من «تهدئته» إلى عزله… كيف خرج جون بولتون من البيت الأبيض؟
العالم الآن – أقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، جون بولتون مستشاره للأمن القومي، بسبب عدم «الاتفاق مع كثير من اقتراحاته».
وكتب ترمب، في تغريدة: «أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أننا لم نعد بحاجة إلى خدماته في البيت الأبيض». وأضاف: «أنا لا أتفق مع كثير من اقتراحاته». في إشارة إلى الرجل المعروف بمواقفه الصارمة حيال إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
وبدأ الخلاف بين ترمب وبولتون، الذي لم يستمر في منصبه سوى عامٍ و7 أشهر من تاريخ تعيينه، منذ بداية العام الحالي في ضوء معارضة الأول لآراء مستشاره في كثير من قضايا الأمن القومي، وذلك بحسب تقرير نشره موقع شبكة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية.
وحاول ترمب احتواء هذه الخلافات، عبر التصريح في مناسبات عدة بسعيه «لتهدئة» بولتون، في إشارة لخلاف معه حول آرائه، قبل أن تفشل محاولات الرئيس الأميركي، وينتهي الأمر بالإقالة عبر تغريدة على حسابه بـ«تويتر».
وتحدث ترمب، في مايو (أيار) الماضي، عن عدم موافقته بولتون على مواقفه الصارمة إزاء بعض قضايا الشرق الأوسط، قائلاً: «أختلف معه كثيراً، ولا سيما نهجه إزاء الشرق الأوسط والعراق، وهو أيّد التدخل في العراق، وأنا أعتقد أن هذا كان خطأ فادحاً، وثبت أنني محق، وكنت دائماً ضد هذا الأمر».
وأضاف ترمب أن مستشاره للأمن القومي يؤدي عملاً جيداً جداً، لكنه يتخذ بشكل عام موقفاً صارماً، وشدد على أن الكلمة الحاسمة في جميع القضايا تعود له وحده.
كانت مفاوضات السلام في أفغانستان على رأس هذه القضايا الخلافية بين الرجلين، بعدما قرر ترمب إزاحة بولتون من هذا الملف، وتسلمه هو بنفسه، فضلاً عن استبعاده مؤخراً من الاجتماعات المتعلقة بالحرب في أفغانستان، والتي تدخل ضمن أولويات مهام بولتون، كما ذكر تقرير منشور عن شبكة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية.
وجرى استبعاد بولتون من اجتماع رفيع المستوى، خاص بمناقشة خطة السلام المحتملة مع جماعة «طالبان» في أفغانستان، في نادي الغولف المملوك لترمب في نيوجيرسي، في وقت سابق من أغسطس (آب) الحالي.
وأعلنت أميركا مؤخراً إلغاء محادثات سلام مع حركة «طالبان» الأفغانية، وتعثر توقيع اتفاق سلام «من حيث المبدأ» مع «طالبان»، بعد 9 جولات محادثات بينها وممثلي الحركة انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة.
وسيطر شعور على معظم حلفاء ترمب الداخليّين، الساعين للتوصل إلى اتفاق سلام مع أفغانستان، يسمح بسحب معظم أو جميع القوات الأميركية منها، أن بولتون يقف وراء تعثر الاتفاق، وأنهم لا يثقون فيه.
وانعكس انعدام الثقة في بولتون تجاه هذا الملف، في رفض المبعوث الخاص لترمب في أفغانستان زلماي خليل السماح لبولتون بأخذ نسخة مسودة لاتفاق أفغانستان من قاعة المؤتمرات حيث كانا يجتمعان.
وامتد الخلاف بين ترمب ومستشاره السابق حول الموقف الأميركي تجاه إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية، بعدما كان بولتون مسؤولاً رئيسياً في نسف اتفاق بين ترمب ورئيس كوريا الشمالية الشاب، كيم يونغ أون، في ظل إصراره على الحصول على تنازلات واسعة من كيم بشأن أسلحة الدمار الشامل.
ووصف مسؤولون من كوريا الشمالية، في وقت سابق، بولتون بأنه «ضعيف البصر»، في إشارة لدوره في إفشال الوصول للاتفاق بين بلادهم وأميركا.
وكان دونالد ترمب وكيم جونغ أون التقيا للمرة الأولى في يونيو (حزيران) 2018 في سنغافورة؛ حيث وقّعا إعلاناً غامضاً عن «نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، قبل عقد لقاء ثانٍ في فيتنام في فبراير (شباط) الماضي، من دون التوصل إلى اتفاق بسبب طلب النظام الكوري الشمالي رفع العقوبات عن بيونغ يانغ.
ونقل مسؤولون في إدارة ترمب، في تقارير صحافية، مشاعر القلق المُسيطرة على ترمب تجاه رؤية وتحركات بولتون في كثير من القضايا، التي انتهت غالباً بتجميد المفاوضات حولها، والتي كان من بينها كذلك المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين.
” الشرق الاوسط”