نتانياهو تلقى ضربة قوية بفشله في تشكيل حكومة لكن غانتس يواجه صعوبات جمة
العالم الآن – تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو ضربة قوية بعد فشله في تشكيل حكومة جديدة، لكن خصمه الرئيسي بيني غانتس يواجه صعوبات مماثلة تشي باحتمال كبير لإجراء انتخابات ثالثة.
ومن المتوقع أن يمنح الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس الفرصة لمحاولة التفاوض من أجل تشكيل ائتلاف حكومي بعد تعثر ذلك بعد انتخابات أيلول/سبتمبر.
وفي حال اتخذ القرار بإجراء انتخابات جديدة فستكون الثالثة خلال عام بعد فشل نتانياهو في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات نيسان/أبريل.
وقال نتانياهو مساء الإثنين في شريط مصور بثّ على حسابه على موقع فيسبوك وتوجه فيه إلى الإسرائيليين “قبل فترة وجيزة أبلغت الرئيس أنني سأتخلى عن صلاحياتي في مسعى تشكيل حكومة”، وهذا يشير إلى انتهاء فترة ولايته كرئيس للوزراء في إسرائيل.
وسيبقى نتانياهو في منصبه طالما لم يتم تشكيل أي حكومة جديدة وهناك عدد من السيناريوات التي يمكن أن تجعله يحتفظ بمنصبه حتى وهو يواجه اتهامات محتملة بالفساد في الأسابيع المقبلة.
ويعتبر إعلان نتانياهو لحظة تاريخية في السياسة الإسرائيلية منذ أن فوضه الرئيس ريفلين تشكيل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2009.
والحقيقة الواضحة اليوم أن نتانياهو الذي احتفل الإثنين بعيد ميلاده السبعين لم يستسلم بعد رغم كل المعوقات.
-إعاقة المفاوضات-
وألقى نتانياهو باللوم حول عدم تمكنه من تشكيل الحكومة على منافسه رئيس حزب أزرق أبيض الوسطي بيني غانتس لرفضه التفاوض على شروطه.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز الذي يعتبر من حلفاء نتانياهو المقربين الثلاثاء إن غانتس “قد أعاق” المفاوضات.
وأضاف لإذاعة الجيش الإسرائيلي “الخلافات لا تمنع المفاوضات”.
وتابع “يأتي المرء إلى المفاوضات بعد ان تبدأ الخلافات، ولو عرض غانتس على نتانياهو أن يجلس معه، أنا واثق بأن نتانياهو كان سيوافق”.
الثلاثاء، قابل مراسلو التلفزيون العام الإسرائيلي غانتس خارج منزله بعد عودته من تمرين الصباح.
وقال وهو يجلس خلف مقود سيارته مرتديا سروالا قصيرا وقميصا “نحن دائما متفائلون، إنها طريقة للحياة”.
وكتب عوفر شيلع وهو عضو بارز في التحالف الوسطي، على موقع تويتر مستخدما لقب نتانياهو “ماذا فعل بيبي بتفويض تشكيل الحكومة؟ أربعة أسابيع بلا نتيجة”.
وأضاف “لقد أضاع الوقت من أجل الاستمرار في منصبه رئيسا للوزراء لفترة قصيرة (…) بيبي يريد إجراء انتخابات، هذا واضح”.
وأعلن ريفلين مساء الإثنين عزمه على الطلب من غانتس محاولة تشكيل الحكومة لكن عليه أولا أن يستمع للأحزاب المنتخبة قبل تكليفه رسميا.
ولمن يكن لزعيم التحالف الوسطي أي خبرة سياسية قبل أن يقرر منافسة رئيس الوزراء علما بانه كان خلال ولايته رئيسا لأركان الجيش.
وأمام غانتس تحد كبير للدخول إلى المكتب الذي شغله نتانياهو لأكثر من 13 عاما.
-الخلاف على الوحدة –
قد يؤدي الجمود الذي أعقب انتخابات 17 ايلول/سبتمبر الى تقديم تنازلات كبيرة أو الى قرار من أعضاء حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو بالتخلي عنه، ولكن يبدو أن كلا من الخيارين بعيد المنال في الوقت الحالي.
ويقول كل من الليكود وأزرق أبيض إنهما يريدان حكومة وحدة لكنهما منقسمان حول كيفية تحقيق ذلك.
ويسعى الليكود إلى التفاوض على حل وسط كان الرئيس الإسرائيلي قدمه سابقا ويأخذ في الاعتبار احتمال اتهام رئيس الوزراء بالفساد في الأسابيع المقبلة
وبحسب مقترح ريفلين، يشغل نتانياهو منصب رئيس الوزراء ولكن عليه أن يتنحى في حال وجهت الاتهامات إليه.
وعليه، يتولى غانتس منصب رئيس الوزراء نيابة عن نتانياهو.
ويقول التحالف الوسطي إن غانتس يجب أن يكون رئيسا للوزراء أولا بموجب أي ترتيب تناوب، وخصوصا ان حزبه حصل على أكبر عدد من المقاعد.
وحصل أزرق أبيض على 33 مقعدا مقابل 32 مقعدا لليكود.
ويرفض غانتس المشاركة في حكومة يواجه رئيس وزرائها اتهامات جدية بالفساد.
وتعهد نتانياهو عدم التخلي عن الأحزاب اليمينية والدينية الصغيرة التي تدعمه في البرلمان، قائلا إنه يمثل الكتلة بأكملها في مفاوضات الائتلاف.
وهذا الشرط غير مقبول أيضا لغانتس الذي اعتبر ان هذا يعني انضمام تحالفه إلى حكومة نتانياهو كعضو صغير.
” ا ف ب “