زواج القصر- فريدة الجوهري -لبنان
العالم الآن – تعتبر عادة تزويج القاصرات أو الزواج المبكر أو القسري هو انتهاك لحقوق الإنسان تحت إسم الشرعية، ولا زالت هذه الظاهرة رغم الكثير من الرفض والإحتجاج تحتل حيزا كبيرا في بعض المجتمعات العربية وخاصة في المناطق الريفية الفقيرة التي تتحول فيها القاصر إلى مشروع استثماري ناجح يدر على الأسر المحتاجة وكلما كانت الفتاة أصغر سنا كلما ازداد مهرها ومن ناحية أخرى فإن أسرتها تخفف من أعباء معيشتها ورعايتها والخوف على عذريتها.
والعوامل التي تشجع زواج القصر تشمل الفقر، عدم المساواة بين الجنسين وإبرام الصفقات وتسوية النزاعات على اختلافها والسيطرة على حياة الفتاة الجنسية وهذا ما يجعل بعض المناطق تمارس ختان الفتيات لحماية شرف الأسرة حسب معتقدات قديمة، وأيضا انعدام الأمن والأمان في حالات الحروب وخوف الأهل من الإختطاف، وهناك عوامل أسرية يتم فيها الزواج لتوطيد العلاقات بين الأسر. وهناك أيضا زواج البدائل (اتزوج من أختك تتزوج من أختي) وإن قاصرا، أو تقديم الفتاة كفدية عن مال أو جريمة قتل.
غالبية الفتيات كما نوهت سابقا يكن من أسر فقيرة والمهر هو السبب في تزويجها لرجل عجوز يبلغ احيانا ضعفي عمرها وتتم عملية البيع بين الوالد والمشتري الثري لخروج الأهل من الأزمات المادية والمعيشية. وبدل أن تخرج الفتاة الطفلة من حالة الفقر لحالة أفضل فهي تخرج من طفولتها عنوة وانتزع براءتها لتغوص في عالم غريب عن عمرهامن المتطلبات الجسدية والمادية مما يحملها العبء النفسي والجسدي فتكون عرضة سهلة للإيذاء والإستغلال فتدخل في كآبة وحزن وألم وأحيانا كثيرة يؤدي بها الزواج المبكر إلى الموت وخاصة أثناء الحمل والولادة لأن أجهزتها التناسلية لم تجهز بعد ولم تصل إلى تحمل وضعية الحمل مما يصيبهابالمرض إلى حد الوفاة أو وفاة الجنين أو الإثنين معا.