تجدد «حرب المطارات» في ليبيا
العالم الآن – أعلن «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، أنه أحبط مخططا تركيا – قطريا لضرب قاعدته الجوية في الجفرة (على بعد 650 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة)، وقال إنه دمر كل ثكنات الطائرات التركية المسيرة، التي أعيد تشييدها مجددا، وأسقط 3 طائرات «درون» تركية، تابعة للقوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، في مدينة مصراتة (غرب).
في المقابل، نقلت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج عن الناطق الرسمي باسمها العقيد محمد قنونو، أن سلاح الجو التابع لها نفّذ طلعات قتالية، استهدفت منصات دفاع جوي وتمركزات لقوات «الجيش الوطني» في قاعدة الجفرة، مساء أول من أمس، والعربان صباح أمس.
كما نقلت وسائل إعلام محلية تابعة لحكومة السراج، عن مصادر عسكرية، قيام سلاح الجو التابع لها بتدمير منظومات الدفاع الجوي وطائرات مسيرة لـ«الجيش الوطني» في قاعدة الجفرة الجوية، التي تسيطر عليها قوات الجيش منذ يونيو (حزيران) 2017. والتي تحظى بموقع استراتيجي وجغرافي مهم وتضم ثالث أكبر قاعدة جوية في البلاد.
لكن اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم قوات «الجيش الوطني»، أوضح في بيان له أمس، أنه «تم الانتصار على الميلشيات الإرهابية والمرتزقة، الذين حاولوا القيام بهجوم جوي وبري على قاعدة الجفرة الجوية، وبكامل إمكانياتهم في محاولة للتأثير على الجيش الوطني، بعدما منيت بخسائر فادحة في محاور القتال حول طرابلس».
وأضاف المسماري «تصدت قواتنا المسلحة بكل فخر واعتزاز للهجوم حتى قبل أن يبدأ وفي مراحله الأولى، وقبل أن تصل طائراتهم محيط القاعدة في مناطق حشد قواته قبل تحركها»، معتبرا أن ذلك يظهر قدرة الجيش على كشف أي مخطط، ويعكس قدراته على السيطرة. مبرزا أن هذا الهجوم «كان مخططا له في أنقرة بدعم تركي، وبتمويل قطري بملايين الدولارات للجماعات الإرهابية»، وأن قاعدة الجفرة «لم يصبها أي ضرر، والجيش الوطني مستمر في معركته لتحرير طرابلس، وقد أثبت ليلة أمس أنه قادر على ذلك».
وكانت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، قد قالت إن سلاحه الجوي استهدف مقر الكلية الجوية بمصراتة (على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس)، بعدما انطلقت منه مساء أول من أمس ثلاث طائرات تركية مسيرة، لافتا إلى أنه «تم إسقاطها جميعاً، دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها».
وأضاف موضحا «لقد تم تدمير كل ثكنات الطائرات التركية المسيرة، والتي تمت إعادة تشييدها من جديد»، لافتا إلى تأكيد قيادة الجيش على أن استهداف مدينة مصراتة «كان بسبب استخدام الطيران التركي المسير لمطار المدينة، الذي سبق أن حذرت القيادة العامة من ذلك، لكن دون جدوى».
وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابع للجيش الوطني، قد أكد في بيان له أول من أمس أن قواته تمكنت من استهداف عصابات المرتزقة والإرهابيين، التابعين لحكومة السراج، التي أعدتهم للهجوم على منطقة الجفرة والهلال النفطي.
وطبقا للبيان ذاته أكد الجيش أن «دقة ضرباته ألحقت خسائر فادحة بصفوف هؤلاء الإرهابيين والمرتزقة»، موضحا أن سلاح الطيران التابع للجيش الوطني نفذ ما وصفه بضربات دقيقة استهدفت عدة مواقع يخرج منها الطيران التركي المسّير، وعلى رأسها الكلية الجوية في مدينة مصراتة، مشيرا إلى أن «الطيران تمكن من تدميرها، خاصة أنها أعدت لاستهداف رجال الجيش»، الذي أكد أيضا أن وحداته «تتابع كل التحركات الدقيقة، وتنفذ عملياتها في الوقت المناسب».
ومساء أول من أمس، أعلن الجيش في بيان مقتضب أنه أسقط طائره تركية مسيرة فوق منطقة الجفرة، لكنه لم يكشف المزيد من التفاصيل، كما قصف مواقع للميليشيات في سيدي فرحات شرق العزيزية وأهدافا أخرى، لافتا إلى أن الإصابات كانت مركزة ودقيقة.
وفي مدينة سرت الساحلية، أعلن الجيش في بيان له أن مقاتلاته استهدفت مساء أول من أمس رتلاً مُكوّنا من 19 آلية مُسلحة في مدينة سرت، كانت تحتشّد لتنفيذ عمليات عدوانية تستهدف من خلالها وحداته.
وأكدت قيادة الجيش أن كل منطقة العمليات تخضع لمراقبة دقيقة ولسيطرة القوات الجوية، مبرزة أن أي تجمع أو تحرك مشبوه «يُعتبر هدفا مشروعا» لمقاتلاتها.
من جانبه، واصل غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا، مساعيه لبلورة موقف مؤيد للمؤتمر الدولي، الذي تخطط البعثة الأممية لعقده في ألمانيا قريبا حول الأزمة الليبية، حيث بحث في تونس مع سفير هولندا لارس تومرز الجهود المستمرة لإحياء العملية السياسية في ليبيا وأوضاع المهاجرين.
كما بحث سلامة مساء أول من أمس في تونس مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا آلان بوجيا وممثلي عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، آخر مستجدات الوضع في ليبيا.
“الشرق الاوسط”