قتيلان في أسوأ اضطرابات تشهدها تشيلي منذ عقود
العالم الآن – تجددت المواجهات الاحد في سانتياغو بين متظاهرين والشرطة في اليوم الثالث من اسوأ اضطرابات تشهدها تشيلي منذ عقود واسفرت عن قتيلين وثلاثة جرحى على الاقل.
ووقعت مواجهات عنيفة بين محتجين ملثمين وعناصر الشرطة في لا بلازا ايطاليا بوسط العاصمة بحسب فرانس برس. وردت قوات الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه.
وبعد ثلاثة ايام من العنف، بدا المشهد في عاصمة تشيلي مؤلما مع احتراق حافلات ونهب متاجر والاف الحجارة والعصي التي ملأت الارصفة. وقالت السلطات إنه تم اعتقال 716 شخصا.
وقالت انطونيا (26 عاما) لفرانس برس فيما كانت تحاول ان تستقل حافلة الى سانتياغو “ما يحصل محزن جدا، لكن الناس يئسوا من عدم الاستماع اليهم”.
واعلن حظر التجول في خمس مناطق بينها العاصمة وفق الجنرال خافيير ايتورياغا ديل كامبو وتم نشر عشرة الاف عنصر من الشرطة والعسكريين. وكان الرئيس سيباستيان بينيرا أعلن مساء الجمعة حال الطوارئ ل15 يوما في العاصمة.
وليل السبت الاحد، قضت امرأتان في حريق سوبرماركت تابع لمجموعة وولمارت الاميركية في سان برناردو بالضاحية الجنوبية للعاصمة.
وقال وزير الداخلية والامن اندريس شادويك “في سوبرماركت في منطقة سان برناردو، حصلت عمليات نهب واندلع حريق اسفر عن مصرع امراتين فيما اصيب شخص ثالث بحروق بالغة”.
وافادت السلطات ان شخصين اصيبا ايضا بالرصاص ونقلا الى المستشفى في حال “خطيرة” بعد حادث مع الشرطة خلال عملية نهب، كذلك في جنوب العاصمة.
واندلعت مواجهات في مدن اخرى.
– “تشيلي استيقظت” –
بدأت التظاهرات الجمعة احتجاجا على زيادة في رسوم مترو سانتياغو — من 800 إلى 830 بيزوس (1,04 يورو) –، التي تملك أوسع وأحدث شبكة لقطارات الأنفاق في أميركا اللاتينية، يبلغ طولها 140 كيلومترا وتنقل يوميا ثلاثة ملايين راكب.
وتراجع الرئيس بينييرا مساء السبت عن قرار زيادة أسعار المواصلات وصرح من قصر “لا مونيدا” الرئاسي “أعلن اليوم أننا سنعلق زيادة أسعار المترو”.
لكن بعبارات مثل “مللنا” و”تجاوزات” و”تشيلي استيقظت” على شبكات التواصل الاجتماعي، باتت البلاد تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الاجتماعية منذ عقود.
ووسع المتظاهرون مطالبهم لتشمل قضايا أخرى مثل التفاوت الاجتماعي والاحتجاج على النموذج الاقتصادي المطبق والحصول على التعليم والخدمات الصحية المرتبطين خصوصا بالقطاع الخاص.
ويترأس بينييرا الأحد اجتماعا لوزراء حكومته من أجل عرض الوضع. وقد أعلن عن حوار “واسع” لمحاولة تلبية المطالب الاجتماعية.
وحاليا ليست هناك قيادة أو مطالب واضحة للمتظاهرين.
قالت الموظفة في الدولة ماريا لوكالة فرانس برس “إنه أمر حزين، لكن أعمال التخريب هذه كانت الوسيلة الوحيدة التي وجدها السكان ليتم الاستماع إليهم”. واضافت أن “تشيلي كانت طنجرة ضغط انفجرت بأسوأ طريقة، وتركتنا محرومين من المترو”.
وأوضحت خافييرا الاركون (29 عاما) وهي عالمة اجتماع كانت تتظاهر السبت أمام القصر الرئاسي في سانتياغو “تعبنا وكفى. تعبنا من خداعنا. السياسيون لا يفعلون إلا ما يريدون ويديرون ظهرهم للحقيقة بالكامل”.
وتصاعد الغضب مع نشر صورة للرئيس وهو يتناول بيتزا في مطعم بينما كانت الحرائق تنتشر في سانتياغو.
وكان بينييرا وصف بلاده قبل أيام بأنها “واحة” في أميركا اللاتينية.
وحرم سكان سانتياغو البالغ عددهم نحو سبعة ملايين نسمة، السبت من كل وسائل النقل العام تقريبا مع تعليق رحلات الحافلات موقتا بعد إحراق العديد منها وإغلاق مترو سانتياغو بعد تخريب 78 من محطاته.
وأعلنت الحكومة وقف الدروس في العديد من المدارس في عدد من أحياء سانتياغو الإثنين.
” ا ف ب “