نتانياهو يواجه تحديا مزدوجا قضائيا وسياسيا

0 223

العالم الآن – يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو الذي يسعى للبقاء في منصبه، تحديا مزدوجا مع جلسة منتظرة منذ فترة طويلة حول قضايا فساد، ومحادثات وصلت الى طريق مسدود مع خصمه بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة.

وغرقت اسرائيل في مأزق سياسي منذ الانتخابات التشريعية في 17 ايلول/سبتمبر التي لم ينبثق منها فائز واضح، الامر الذي يهدد هيمنة نتانياهو الذي يحكم منذ 13 عاما منها عقد أخير بلا انقطاع.

ووصل محامو نتانياهو الأربعاء الى وزارة العدل لحضور جلسة استماع تمهيدية يفترض ان تستمر نظريا أربعة ايام وذلك قبل صدور قرار النائب العام أفيخاي ماندلبليت الذي يفترض أن يقرر، ربما في الأسابيع المقبلة، ما إذا كان سيتهم نتانياهو ب”الفساد” و”الاحتيال” و”خيانة مؤتمن” في ثلاث قضايا.

وقال رام كابي محامي نتانياهو قبل الجلسة “بالاعتماد على معطيات التحقيق، والعناصر التي بحوزتنا، نعتقد أن هناك أدلة متينة ستجعل النائب العام يغير رايه”.

وقال المتحدث باسم اسرة نتانياهو مساء الاربعاء في بيان “سيقدم محامو رئيس الحكومة أثباتات تناقض مزاعم لائحة الاتهام”.

ويتوقع ان تتعلق جلسة الاستماع الاربعاء والخميس بما يعرف ب “قضية بيزيك” وهي الاكثر حساسية حاليا بالنسبة لنتانياهو.

ويشتبه المحققون بأنه حاول الحصول على تغطية إيجابية في الموقع الالكتروني “والا” في مقابل تأمين امتيازات حكومية درت ملايين الدولارات على شاؤول ايلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك للاتصالات وموقع “والا”.

في القضية الثانية يقول المحققون إن نتانياهو حاول التوصل الى اتفاق مع الناشر ارنون موزيس مالك صحيفة “يديعوت احرونوت”، اكثر الصحف انتشارا في الدولة العبرية، للحصول على تغطية ايجابية له.

وفي القضية الثالثة يتهم نتانياهو بتلقى أنواع فاخرة من السيجار وزجاجات شمبانيا ومجوهرات تتجاوز قيمتها 700 ألف شيكل (240 ألف دولار) مقابل حصول من قدموها على امتيازات مالية شخصية.

-“فوجىء”-

وكان من المقرر أن يلتقي الاربعاء مفاضون عن حزب نتانياهو ليكود وتحالف “ازرق-ابيض” الوسطي بزعامة بيني غانتس بأمل التوصل الى تشكيل حكومة وحدة. ومن المقرر ان تلي المفاوضات مباحثات على انفراد بين الزعيمين.

لكن تحالف غانتس الغى مساء الثلاثاء هذه اللقاءات معتبرا ان “الشروط المسبقة” الاساسية للحوار لم تتوافر حتى الان.

واعتبر ازرق-ابيض ان نتانياهو لا يمكنه ترؤس حكومة طالما لم تتم تسوية قضاياه أمام العدالة، ولا يمكنه تمثيل سوى الليكود في المباحثات وليس مجمل احزاب اليمين والاحزاب الدينية.

وردا على هذا القرار، قال حزب نتانياهو إنه “فوجىء بقرار حزب +أزرق أبيض+ تقويض المفاوضات وإلغاء اللقاء”، متهما أطرافا في حزب غانتس برفض تناوب نتانياهو وغانتس على رئاسة حكومة وحدة وطنية.

وقال بيان الليكود إن “رئيس الحكومة نتانياهو يدعو مجددا بيني غانتس الى التحلي بالمسؤولية لمنع التوجه الى انتخابات جديدة، والالتقاء به غدا كما كان مقررا”. ووصف نتانياهو محادثات الأربعاء بأنها “محاولة أخيرة”.

وعجز الحزبان عن جمع أغلبية 61 مقعدا في البرلمان، ما أجبر رئيس اسرائيل رؤوفين ريفلين على الفصل بأن طلب من نتانياهو أن يحاول تشكيل حكومة.

ويتيح الاتفاق بين الحزبين تجاوز العتبة المطلوبة للاغلبية. لكن المباحثات تتعثر بشأن معرفة من سيتولى أولا رئاسة الحكومة الوحدة، نتانياهو اوغانتس.

ويؤدي ال 120 نائبا في البرلمان الخميس اليمين، ما يشكل مناسبة لمباحثات غير رسمية بين مختلف الاحزاب.

وأعلن حزب الليكود ان نتانياهو سيجتمع صباح الخميس مع افيغدور ليبرمان (8 مقاعد) الذي لم يؤيد تولي اي من المرشحين رئاسة الحكومة.

-“مواجهة مباشرة”-

وتتداخل المفاوضات السياسية مع الاجراءات القضائية التي تهدد نتانياهو.

وفي حال عجز نتانياهو عن تشكيل حكومة عليه التوجه الى الرئيس ريفلين لتكليف غانتس تشكيل حكومة. لكن لا شيء يشير الى ان الاخير سيتمكن من كسب تاييد الليكود او احد حلفائه.

وأكد الليكود اثر اجتماع نتانياهو مع الاحزاب الداعمة له “ليس هناك قرار باعادة التفويض حاليا”.

واعتبر استاذ العلوم السياسية في القدس جدعون راحات “اننا نشهد مواجهة بين سائقين متقابلين”.

وأوضح ان كلا منهما “يهدد” الآخر لدفعه للخروج من المسار “لكن في هذا النوع من اللعب، يمكن ان يقتل السائقان الواحد الاخر”.

وأضاف ان التوجه الى انتخابات “جديدة أمر وارد، لان لا احد منهما غير موقفه” وقد يكون ذلك لصالح نتانياهو الذي سيبقى في هذه الحال في منصبه حتى تنظيم الانتخابات وسيواجه القضاء من موقع قوة.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد