شنكر في الدوحة.. محاولة أميركية لحل الأزمة الخليجية؟
العالم الآن – يصل الخميس إلى الدوحة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر للقاء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ومسؤولين آخرين في الحكومة القطرية.
الخارجية الأميركية وصفت هذه الزيارة بأنها عادية وقد تمت جدولتها في وقت سابق خصوصاً أن شنكر لم يزر الدوحة بعد منذ تسلمه منصبه. وأشارت في بيان لها إلى أن شنكر “سيناقش القضايا السياسية الثنائية والإقليمية وسيركّز على أهمية العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وقطر، وسيؤكّد على الحاجة إلى مجلس تعاون خليجي موحد لمواجهة نشاط النظام الإيراني المزعزع للاستقرار”.
غير أن الزيارة تترافق مع تطورات مهمة يشهدها الشرق الأوسط وأبرزها التوغل التركي في شمال شرق سوريا والإنسحاب الأميركي من هناك. إضافة إلى استمرار الضغوط الإقتصادية والعقوبات الأميركية على إيران. ومع هاتين الدولتين ترتبط قطر بعلاقات قوية كما أنها تتمتع بروابط عسكرية وسياسية وتجارية مهمة مع الولايات المتحدة الأميركية.
فقطر تعهدت مؤخراً بتوسيع قاعدة العديد التي تستضيف آلاف الجنود الأميركيين وتشكل منطلقاً مهماً للطائرات الأميركية التي تشارك في التحالف الدولي لمحاربة داعش.
كما أنها تستضيف قاعدة عسكرية تركية عززت بعدة آلاف من الجنود الأتراك على أثر الخلاف الذي وقع بين الدوحة والرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة في حزيران يونيو عام 2017.
وقامت الدوحة بالمقابل بتقديم الدعم المالي لأنقرة عندما تعرضت لعقوبات أميركية على خلفية اعتقال القس الأميركي أندرو برونسون وأدت تلك العقوبات إلى انهيار سعر العملية التركية وزعزعة الإقتصاد التركي.
والخلاف الخليجي نفسه دفع بقطر إلى تعزيز علاقاتها التجارية والإقتصادية والسياسية مع إيران وأصبحت الأجواء والمرافئ الإيرانية المنفذ الأساسي للطائرات والسفن القطرية.
في ظل كل هذه التعقيدات يصل شنكر إلى الدوحة .
ويرى كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى سيمون هندرسون أن هناك رابطاً بين زيارة شنكر للدوحة والتوغل التركي في سوريا. وقال لموقع الحرة ” إنه بسبب هذا التوغل فإن هناك عدة مواقف سياسية تتم مراجعتها في العاصمة الأميركية”.
وأوضح أن هناك اعتقاداً في واشنطن بأن “هناك فرصة جيدة لترى ما إذا كان بإمكانها وضع حد للخلاف بين قطر ودول الخليج الأخرى”. واستبعد هندرسون أن تكون هذه الزيارة عادية حتى ولو كانت مجدولة في وقت سابق وقال ” لا يذهب أحد إلى هذه الأماكن لأنه ليس لديه عمل يقوم به. إنه يذهب مع أجندة عمل وقد تكون هذه الأجندة موضوعة عندما تم تحديد الزيارة ولكن الأجندة اليوم متعلقة بما تقوم به تركيا وتتضمن كذلك الخلاف الخليجي لأنه من وجهة نظر واشنطن فإن الخلاف هو إلهاء عن الخطر الأكبر في المنطقة وهو إيران”. ولم يستغرب هندرسون وقوف قطر إلى جانب تركيا في توغلها داخل الأراضي السورية “لأنها تعتبر تركيا والقوات التركية الموجودة على الأراضي القطرية ضرورية لوقف أي اجتياح من قبل السعودية والإمارات”.
وتتزامن زيارة شنكر إلى قطر مع لقاءات يجريها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل في الإمارات والسعودية وتتناول مواجهة “نشاطات إيران الخبيثة” والأوضاع في اليمن. ويعتبر هندرسون وجود مسؤولين كبيرين أميركيين في نفس المنطقة وفي وقت واحد توزيعاً للأعمال “لأن هناك أزمة حاصلة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة تريد وقفها ووضع حد لها بطريقة إيجابية لها وهناك الكثير من العمل الدبلوماسي يجب القيام به”.
فهل تساهم زيارة شنكر وهيل في حل النزاع الخليجي وتوحيد مجلس التعاون لمواجهة التبدلات الأخيرة في المنطقة؟ وهل ينجحان حيث فشل مسؤولون أميركيون سابقون؟
” الحرة”