ما هو النموذج الليبي الذي أخاف كيم.. وتسبب بخلاف بين ترامب وبولتون؟
العالم الآن – لا تنفي مصادر الحرة في مجلس الأمن القومي الأميركي أن الخلافات الجوهرية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره المقال جون بولتون تعود إلى ما قبل اختياره لهذا المنصب، بدءا من موقف الرجلين من حرب العراق في عام 2003 التي لايزال يدافع عنها بولتون فيما يراها ترامب خطأ مكلفا.
وبينما لا تزال الدوائر السياسية والإعلامية في واشنطن تجادل حول أسباب طلاق كان حتميا بين ترامب وبولتون، أكد الرئيس الأميركي شخصيا مدى انزعاجه من حديث بولتون عن النموذج الليبي في التعامل مع كوريا الشمالية الذي أدى إلى إلغاء أول قمة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جون أون في الثاني عشر من يونيو عام 2018.
وقال ترامب إنه “لا يلوم” كيم والمسؤولين الكوريين الشماليين على قرارهم مقاطعة بولتون أنداك.
لكن ما سر النموذج الليبي الذي كاد ينسف المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية؟
لا يخفي المسؤولون في بيونغ يانغ، الذين وصفوا مقارنة بولتون لبلادهم بليبيا بـ “المهينة”، قناعتهم بأن تخلي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عن برنامجه النووي أدى الى زواله.
وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 وتهاوي تماثيله في بغداد، قرر القذافي الدخول في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة وبريطانيا قادت إلى تخليه طوعا عن معدات اشتراها من مؤسس البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان.
وبعد نقل المعدات النووية إلى مختبر بولاية تينيسي الأميركية من أجل اتلافها، دعا الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش كوريا الشمالية وإيران إلى الاقتداء بالنموذج الليبي.
ويقول الباحث السياسي في مؤسسة “أميركان هيريتيج” نايل غادينر إن ترامب الذي عارض أيضا التدخل الأميركي في ليبيا يرى أن الإشارة إلى النموذج الليبي “تعادل الحديث عن تغيير النظام” وتقوض مساعيه لإبرام صفقات دبلوماسية عبر ربط علاقات شخصية مع الزعماء الدوليين، لا سيما بعد أن قاد انضمام الولايات المتحدة إلى حلفائها الأوروبيين في عمل عسكري ضد النظام الليبي في عام 2011 إلى مقتل القذافي على يد المتمردين.
مصير يقض مضجع الزعيم الكوري الشمالي الذي يحكم بلاده بالقوة، ويرى في السلاح النووي ضمانا للبقاء.
” الحرة”