إضراب المعلمين بين الاستفتاء والاستهتار- صالح العجلوني – الأردن

0 355

العالم الآن –  في الدول التي تؤمن بكرامة الإنسان وأحقيته في صنع القرارات المصيرية؛ تقوم تلك الدول بعملِ استفتاء شعبي عندما يصل الأمر إلى طريقٍ مسدود للبتِ في موضوعٍ ما …
وعلى ما يبدو أننا قد وصلنا إلى ذلك الطريق المسدود بسبب تراكم التعنت وغياب المضوعية والعقلانية وحضور الاستهتار وعدم الجدية بل والأدهى والأمر من ذلك هو في محاولة استنساخ بعض أساليب الزعرنة والتشبيح والبلطجة لحل تلك الأزمة ولا يخفى على أحدٍ أن تلك الوسائل تعد من وسائل الدمار لا من وسائل الإصلاح والعمار فقد شاهدنا آثارها البشعة في الدول الشقيقة ووصلت مرارة ثمارها إلينا…
وإني لأعجب كل العجب من دولةٍ بها كل هذا العدد من الوزراء والنواب والأعيان ورؤساء الوزراء السابقين والكثير الكثير من العقلاء والمصلحين وأتساءل أين مبادارتكم بل أين جهودكم في إيجاد حلٍ لحدث امتد شهرا زمانياً ولازال، وشمل مليون ونصف طالب و 140 ألف معلم وسيطر على اهتمام كل الأردن فأين أنتم يا كبار البلد؟؟؟ أليس لكم حضور إلا في جاهات الأعراس وعلى اطباق المناسف ولأخذ العزاء عند القبور ؟؟؟
إن المتتبع الحصيف للحدث يعرف أننا أمام استفتاء قد عقد بشكلٍ ذاتي حول موضوع زيادة المعلم والاعتذار له؛ فوفقاً للواقع فإن كل الجسم التربوي يقف الى جانب هذا الإضراب (الاستفتاء) ومعظم الأهالي أبدوا موافقتهم عليه وذلك من خلال استجابتهم بعدم ارسال ابنائهم إلى المدارس وحتى المتصفح العابر لوسائل التواصل الاجتماعي يلمس حجم الدعم الشعبي لتلك المطالب
فلما تعنتكم عن إقرار زيادة تعود بالنفع على كل قطاعات الوطن كافة فهي ستصرف داخل حدود الوطن الأمر الذي سيحرك السوق ويدخل السعادة والفرح إلى بيوتٍ سكنها الفقر والعوز ؟؟؟ ولما تمنعكم عن اعتذارٍ يعيد للمعلم هيبته ويحفظ له كرامته؟؟؟
حفظ الله البلاد والعباد من كل شر مراد .
صالح العجلوني

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد