ألمانيا تطرح خطة لإقامة منطقة أمنية في سوريا وتحظى بدعم أنقرة وواشنطن

0 256

العالم الآن – طرحت وزيرة الدفاع الألمانية على حلف شمال الأطلسي اقتراحا لإقامة منطقة أمنية في شمال سوريا يوم الخميس وهي خطة حظيت بدعم تركيا والولايات المتحدة لكن الأمين العام للحلف أشار إلى أنها قد تتطلب مشاركة الأمم المتحدة.

وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور – صورة من أرشيف رويترز.
وقال دبلوماسيون إن الوزيرة أنيجريت كرامب كارينباور أبلغت حلفاء بلادها بأن إقامة منطقة تتم السيطرة عليها دوليا يتطلب أيضا مشاركة روسيا، القوة المهيمنة حاليا في سوريا، حتى يتسنى بذلك حماية المدنيين النازحين وضمان استمرار قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

لكنها أصرت في اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل على أن مهمة تنفيذ دوريات على الحدود التركية السورية لا يمكن أن تُترك لموسكو وأنقرة فحسب وقالت للصحفيين ”الوضع الحالي غير مرض“.

ويرى دبلوماسيون أن طرح الفكرة، وهي المرة الأولى التي تقترح فيها برلين مهمة عسكرية في الشرق الأوسط، أدى إلى عودة التماسك للحلف بعد أن تعرض لهزة عنيفة إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات من سوريا مما أفسح المجال لبدء تركيا للعملية العسكرية على شمال شرق سوريا في التاسع من أكتوبر تشرين الأول.

وأثارت العملية العسكرية التركية عبر الحدود قلق أوروبا مع استهدافها للقوات الكردية التي قاتلت الدولة الإسلامية مع واشنطن. وعلقت حكومات عدة دول في الاتحاد الأوروبي مبيعات الأسلحة لتركيا احتجاجا على العملية العسكرية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في بروكسل يوم الخميس إن التوغل التركي ”لم يكن مبررا“.

وبموجب اتفاق تم التوصل إليه يوم الثلاثاء بين روسيا وتركيا في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود وافقت أنقرة على الحد من عملياتها العسكرية في شمال سوريا لكن حلفاء تركيا الأوروبيين لا يزالون قلقين من خطط أنقرة لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية مع أسلحتهم بعيدا عن الحدود.

ودعم حلفاء أوروبيون لفترة طويلة جهود منح الأكراد حقوقا ثقافية أكبر وحكما ذاتيا أوسع نطاقا في الأماكن التي يشكلون فيها أغلبية السكان.

وقالت كرامب كارينباور إنها تلقت تطمينات من أنقرة على أن العمليات العسكرية التركية لن تسفر عن إعادة توطين جماعية للسكان أو تطهير عرقي.

وأضافت للصحفيين ”اتفاق سوتشي لم يجلب السلام ولا يوفر أساسا لحل سياسي على المدى الطويل. نبحث عن حل يشمل المجتمع الدولي“.

* مشاركة الأمم المتحدة

ولم يتسن الحصول على الكثير من التفاصيل لكن خطة الوزيرة الألمانية حظيت بترحيب تركيا ووزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.

وقال دبلوماسي من الحلف ”من الضروري إجراء المزيد من المحادثات لكن الوزير التركي قال إنه منفتح على الاقتراح“ في إشارة لمحادثات ثنائية بين وزيرة الدفاع الألمانية ونظيرها التركي خلوصي أكار الذي أطلع كل وزراء دفاع الحلف على عمليات بلاده العسكرية في سوريا.

وقال دبلوماسي آخر إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يمكنها أن تناقش الخطة مع نظرائها من تركيا وبريطانيا وفرنسا في قمة للحلف تعقد في لندن في الرابع من ديسمبر كانون الأول.

وقال ستولتنبرج إنه ليس هناك دعوة لوجود بعثة للحلف في شمال سوريا وأضاف أن ما يعرفه هو أن الأمر قد يحتاج ”لإجراءات في الأمم المتحدة“.

وتابع قائلا ”بالطبع ليس من الممكن القول اليوم إذا كان الأمر سهلا أم شديد الصعوبة ولذلك أعتقد أن هذا الاقتراح يجب أن تجرى مناقشته بمزيد من التفصيل“.

وقال إسبر قبل اجتماع الحلف إنه يدعم الاقتراح الألماني على الرغم من أنه لم يمعن النظر في تفاصيله بعد مشيرا إلى أن واشنطن لا تعتزم المشاركة بقوات برية.

وأضاف إسبر ”أعتقد أن الأمر مقبول. أعتقد أن من الجيد أن تلك الدول تريد المشاركة في تحسين الأمن في هذا الجزء من العالم“.
” رويترز”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد