ارمينيا… المتحف المفتوح بلد الثقافة العريقة
كتبت – فاطمة بدوى
أرمينيا بلد الثقافة العريقة و غالبا ما يشار على أنها متحف مفتوح في الهواء الطلق، و اذا كان الأمر كذلك فوادي آرارات القاعة الرئيسية لذلك المتحف. تشتهر أرمينيا بمعالمها الرائعة.
من أهم المعالم التي تستلفت أنظار الزائرين في يريفان هي:
ساحة الجمهورية – تقع في وسط المدينة وهي عبارة عن مجموعة مهيبة للمباني الضخمة التي تحيط بالساحة إحاطة دائرية، وقد شيدت بأسلوب معماري أرمني أصيل يجسم جميع مراحل تطور هذا الفن بدءا من العصر الوثني فالقرون الوسطى فالعهد الحديث. ويزين ساحة الجمهورية سجاد حجري جميل الذي بني في الأعوام الأخيرة. وبإمكانكم أن تشاهدوا حول الساحة روائع الهندسة المعمارية ممثلة في المؤسسات التالية:
متحف الدولة لتاريخ أرمينيا – يحتوي على آلاف القطع من تحف الحضارة المادية الأرمنية. منها أكثر من ستة الأف معروضة اختيرت بعناية لتعرض بصورة دائمة على الزائرين في عشرين قاعة عرض فسيحة.
متحف الآداب والفنون الأرمنية – يحتوي على مخطوطات رجال الأدب والمسرح والموسيقى الأرمن البارزين وأدواتهم الشخصية وارشيفاتهم. وتبين معروضات هذا المتحف على العموم شتى مراحل تكون وتطور الأدب والمسرح والموسيقى والفنون الأرمنية.
رواق الرسوم في أرمينيا – من أغنى المتاحف في أرمينيا، ويحتوي مجموعة قيمة لأعمال الفنانين الأرمن والروس والأوروبيين وكذلك نماذج من الفن التشكيلي لشعوب الشرق الأدنى والأدوات الخزفية الصينية والسكسونية وغيرها.
دار المخطوطات القديمة (ماتيناداران) – يشرف بناء دار المخطوطات البازلتي الضخم، القائم فوق رابية جميلة، على بداية جادة ماشتوتس الفسيحة. وتعتبر الدار أكبر مستودع للمخطوطات الأرمنية الثمينة في العالم، إذ يضم آلاف المخطوطات من مؤلفات العصور القديمة والوسيطة للأدباء والعلماء الأرمن في ميادين التاريخ والفلسفة والحقوق والطب والرياضيات والفلك والأدب والفنون. تلك المخطوطات المزخرفة في معظم الأحيان بأروع المنمنمات، وفي الدار مئات المخطوطات بلغات شعوب الشرق، وخاصة العربية والفارسية.
اتشميادزين وزفارتنوتس – من المعالم الأرمنية التاريخية التي تثير إعجاب واهتمام الزوار آثار معبد زفارتنوتس وكاتدرائية اتشميادزين. ويمكن الوصول إليهما من يريفان بيسر وسهولة، فالسيارة تقطع هذه المسافة في أقل من نصف ساعة. وتمر الطريق المعبدة الفسيحة عبر الكروم الياغية وبساتين الأشجار المثمرة والأماكن المأهولة العامرة في سهل آرارات الفتان. تعطي أطلال زفارتنوتس (والكلمة تعني بالأرمينية معبد الملكوت المرح) والمتحف الصغير التابع لها، فكرة جيدة عن المستوى الرفيع الذي بلغه الفن المعماري الأرمني في بداية القرون الوسطى. أما اتشميادزين فهي من أقدم الكنائس في العالم، وقد شيدت في أواسط القرن الرابع وعلى مقربة منها معابد هريبسيميه وغايانيه وشوغاكات وغيرها من صروح أوائل القرون الوسطى.
مجموعة الأنصب التذكارية لمعركة سارداراباط- تقع في محافظة أرمافير و دشنت في عام 1968 تخليدا للذكرى الخمسينية لمعركة الشعب الأرمني المصيرية من أجل حريته وإستقلاله. وتقع هذه المجموعة التذكارية على رابية منبسطة تمكن المرء من التمتع بمشهد سهل آرارات الخصيب الشهير بخيراته الوفيرة وسلسلة الجبال المقابلة التي تمتد إلى الطرف الجنوبي الشرقي لتنتهي بجبل آرارات الشامخ.
توصف أرمينيا حقا بأنها (متحف مكشوف تحت قبة السماء) ويقتنع المرء بذلك عندما يتجول في أنحاء البلاد ويتعرف، على آثار الهندسية المعمارية العريقة في القدم والأصالة. أن رحلة شيقة إلى إنقاض قلعة كارني ومعبد كيغارت تستغرق بضع ساعات فقط، ولكنها تعود بفائدة إستعلامية كبيرة إلى هواة السياحية. إن الطريق جبلية ومنعطفاتها كثيرة، تتعاقب فيها مناظر الأقاليم الجبلية وشبه الصحراوية والمرتفعات المكسوة بالحجارة والحقول والبساتين المزروعة بالأشجار المثمرة التي يرعاها الفلاحون الأرمن.