جوز الست – سهير جرادات – الأردن
العالم الآن – رجل لا يشبه كل الرجال ، فهو لايمتاز بجماله ورجولته ، وحسبه ونسبه ، ومكانته بين الناس فقط ، ولكنه هو محط أنظار الجميع أيضا، يُبهرهم بتصرفاته تارة، وتقلقهم تصرفاته تارة أخرى ، “خزيت العين عنه “… كامل الأوصاف إن جاز لنا أن نطلق عليه هذا الوصف ، إلا أن” الزين لا يكمل”، كما قال القدماء.
للأسف هذا الرجل “المزيون ” كامل الأوصاف ، بدا أنه ضعيف أمام زوجته التي لا تضاهيه ابدا لا بالحسب ولا بالنسب ولا حتى بالعلم ولا بالجمال ، لدرجة انها مسيطرة عليه ، أو كما نقول في العامية ” خاوية عليه”.
بعيدا عن الجندر والمساواة بين الرجل والمرأة ، وعذرا من الجمعيات النسوية ، ومنظمات المجتمع المدني التي تطالب بعدم التمييز بين الجنسين ، لكن للسفينة ربان واحد .
هذا الأمر زاد على حده في الآونة الأخيرة ، بطريقة أصبح الحديث الرئيس في جميع مجالس العائلة ، فلم يعد الاخوة والاخوات يتهامسون عن وضع ضعف شقيقهم أمام زوجته التي أصبحت الحاكم بأمرها ، بل تطور الأمر إلى الافصاح عما آلت اليه حالة زوجة شقيقهم أمام الأصهار والأنساب والأقرباء، والأحبة والجيران ، وباتوا يتبادلون آخر قصص الست، وضعف تعامل زوجها مع هذه القصص .
أما أم الزوج فقد وصل بها الحد من الغضب ، بعد أن تلقت عبر الهاتف رسالة من زوجة ابنها، تتقدم بدعوتها هي وزوجها إلى حفل عيد ميلاد صغيرتهم ، فدعت الأم ابنها الذي أصبح هو واسمه تابع لزوجته، إلى جلسة خاصة للتباحث معه في أمر ” كَسارة زوجته” ، ولتذكره بأن” الفرس من الفارس”.
وما إن وصل الابن حتى بدأ بتوجيه الاتهام لوالدته وتهجمه على اخوته وجميع الأهل والمعارف والجيران بأنهم جميعا مخطئون وأنهم يتحاملون على زوجته ، إلى درجة أنهم يحملونها مسؤولية كل ما يحصل ، حتى عدم انتظام خروج أنفاسهم المتضربة باتت هي مسؤولة عنها .
يمتاز الزوج بأنه من أصحاب الدم البارد ، المشغول بمتعه وملذاته ، لأنه بصراحة لم يفكر يوما أن يصبح زوجا، ومسؤولا عن عش الزوجية وعن الأبناء، فهو يحب أن يكون طيارا ،لا تأسره قضبان التقاليد والبروتوكولات العائلية والاسرية والمجتمعية ، وكان أعلن أكثر من مرة لعائلته عن تعبه من الارتباط الزوجي ، وأنه يفكر مليا بالانسحاب .
وحتى يكسب الزوج رضا الزوجة ، ولا يخفي عنها شيئا ، وتبقى تتركه وشأنه منغمسا في ملذات الحياة ، ابلغ الست عن العتاب الذي دار بينه وبين والدته ، ونقل لها حرفيا أقوال الاخوة والأخوات والأقارب والاحباء والمعارف ، الذين بكل تاكيد تحولوا جميعا إلى أعداء في نظره بعد أن أقنعته زوجته بهذا الامر .
وقررت الزوجة المنفردة بالتصرفات، والمستغلة لضعف زوجها وتركيبته الغريبة المتهاونة البليدة وردود أفعاله التي تصل لدرجة البرود، أن تستمر في استفزاز الأهل وجميع من تسبب في الحديث عنها، وبالتاكيد لم تسلم حتى أمه من ذلك .
الآن ، شو يا حزركم النهاية .. هل يصحو زوج الست ،” وبصير زلمة ويعدل ويصلح أمره” ،أم “ستحلق” الزوجة لزوجها ، وتنحيه من حياتها لتفسح المجال أمام طموحاتها التي وصلت إلى عنان السماء ، أم تبقي على الزوج وعلى الوضع كما هو حتى يبقى يتلقى الصدمات عنها من غضب عائلته عليها ، وتبقى هي تحكم وترسم في الخفاء ، وتبقى المسيطرة هي وأهلها وأتباعها وأعوانها، وبالتالي تبقى هي صاحبة الأمر والطاعة .. أم “ستحلقله” وتصبح الحاكم بأمرها ؟..
افكار خطرت على بالي وأنا أشاهد بعض المشاهد من المسلسل السوري “جوز الست ” ، الذي يصلح لكل زمان ومكان ، ولكل الدول دون استثناء ، ولكل رجالاتها من صنف ” جوز الست ” ..
وفي الختام ، لا يَسعنى إلا أن نقول : الله يجيرنا من جوز الست ، ويجيرنا من الست وفعايلها..