الصفدي يلقي كلمة الأردن في قمة دول عدم الانحياز
العالم الآن – ألقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي اليوم الأحد كلمة الأردن في الدورة الثامنة عشرة من قمة حركة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة الأذرية باكو.
ونقل الصفدي في كلمته: تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني للرئيس إلهام علييف، وتهانيه بذكرى استقلال جمهورية أذربيجان وتولي رئاسة الدورة الــ 18 لقمة دول حركة عدم الانحياز. وتمنيات جلالته بالنجاح، والشكر لجمهورية فنزويلا على رئاستها الدورة السابقة. وقال الصفدي: في عام 1955 شاركت المملكة 28 دولة في اطلاق حركة عدم الانحياز عملاً جماعياً ينشد الحرية والعدالة والتوازن في العلاقات الدولية، وبعد 64 عاما على انطلاق الحركة، ما تزال مبادئ باندونغ العشرة التي تبنتها وجسدت هذه الأهداف، واكدت التمسك بالقانون الدولي والعمل متعدد الأطراف، ضرورة قصوى لتجاوز تحدياتنا المشتركة.
وأضاف: وحده العمل الجماعي المنطلق من احترام القانون الدولي يستطيع أن يترجم مبادئ الحركة واقعاً تنعم به كل شعوبنا، ومن غير هذا العمل الجماعي، ومن غير احترام القانون الدولي وحق كل الشعوب في العيش بحرية وكرامة، لن يستطيع مجتمعنا الدولي إنهاء الظلم والصراعات والحروب، ودحر الإرهاب الظلامي والقضاء على الجريمة المنظمة ومواجهة تبعات اللجوء والنزوح التي شردت الملايين.
وبين أن حركة عدم الانحياز وقفت ضد الاستعمار ورفضته شراً وظلماً وعدواناً واستباحة لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير، بيد أن الاستعمار الإسرائيلي لدولة فلسطين ما يزال ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدد الأمن والسلم الدوليين، داعيا الحركة للوقوف في وجه هذا الاحتلال الغاشم، واطلاق فعل حقيقي ينهي هذا الشر والباطل. وتابع: اختار الفلسطينيون وكل العرب السلام، واختارت إسرائيل أن تمعن في احتلالها اللاشرعي واللاقانوني واللاإنساني، لذلك يستمر الصراع، ولن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل والدائم من دون زوال الاحتلال، وحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. واضاف ان حركة عدم الانحياز أكبر تجمع دولي يضم 120 دولة عضوا فيها تجمع على حق الفلسطينيين في الحرية والدولة والكرامة، لكن إجماعنا على السلام يصطدم يومياً بإجراءات إسرائيلية أحادية تقتل فرص تحقيق السلام، منها استيطان غير شرعي، ومصادرة الأراضي، ومحاولات عبثية لطمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها.
وقال: ان القدس، كما يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هي مفتاح السلام، وان الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها جعل مدينة السلام ساحة للقهر والحرمان.
واضاف ان محاولات حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقه في العيش وبكرامة ومن حقه في التعليم والعلاج، عبر استهداف الأونروا انتهاك فاضح لمبادئ الحركة يجب ان نتصدى له، عبر تلبية احتياجات الاونروا المالية، والحفاظ على ولايتها ودورها إلى حين حل قضية اللاجئين، وفق القانون الدولي، وبما يلبي حق اللاجئين في العودة والتعويض في سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين. ودعا الحركة المجتمع الدولي لتكثيف الجهود من اجل انهاء الازمة السورية عبر حل سياسي، يصنعه السوريون ويقبلونه، ويضمن حفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها، ويخلصها من الإرهاب، فيعود لها مواطنوها الذين شردتهم الأزمة، مشيرا الى أنه لا بد من مقاربات جديدة فاعلة لحل الأزمة. وقال: اللاجئون السوريون ضحايا يجب أن نتحمل جميعا، لا الدول المستضيفة وحدها، مسؤولية توفير العيش الكريم لهم، إلى حين عودتهم إلى وطنهم.
وحول الارهاب، دعا الصفدي إلى منهجية شمولية تحاربه عسكريا وأمنيا وفكرياً، وهي المنهجية التي تتبناها اجتماعات العقبة التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني جهدا مكملا لجهود المملكة التي تحارب ثقافة الكراهية، وتجذر ثقافة السلام والحوار بين الأديان، تجسيداً لرسالة الإسلام السمحة وقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يحملها، مثل رسالة عمّان، وكلمة سواء، واسبوع الوئام العالمي.
وقال: إن الاردن اعتمد مبادئ باندونغ قبل أكثر من ستة عقود منطلقاً لمواجهة تحدياتنا المشتركة وقتذاك، وترجمتها فعلاً جاداً ملموساً هو سبيل مواجهة أزماتنا الآن أيضا، لأنها مبادئ تعكس قيمنا المشتركة، وتؤكد حقيقة أن احترام القانون الدولي والتعاون والعمل متعدد الأطراف هم ضمان حقوقنا وأمننا الجماعي وسبيل رخائنا وإزدهار دولنا.
–(بترا)