“عيش تونسي” جمعية تونسية تدخل الانتخابات التشريعية مناهضة للأحزاب السياسية

0 245

العالم الآن – يشهر مهرّج بطاقة صفراء في وجه المارّة ويوجه آخرون لكمات لأكياس كتب عليها “فساد”… تخوض جمعية “عيش تونسي” حملتها الى الانتخابات التشريعية التونسية بطريقة مبتكرة مقدمة نفسها كمنافسة “مستقلة وضد النظام” بهدف إقناع ناخبين ملّوا وعود السياسيين.

في أحد أحياء مدينة أريانة (شمال)، ينتشر عدد من أنصار حزب “عيش تونسي” مرتدين قمصانا صفراء كتب عليها “لا تخافوا لسنا أحزابا”، ويوزعون قصاصات تحتوي تفصيلا لبرنامجهم الانتخابي على المارة.

وبدأت “عيش تونسي” كمنظمة في المجتمع المدني تنشط في مجال الرياضة والثقافة قبل أن تقرر دخول غمار السياسة والعمل على حجز مقاعد في البرلمان القادم في انتخابات السادس من تشرين الأول/أكتوبر القادم.

ويقول المحامي والناشط الحقوقي غازي مرابط الذي يترأس قائمة الجمعية في ولاية أريانة محاولا إقناع أحد الناخبين، “نحن مختلفون عن الأحزاب السياسية التقليدية، سنتخلى عن الحصانة البرلمانية وعن كل الامتيازات البرلمانية”.

ويضيف وهو واقف أمام محلّ تجاري “نحن جدد، لم نشارك في أي حكومة وليس من بيننا من يمثل أحزابا سياسية”.

لم يقتنع صاحب المحل الثلاثيني تمام الاقتناع بكلام مرابط، وعبّر عن رغبته في أن تواصل “عيش تونسي” نشاطها في الدفاع عن حقوق التونسيين كمنظمة اجتماعية وألا تدخل النشاط السياسي والانتخابات وتصبح “مثل الآخرين”.

وأظهرت نتائج الدورة الرئاسية الأولى في 15 أيلول/سبتمبر الفائت رفضا للأحزاب السياسية الحاكمة. وفضّل الناخبون مرشحين تقدّما كمناهضين للنظام والسياسات الاقتصادية والاجتماعية الحالية.

ويقول مرابط لوكالة فرانس برس “التونسيون بحاجة لنفس جديد ولوجوه جديدة”، مضيفا “برزت عيش تونسي منذ سنة تقريبا لتؤكد أن الأحزاب السياسية فشلت وأن السياسيين سرقوا واغتصبوا تونس معتمدين على نظام حكم يرتكز على الفساد والمحسوبية”.

– “تجديد” –

وتأسست “عيش تونسي” في نيسان/أبريل 2018 على يد ألفة تراس، مؤسسة “جمعية رامبورغ” التي قدمت دعما ماليا لإنتاج أفلام وتظاهرات ثقافية ورياضية في تونس.

وألفة تراس هي زوجة غيوم رمبورغ، الموظف الكبير السابق في وزارة المالية الفرنسية الذي تم التداول باسمه في وسائل الإعلام الفرنسية على أنه من الأشخاص الذين دعموا حملة الرئيس إيمانويل ماكرون الى الرئاسة.

ونظمت “عيش تونسي” حملات دعائية من أجل التحسيس بمفهوم المواطنة، وعرضت للعموم وعبر شاشات عملاقة وفي مناطق داخلية في البلاد مباريات المنتخب التونسي خلال مشاركته في كأس العالم 2018 في روسيا.
واستندت الجمعية في إعداد “خارطة الطريق” الى ما سمته “استشارة وطنية” شملت 415 ألف تونسي تم التواصل معهم عبر المكالمات الهاتفية.

وتعد الجمعية الناخبين التونسيين بمقاومة الفساد وضمان تكافؤ الفرص بين الجميع وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويفسر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي ظهور هذه المبادرة السياسية “بأن التونسيين يريدون وجوها جديدة وتجديدا بعد خيبة الأمل من النخبة السياسية. و+عيش تونسي+ لفتت الانتباه إثر عمل ميداني مكثف وتواصل مباشر مع الناس وخصوصا مع الطبقة الوسطى”.

بالإضافة الى ذلك، “هناك إمكانات تمويلية هامة سمحت لهذه الحركة بتنظيم تظاهرات ثقافية جذبت العديد من الشباب ولفتت انتباه الإعلام ما سمح بتقديم +عيش تونسي+ للرأي العام”.

كذلك يقدم حزب “قلب تونس” برئاسة المرشح البارز الى الانتخابات الرئيسية نبيل القروي المسجون بتهم تبييض أموال، نفسه خلال حملة الانتخابات التشريعية، على غرار “عيش تونسي”، بديلا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية للنظام الحالي.

وكان نبيل القروي جاب العديد من المناطق الداخلية المهمشة في إطار نشاط جمعيته “خليل تونس” الخيرية، ووزع مساعدات غذائية ولوجستية على العائلات الفقيرة، وكسب من خلال ذلك شعبية واسعة.

ويرى الجورشي أن هذه الجهات “استغلت الفراغ السياسي الذي تركته الطبقة الحاكمة” من أجل “إقناع عدد كبير من التونسيين”.كل/أج/رض
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد