بكل عودة تضيع زرا.. كوثر عقباني – سورية

0 804

 

العالم الآن – حين يغدو الطريق وردة
والغيم وشاحا
يصير جسدي نهرا
وقلبي مفتاحا
أمتلك منزلا بنوافذ كثيرة
وبابا واحدا يفضي إليك
أرسمه منمقا على هيئة فطر دائري
أحركه كالرسوم الكرتونية
خاصة وأني أجيد تحريك أصابعي العشرة
ولا أجيد دور الملوك ولا الملكات
دائما أختار دور الغابة
لأعرش في خلاياك كدالية عنب
أنفذ من يديك وألتف على نتوءات عتمتك
أضيؤك باختمار الثمر
وأسدل الستائر على نوافذ قلبي
فأعيد ترتيب العتمة بما يناسب جموحي
وأعلم أنك لا تحب النساء المذعنات
إذ لم تكن يوما سياسي لئيم
ولا قائدا لفيالق الجند والخيل والذيول
أعلم أنك تحاورني ، تجادلني ، تقتص من مكري
أعلم أنك لاتنام وأنت تصلي
مذعنا لهفوات الضمير
بأعين تهذي
وخيال تؤرقه لسعات النار
أعلم أنك لن تهب قميصك لفقير سعيد
إذ لطالما كنت سعيدا بقميصك المفتوح
حيث بكل عودة تضيع زرا
وتقول كلما ضاع زر.. زاد في ثياب طفل زرا آخر
أضحك ل لامبالاتك المقصودة
وأحبك أكثر مع كل ضياع…! ؟
لذلك لاتأخذني الصلاة انا كذلك لغياهب النوم
هكذا أُنشئ هذياناتي على قدر رغبتي واصراري
على قدر أنانيتي في حبك…
فأنا أستحضرك بكامل سطوتك
وبكامل سطوة ذاكرتي
أراقصك بانفعالات ليالي وحدتي
وبرودة اطرافي
بصراخ عيني واهتزازات شجوني
أراقصك بميول لامتلاك دفة القيادة
وهدير الموج
هكذا أمعن في اقتناص كاحل الوقت المعطوب بيننا
أنزع عنه خلخاله وصليل اغوائه
اكبله بموت أكيد
فأمتلكه بكل عنفوان العشق
اقصي المحاكاة الباهتة لحفلات الجسد
إذ أحتضن اللحظة كوشم أفعى
تعرف متى تنسل
ومتى تخدر
ومتى ترقص على ارتعاشات الارض
وألحان المزامير…

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد