أسرار الساعات الأخيرة… وفاة هيثم أحمد زكي تعمّق تراجيديا أسرته

0 270

العالم الآن – كأن عائلة النجم أحمد زكي على موعد دائم مع التراجيديا التي تصل حد المأساة، فقدر هذه العائلة أن توجع قلوب محبيها وقدرهم أيضا أن يفارقونا بطريقة صادمة تظل علامة في ذاكرة الجميع. رحل منذ ساعات هيثم أحمد زكي، ابن النجم الراحل أحمد زكي والفنانة الراحلة هالة فؤاد، مات بطريقة دراماتيكية تشبه حياته وحياة أمه وأبيه، فارق الحياة وهو في ريعان شبابه وفي نفس سن والدته التي رحلت عام 1993 وهي في الخامسة والثلاثين بعد معاناة مع مرض سرطان الثدي لتترك هيثم يتيما وهو في التاسعة من عمره.

مات هيثم وحيدا بمنزله في منطقة “بيفرلي هيلز” بضاحية الشيخ زايد بمحافظة الجيزة بطريقة تشبه الفيلم السينمائي المأساوي، فقد عانى الشاب الثلاثيني من اليتم والوحدة طوال حياته، وكان هاجسه الأكبر أن يموت وحيدا، وصرح بذلك لصديقته الفنانة ناهد السباعي، ودائما ما كان يقول لها “خايف أموت لوحدي وملاقيش حد جنبي”.

وكأن هاجسه الوحيد كان السيناريو الذي ينتظره، مات هيثم وحيدا إثر هبوط حاد بالدورة الدموية، وفي حمام منزله وجدوه ميتا، في صدمة ستظل لفترات طويلة تلاحق من عايش هذه اللحظات الصعبة.
عانى هيثم أخيرا من آلام شديدة بالمعدة وتعرض لأزمة صحية منذ يومين، وبالتحديد يوم الثلاثاء، بسبب تدريبات رياضية عنيفة، ولكن لم يكن يتوقع أحد أن يكون ظهوره الأخير هو ذلك اليوم، وبعدها ذهب لبيته واختفى عن الأنظار، فحاولت خطيبته السابقة إنجي سلامة التحدث إليه دون جدوى، حتى اتصلت بعائلته المتمثلة في أقاربه من ناحية الأم وأبلغتهم، فقاموا بدورهم بالاتصال بنقيب الممثلين أشرف زكي، وحررت إنجي أيضا بلاغا في قسم شرطة أكتوبر في نفس الوقت، ليصل أشرف زكي مصطحبا الشرطة ويتم كسر باب فيلا هيثم ليجده بحمام منزله مفارقا الحياة.
وأفادت مصادر أن هيثم انفصل عن خطيبته السابقة إنجي منذ خمسة أشهر تقريبا، وليس صحيحا أنه كان يستعد للزواج، واستقرت علاقتهما على الصداقة الوطيدة المستمرة. كما علمنا أن عائلته هي التي أبلغت نقابة الممثلين وذهب على الفور أشرف زكي نقيب الممثلين، وإيهاب فهمي عضو النقابة، إلى فيلا هيثم وكانا في حالة صدمة شديدة، وتمنى الجميع أن يكون الموضوع مجرد إغماء فقط، لكن المعاينة الأولية أثبتت أن الوفاة حدثت بالفعل ومرّ عليها وقت، كما أنه لا شبهه جنائية تماما بالوفاة ولا آثار لأي عبث بالفيلا، كذلك أثبتت كاميرات المنزل عدم دخول أي شخص منذ يوم الثلاثاء بخلاف هيثم فقط الذي دخل يومها ومنذ ذلك الحين لم يخرج.
وقد اتجهت بعض الآراء إلى ضرورة تشريح جثمان الفقيد للكشف عن سبب الوفاة، لكن أسرته وكل الوسط الفني والنقابة رأوا أن الوفاة طبيعية، ومن الممكن معرفة ذلك بالحصول على عينة فقط، وليس من الضروري التشريح أو العبث بالجثمان، وقد كان، حيث ذهب الجثمان إلى المشرحة صباح اليوم ثم خرج للمسجد.

وتكتمل الدراما بأنه بعد 14 عاما يشيّع جثمان هيثم من نفس المسجد الذي شيع منه والده الراحل الكبير أحمد زكي، وهو مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين، وبعد صلاة الظهر أيضا، ليسيطر الحزن على الجميع ويصل بعضهم لدرجة الانهيار مثل الفنانة زينة وناهد السباعي الصديقات المقربات من هيثم.

محبو هيثم وأصدقاؤه وأساتذته كانوا من أول الحاضرين للجنازة، فحضر المخرج الكبير علي بدرخان، والفنان رشوان توفيق، ومحمد هنيدي، ومحمد عادل إمام، وإلهام شاهين، وأمير شاهين، وهشام ماجد، وباسم سمرة، وعمر السعيد، ولقاء الخميسي، ودلال عبد العزيز، ونهال عنبر، وطارق عبد العزيز، وأيتن عامر، وماجدة زكي، ومنى عبد الغني، والمخرج عماد البهات، والإعلامي الرياضي أحمد شوبير، وعدد كبير من صناع السينما والفن والإعلاميين.
بينما غاب عن صلاة الجنازة معظم النجوم الذين شاركهم هيثم في أعماله الأخيرة، مثل أمير كرارة الذي شارك معه في مسلسل “كلبش”، ومحمد رجب الذي شاركه آخر أعماله وهو مسلسل “علامة استفهام”، كما غاب معظم النجوم من الصف الأول.

وقد تأخر تشييع الجثمان ووصوله للصلاة عليه بالمسجد بسبب عدم وجود شخص تربطه قرابة من الدرجة الأولى بهيثم، فشقيقه الوحيد من الأم ويدعى “رامي” غير موجود بمصر، حيث يعيش مع والده خارج البلاد منذ سنوات طويلة، ومنذ وفاة والدته عام 1993، وهو أصغر من هيثم بنحو 6 سنوات.

وحلاً للأزمة التي أدمت القلوب، استلم الفنان أشرف زكي الجثمان حتى يتم الصلاة عليه ودفنه بمقابر العائلة.
ودفن هيثم بجوار أبيه، وقام المخرج سامح عبد العزيز بفتح المقبرة وتجهيزها قبل وصول جثمان هيثم ليضعه بجوار الفنان أحمد زكي، ودخل سامح في نوبة بكاء عنيفة من شدة تأثره بالموقف الحزين.

يذكر أن هيثم كان يعيش مع خاله وجدته لأمه وعندما توفي خاله قرر هيثم الإقامة بشقة بمفرده، وهي الشقة التي توفي بها في الشيخ زايد.

وفي سياق متصل، أكد مصدر أمني أن نيابة الشيخ زايد انتهت فجر اليوم من معاينة شقة هيثم أحمد زكي، وأسفرت المعاينة عن سلامة كافة منافذ الشقة، وعدم وجود أي إصابات ظاهرية بأنحاء جسد هيثم، وأمرت بنقله إلى مشرحة زينهم.

وأفاد التقرير الطبي الأولي بأن الوفاة سببها هبوط حاد في الدورة الدموية، وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية أجرت فحصاً حول الواقعة بعدما أشارت التحريات الأولية ومناقشات خطيبته إلى أنه كان مريضاً منذ يومين، وتوجه للطبيب وعاد إلى شقته التي يقيم فيها بمفرده.

هيثم أحمد زكي بدأ مشواره الفني عام 2006، وبالتحديد بعد وفاة والده، حيث وجد نفسه مضطرا إلى استكمال مشاهد فيلم “حليم”، التي توفى والده دون إكمالها، ونجح هيثم في التجربة رغم صعوبتها الشديدة وزاد الإقبال عليه وتوالت البطولات، حيث قدّم بعد ذلك فيلم “البلياتشو” مع فتحي عبد الوهاب، ثم “كف القمر” مع خالد صالح وحسن الرداد، و”سكر مر” مع أحمد الفيشاوي وأيتن عامر وشيري عادل. ومن أعماله التلفزيونية المميزة مسلسل “دوران شبرا” مع حورية فرغلي، و”كلبش 2″ مع أمير كرارة، و”الصفعة” مع شريف منير، و”سبع وصايا” مع رانيا يوسف، وأخيرا مسلسل “علامة استفهام” مع محمد رجب، والذي كان آخر أعماله على الإطلاق. ولم يمهله القدر أن يحقق حلمه ويقدم فيلم “كابوريا 2″، والذي قدم والده الجزء الأول منه منذ نحو 29 عاما، حيث كان هيثم يحضّر لهذا الفيلم، وكان قد أعلن عن أمنيته في تنفيذه وتجسيد دور ملاكم مثل أبيه.
” اندبندنت عربية”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد