شبه جزيرة القرم الأوكرانيّة التي ضمّتها روسيا في 2014.
وخارج موسكو، كانت الحملة لانتخاب حاكم سان بطرسبرغ من الأكثر اثارة للجدل بعدما دعم الكرملين الحاكم المنتهية ولايته ألكسندر بيغلوف الذي لا يحظى بأي شعبية.
ولفت خبراء إلى أن الاستياء لن يترجم حكما تصويتا احتجاجيا على نطاق واسع، لكنهم أوردوا احتمال اندلاع تظاهرات جديدة.
وسعت موسكو لتلميع صورتها السبت بتنظيم مهرجانات وعروض ألعاب نارية بمناسبة الذكرى الـ872 للمدينة، ساعية لطي صفحة أحداث الصيف.
وستبقى مكاتب الاقتراع مفتوحة حتى الساعة 20,00 (17,00 ت غ).
” ا ف ب”