بين الماضي والحاضر – يارا الغزاوي – الأردن
العالم الآن – كلنا تربينا على المناهج الدراسية القديمة وأكملنا الدراسة الجامعية الأولى ، والدراسات العليا فتخرج منا العلماء والأطباء والمهندسين كما المفكرين والمثقفين …. عشنا بسلام ومصالحة مع الذات؛ ساهمنا ببناء الوطن ومنا من استقطبته أوطان أخرى فرفع إسم وطنه عاليا وعلمه خفاقا في المحافل الدولية؛ لم يكن في قاموسنا يوما أي حقد أو ضغينة تجاه الآخر ؛ عشنا في وطننا متحابين بالرغم من اختلاف الديموفرافيا والدين إلا أننا لم نكن يوما إلا شعبا واحد محبا مسالما سطر نموذجا يحتذى به في العالم وذلك بالتعايش الرائع بين مكونات المجتمع الواحد .
لم نعرف التطرف يوما ؛ مسالمين متحابين بيننا الخوري وعالم الدين .
تلك كانت مدارسنا ومناهجنا وتربيتنا وإرثنا وموروثنا كما عاداتنا وتقاليدنا لم يكن الاختلاف بيننا يوما مفسدا للود قضية . نحن جيل المناهج التربوية القديمة .
العادات الدخيلة على مجتمعنا والتقليد الأعمى للمجتمعات الأخرى؛ قام بأخذنا كل ما هو سيئ من تلك المجتمعات. حتى في تقليدنا وانفتاحنا على الآخر أصبحنا نخطئ؛ ناهيكم عن المجتمعات الجديدة التي انصهرت بمجتمعنا الأردني نتيجة الحروب والتهجير في المنطقة برمتها ؛ وغيرها الكثير من المتغيرات التي أسهمت في تأزيم الوضع الداخلي وجعل الأمر أسهل للتطرف والإرهاب من جهة أو الإنفتاح الغير مبرر والذي أساء لموروثنا وتقليدنا من جهة أخرى .
#يارا_الغزاوي