حين لا ينصف المعلم – د. هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن .. وما الذي قدمه او انجزه الآلاف من موظفي الديوان الملكي اصحاب الرواتب العاليه والعقود الخرافيه ، فهل حرّروا المقدسات ام انقذوا الاقتصاد المنهار ، ام أعادوا لقطاع الزراعه اعتباره ام نشّطوا قطاع السياحه ، ما الذي انجزوه ، باعوا البلد ؟ ثم ما هي القيمه المضافه التي يقدمها الدبلوماسيون اصحاب رواتب العمله الصعبه ، والبيوت المفروشه والسيارات الفارهه ، وتذاكر طيران الدرجه الاولى المنتشرين في اقطار المعموره ، هل صنعوا تبادل تجاري ام مسحوا الديون ؟ زادوها !!، وهنالك ( ثُمّ ) اخرى ، ما الذي يقدمه موظفي العقود الاسطوريه في الهيئات والمؤسسات الحكوميه الموازيه للوزارات غير استهلاك مزيداً من الورق ومناكفة بعضهم البعض !! تتبجّحون بان إضراب المعلمين يلحق الضرر بالحركه التعليمية الخ … ولم يبق امامكم غير تخوينهم ، الم يصبروا ردحاً من الزمن على ظلم الحكومات المتعاقبه ووعودها ، ماذا تتوقعون منهم بعد ان بلغ السيل الزبى !! فهل فرضاً لو عضّوا على العازة اكثر ، وصبروا مدة اطول ، هل كانت الحكومات لتبادر بنفسها دون ضغوط لإنصافهم ؟ هراء ، لا تكسروا شوكة المعلم ، الضرر الحقيقي يكمن في إذلاله وإعادته للغرف الصفية مكسور الخاطر ومظلوم ، لن تجنوا شيئاً من معاقبته ابداً ولن تنجحوا ، انها قضية دوله فإن فشلت الحكومة في معالجتها ينبغي على الملك ان ينبري لها ، هذا اذا كانت الحركه التعليمية تهمكم بالفعل ، الكره في ملعبكم وليست في ملعب المعلم يا ساده ، فلا تحمّلوه وزر إهمالكم وتجاهلكم له ، ولا تتذرعوا بعدم توفّر المال ، فقد خبركم الشعب وهو ليس بمغفّل كما تظنّون ، لقد سبق وان وفرتم أموالاً لمشاريع تافهه وفعاليات ساقطه ومخططات فاشله ، تبّاً لمؤتمراتكم التي لا تتوقف ، وتباً لاستضافتكم فرق ووفود وتنظيم العاب رياضيه لستم اهلاً ولا مقدرة لها ، اما المكرمات الملكيه بكافة اشكالها فمعروفة مصادرها للشعب ولا احد ينبغي ان يمن عليه ، لا بالعكس فان من حق الشعب ان يحاسبكم ، ومن حقه ان يسألكم ، من يدفع مصاريف الديوان الملكي وبذخه ! نعم ربما يخسر الطلاب ، كل الطلاب بما فيهم ابناء المضربين أياماً دراسيه ، وتلك مقدورٌ على تعويضها لاحقاً ، بيْد انهم سيكسبون معلماً مخلصاً ، صافي الذهن ، يعمل بعقله وضميره وكرامته ، وستكسبون بالمقابل أجيالاً وفيّه مقابل ضياع تلك الايام الدراسيه والتي سوف لن تقدم او تؤخر في ظل هذه الظروف ، استيقظوا ، ان المكابره هي الدمار بعينه ، ولا مجال للتهرب ، انتم اولاً مطالبون لتقديم اعتذاراً علنياً للمعلم ، فلستم اكثر منه عطاء ولا اطول منه قامه ، وثانياً انصفوه طبقاً لوعودكم ولا تعبثوا بكرامته وكفاف يومه ، وحذاري من محاولة كسر عزيمته وأنفه ، اذ ستكونون على ما فعلتم نادمين ، وقد قيل ” لا يفل الحديد إلاّ الحديد “ !! وهذا طبعاً ليس كل شيء ، الا تخشون ان يخرّجوا لكم أجيالاً في المستقبل تكرهكم ، تلعنكم بل وربما تسقطكم ؟! وهل انتم بمأمن إن عقدتم صفقات جانبيه على حساب حقوقهم المشروعه !؟ يا للعار ، تقلّدون الغرب في كل شيء الا في اكثر الجوانب اهمية كأنصاف المعلم والتعليم ؟ لا تستهينوا بأسلحتهم وادواتهم ، فلا ديكتاتورية سلامه حماد ستنقذكم ، ولا كتائب الديوان عند الشدّة ستنفعكم ، في الواقع بتنا نخشى ما نخشاه ، ان يخرج عليكم الشعب برمّته ذات يوم ، ليس طلباً لإنصاف في دخل او عدالة في سعر او ضريبه ، بل بهتاف شامل ( سنوّفر لكم محاكمة عادله يا اوغاد ) ……🦅🌴