أجواء الانتخابات المبكرة تطغى على مناقشات مجلس العموم البريطاني

0 227

العالم الآن – دافع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون الاربعاء بشدة عن برنامجه بمواجهة هجمات المعارضة العمالية، وذلك خلال مناقشات جرت في مجلس العموم، زاد من حدتها استعداد كل الاطراف للانتخابات التشريعية المبكرة التي تقرر موعدها في الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر 2019.

وهاجم الزعيم العمالي جيريمي كوربن بشدة رئيس الحكومة منتقدا العراقيل التي تواجه قطاع الصحة العامة، كما ندد بما اعتبره تردد جونسون بشأن البريكست.

ووعد بوريس جونسون بـ”الاستثمار الواسع” في قطاع الصحة العامة، وأيضا في التعليم والبنى التحتية للشرطة، متوقعا “مستقبلا زاهرا” للملكة المتحدة، وذلك خلال جلسة خصصت لطرح اسئلة على رئيس الحكومة قبل حل مجلس العموم استعدادا للانتخابات المبكرة.

وتعهد بوريس جونسون بالعمل على تنفيذ بريكست الذي كان مقررا في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر، لكنه أجبر على ارجائه ثلاثة أشهر بعد ان فشل في اقناع مجلس العموم بالموافقة على الاتفاق الذي توصل اليه بصعوبة مع الاتحاد الاوروبي.

وقال جونسون مخاطبا النواب “السبيل الوحيد لتحقيق بريكست كبير هو التصويت لهذا الحزب ولهذه الحكومة” في إشارة الى حزب المحافظين والحكومة التي يترأسها.

-حملة “صعبة”-

وبعد رفض تكرر ثلاث مرات وافق النواب البريطانيون الثلاثاء بأكثرية ساحقة على اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في الثاني عشر من كانون الاول/ديسمبر على أمل الخروج من مأزق بريكست. وستكون هذه الانتخابات الثالثة خلال اربع سنوات.

ويأمل بوريس جونسون الحصول على غالبية مطلقة خلال هذه الانتخابات طارحا نفسه على أنه بطل بريكست. وفي حال حقق ذلك سيكون قادرا على اقرار الاتفاق الذي توصل اليه بشأن بريكست والوفاء بالوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي “مهما كان الثمن”.

وتعطي استطلاعات الرأي تقدما لبوريس جونسون، لكنه يواجه مشكلة خسارة اصوات متمسكين بأوروبا داخل حزبه، وأيضا خسارة أصوات المتشددين بتمسكهم ببريكست، الذين قد ينضمون الى “حزب بريكست” الجديد بقيادة نايجل فاراج.

وقال جونسون امام نواب من حزب المحافظين “ستكون انتخابات صعبة”، خاصة وأن استطلاعات الرأي اعطت الفوز لرئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي خلال انتخابات العام 2017 لكن النتيجة جاءت معاكسة.

-“تغير فعلي”-

وسيسعى حزب العمال في حال فوزه بالانتخابات المقبلة الى التوصل الى اتفاق جديد مع الاتحاد الاوروبي بشأن الطلاق، على أن يعرضه في استفتاء على الشعب البريطاني. وفي حال كان الجواب بالرفض فهذا سيعني الغاء بريكست.

واتهم كوربن بوريس جونسون بالعمل على ضرب قطاع الصحة العامة في البلاد لصالح الخصخصة في اطار اتفاق تبادل حر يجري التفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة.

ويطرح كوربن نفسه مدافعا عن الخدمات الحكومية ووعد بإحداث “تغيير فعلي” في البلاد في حال فوز حزبه العمالي بالانتخابات.

اما الحزب الاستقلالي الاسكتلندي المؤيد للبقاء في الاتحاد الاوروبي فهو أيضا يطالب باستفتاء جديد ويأمل في الوقت نفسه طرح موضوع استقلال اسكتلندا على طاولة التفاوض.

بالنسبة الى الليبراليين الديموقراطيين فهم يرغبون بشكل واضح ببقاء البلاد داخل الاتحاد الاوروبي والغاء بريكست. وقالت زعيمة هذا الحزب جو سوينسون في تصريح صحافي “أعتقد بأن الخيار الذي يقدمه لنا بوريس جونسون وجيريمي كوربن يبقى غير كاف على الاطلاق. الشخصان غير مؤهلين لقيادة البلاد”.

واستعدادا لتشكيل غالبية جديدة أعاد بوريس جونسون الى حزب المحافظين عشرة نواب من اصل النواب ال21 الذين كان طردهم من الحزب بعد أن عارضوا سياسته بشأن بريكست.

ووافق مجلس اللوردات بسهولة مساء الاربعاء على قرار اجراء الانتخابات المبكرة في كانون الاول/ديسمبر المقبل.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد