تعادل بين نتانياهو وغانتس والكلمة الحاسمة قد تكون لليبرمان

0 212

العالم الآن – تؤكد النتائج شبه النهائية التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية استنادا الى مصادر في لجنة الانتخابات، أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس متعادلان تقريبا في المقاعد، ما يعقد مسألة تشكيل حكومة جديدة.

وقالت وسائل الاعلام إن حزب الليكود حصل على 31 مقعداً والتحالف الوسطي “أزرق أبيض”على 32 مقعداً من أصل 120 مقعدا وذلك بعد فرز تسعين في المئة من الأصوات.

ولا تعطي النتائج صورة واضحة حول من سيكلف تشكيل حكومة جديدة، نتانياهو أم غانتس، ما يعزز فرضية القيام بمفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وإذا لم يطرأ أي تغير في النتائج، فإنها تمثل نكسة لنتانياهو الذي كان يأمل الحصول على غالبية عبر ائتلاف يميني مماثل لائتلافه الحالي، خاصة وأنه يواجه مشاكل قضائية لاتهامه بالتورط في أعمال فساد.

وإلى جانب نتائج الحزبين، ستكون تلك التي سيسجلها الحلفاء المحتملون لكل منهما حاسمة لأن الأمر يتعلق بمعرفة أي من المعسكرين سيتمكن عبر تحالفات من الوصول الى الأغلبية المحددة ب61 نائبا في البرلمان للتمكن من تشكيل الحكومة.

والتقى نتانياهو مساء الاربعاء قادة كتل اليمين الإسرائيلي في مكتبه، حيث التزموا البقاء كتلة واحدة تحت قيادته للعمل على تشكيل الحكومة القادمة.

وقال نتانياهو في تصريح صحافي بعد انتهاء هذه اللقاءات “يوجد الآن خياران فقط، إما حكومة يمينية من الكتل اليمينية أقودها انا، أو حكومة خطرة تعتمد على الأحزاب العربية”.

واضاف “ممنوع تشكيل حكومة خطرة تعتمد على العرب، سنبذل كل ما بوسعنا لمنع تشكيلها، هذا ما نحن ملتزمون به”.

ويبدو أن نتانياهو حرص خلال اجتماعاته هذه مع قادة الاحزاب اليمينية على منع أي منها من الدخول في مفاوضات مع بيني غانتس.

واعلن مصدر في مكتب نتانياهو الاربعاء أن الاخير قرر إلغاء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة المقررة في نيويورك ابتداء من مطلع الاسبوع المقبل، لمتابعة تداعيات الانتخابات الاسرائيلية.

– مشاورات –
ودعا الجنرال السابق غانتس في وقت مبكر الأربعاء الى تشكيل حكومة وحدة موسعة. وقال غانتس في بث تلفزيوني من مقرّ حملته الانتخابية إنه بدأ “المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وحدة موسعة”.

وأضاف “سأتحدث مع الجميع”، مؤكدا “منذ مساء اليوم بدأت عملية إصلاح المجتمع الإسرائيلي”، بعدما كان قد دعا إلى التصويت ضد “الفساد” و”التطرف” بدون أن يسمي نتانياهو.

وتابع غانتس أن “الوحدة والمصالحة أصبحتا أمامنا”.

من جهته، ألقى نتانياهو كلمة أمام أنصاره في تل ابيب خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد صدور النتائج الأولية للانتخابات. وقد بدا صوته خافتا بالمقارنة مع النبرة العالية التي كان يتحدث فيها قبل الاقتراع.

وقال في كلمته “في الأيام المقبلة سندخل في مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية. لن يكون هناك ولا يمكن أن يكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية، أحزاب تنكر وجود اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية”.

وإذا تأكدت النتائج المعلنة حتى الان، فلن يكون أي من نتانياهو أو غانتس قادراً على أن يشكل حكومة مع حلفائه من دون اللجوء إلى زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان.

وهذه الانتخابات التشريعية هي الثانية في اسرائيل خلال خمسة أشهر، وكانت انتخابات نيسان/ابريل الماضية اعطت تقريبا النتيجة نفسها.

– إقبال عربي –

وبات بإمكان وزير الدفاع السابق ليبرمان أن يبرهن أنه “صانع الملوك” حيث تظهر النتائج الأولية أن حزبه إسرائيل بيتنا حصل على تسعة مقاعد.

وأفادت تقارير إن القائمة المشتركة التي تنضوي تحتها الأحزاب العربية ستجعل النواب العرب ثالث أكبر قوة في البرلمان مع 12 مقعدا.

ويمكن لهذه النتيجة أن تسمح للأحزاب العربية بمنع نتانياهو من البقاء في منصبه خاصة إذا ما قرروا الانضمام إلى غانتس. لكن لم يسبق أن دعمت الأحزاب العربية في اسرائيل أي شخص لتولي منصب رئيس الوزراء.

وقال رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة للصحافيين خارج منزله في مدينة حيفا الأربعاء “الفارق الرئيسي في هذه الانتخابات هو إقبال الناخبين العرب… ما من شك في أن هذا الذي أحدث الفرق ولولا ذلك لكان نتانياهو رئيسا للوزراء”.

وبعد نشر نتائج استطلاعات الرأي مساء الثلاثاء، دعا ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة مع حزبه والليكود وتحالف أزرق أبيض قائلا إن البلاد تواجه “حالة طوارئ”. وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي يتعين عليه الآن اختيار الشخص الذي سيقوم بتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، إن هناك “حاجة لتجنب انتخابات ثالثة”.

وكان نتانياهو واجه أكبر هزيمة في حياته السياسية بعد انتخابات نيسان/أبريل، عندما حل حزبه في الطليعة وجمع مع حلفائه اليمينيين والدينيين غالبية لكنه فشل في تشكيل ائتلاف حكومي.

وفضل نتانياهو التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة باختيار ريفلين لشخص آخر لمحاولة تشكيل الحكومة.

– “إعادة اسرائيل إلى طبيعتها” –

وتعتبر نتائج هذه الانتخابات حاسمة بالنسبة لنتانياهو لأنها تأتي قبل مثوله أمام القضاء في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر لقضايا تتعلق ب “الاحتيال و”الرشوة” و”استغلال الثقة”.

ويعتقد الكثيرون أن نتانياهو (69 عاما) وفي حال تكليفه بتشكيل الحكومة سيطلب من البرلمان الحصول على الحصانة من المحاكمة.
وقضى نتانياهو يوم الانتخابات يحذر أنصاره في السوق الرئيسي ومحطة الحافلات المركزي عبر مكبرات الصوت من أنه على وشك الخسارة إذا لم يذهب أنصاره للتصويت.

وحذر رئيس الوزراء مرارا كما فعل في الانتخابات السابقة من أن الناخبين العرب واليساريين مقبلون على التصويت بكثافة.

ويبدو أن شعار حملة ليبرمان “لإعادة اسرائيل إلى طبيعتها” قد ترك أثرا في نفوس الناخبين.

وخاض ليبرمان حملته ضد الأحزاب الدينية المتشددة التي يتهمها بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل. وقد أعلن عزمه على الدفع باتجاه إصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد