الأمم المتحدة تعلن حالة طوارئ مناخية وغريتا تونبرغ تناشد قادة العالم التحرك

0 264

العالم الآن -وجّهت المراهقة السويدية الناشطة في مجال البيئة غريتا تونبرغ صرخة لقادة العالم الذين اجتمعوا الإثنين في الأمم المتحدة في قمة حول المناخ لإعادة إحياء اتّفاق باريس، سائلة إيّاهم “كيف تتجرأون!” ومطالبة بالتخلّي عن مصادر الطاقة الأحفورية لتحقيق خفض سريع في انبعاثات غازات الدفيئة.

وبالموازاة أعلنت الأمم المتحدة قبيل افتتاح القمة أنّ 66 دولة وعدت بالالتزام بهدف تحييد أثر الكربون بحلول العام 2050. وتنضم هذه الدول الى عشر مناطق و102 مدينة و93 شركة للوصول الى تحييد أثر انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة بحلول منتصف القرن، وهو هدف حدده العلماء لاحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري ضمن البنود الواردة في اتفاق باريس الموقع عام 2015.

وتأتي القمة قبل بدء أعمال الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة حيث يتوقع ان يلقي 60 رئيس دولة او حكومة كلمة لاعلان تعهدات اكبر.

وبنبرة غاضبة قالت غريتا في خطاب ألقت فيه باللوم على قادة العالم لعدم تحركهم “لا يفترض بي ان اكون هنا. يجب ان اكون في المدرسة في الجانب الآخر من المحيط”. وتابعت “كيف تتجرأون؟ لقد سرقتم احلامي وطفولتي بكلماتكم الفارغة”.

وتابعت “تنهار انظمة بيئية باكملها واصبحنا على مشارف انقراض جماعي وكل ما يهمكم هو المال وتحقيق نمو اقتصادي مستدام؟ كيف تتجرأون؟”.

وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين الحضور عندما شارك لبضع دقائق في قمة المناخ في نيويورك مع أنّه لم يكن قد أعلن عن هذه المشاركة مسبقاً.

ولم يلق ترامب كلمة، بل اكتفى بالجلوس لدقائق في القاعة العامة، حيث استمع ثم صفق لكلمة رئيس الحكومة الهندية نارندرا مودي.

– تظاهرات “ظريفة” –
واضافة الى الولايات المتحدة لا تشارك البرازيل واستراليا في القمة لعدم وجود امور يعلن عنها. لكن الصين التي تنتج اكثر بمرتين من الولايات المتحدة غازات الدفيئة ستلقي كلمة على لسان وزير خارجيتها وانغ يي.

وتحدّث رئيس الوزراء الهندي عن النمو الكبير لموارد الطاقة المتجددة في بلاده.

من جهته ومن دون أن يذكر غريتا تونبرغ بالاسم قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه فوجئ ايجابيا بالكلمات التي القاها الشباب.

وقال ماكرون “لا يمكن لاي مسؤول ان يتجاهل هذا المطلب العادل بين الاجيال”. وتابع “نحتاج الى الشباب لمساعدتنا على تغيير الامور (…) وزيادة الضغوط على اولئك الذين يرفضون التحرك”.

وبعد ان تجاوز فترة الثلاث دقائق المخصصة لكل مسؤول، اشاد ماكرون بروسيا التي صادقت الإثنين على اتفاق باريس، مؤكدا أن آخر المحطات التي تشغّل بالفحم في فرنسا ستغلق في 2022. اما بشأن اوروبا فدعا الى ان تكون كل الواردات “خالية من الكربون ومن قطع الاشجار”.

وفي الطائرة التي أقلته الى نيويورك قال ماكرون ان التظاهرات الشبابية الكبرى التي نظمت الجمعة “ظريفة” لكنّه اعتبر انه من المستحسن الضغط على “الجهات التي نعجز عن تحريكها” مستهدفا على سبيل المثال بولندا.

– “تحييد اثر انبعاثات الكربون” –
وبات هدف التوصل إلى “تحييد أثر انبعاثات الكربون” الذي كان يعتبر عام 2015 جذريا إلى حدّ أنه استبعد من نص اتفاق باريس، في صلب أهداف عدد متزايد من الدول من بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، والشركات المتعددة الجنسيات، وازداد إلحاحا مع موجة الحر خلال الصيف والأعاصير وصور الكتل الجليدية التي تذوب بوتيرة متسارعة.

وأعلنت الأمم المتحدة في تقرير صدر الأحد أن السنوات الخمس الماضية هي الفترة الأشد حرا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة بشكل منهجي. وازدادت حرارة الأرض بمتوسط درجة مئوية عمّا كانت عليه في القرن التاسع عشر، وهي وتيرة ستتسارع.

وصرحت لورانس توبيانا واحدة من مهندسي اتفاق باريس لفرانس برس “علينا ان نأمل في ان تعدّ مجموعة الدول هذه والسلطات المحلية التقدمية الموجة الثانية لاثبات اين احرزنا تقدما”.

لكن الوعود التي ستقطع الإثنين لن تكون لها قيمة قانونية، إذ إنّ القمة ليست سوى محطة على طريق “مؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول المناخ” المقرّر عقده في نهاية 2020 في غلاسكو، والذي سيتحتّم على الدول خلاله أن ترفع إلى الأمم المتحدة تعهدات تمت مراجعتها لتعزيز مكافحة التغير المناخي.

وأفادت الأمم المتحدة أن 75 من الدول الـ195 الموقعة على اتفاق باريس أبدت منذ الآن نيتها في القيام بذلك، والولايات المتحدة ليست من بينها.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد