مندوبا عن جلالة الملك.. الأمير فيصل يرعى الاحتفال الديني بمناسبة المولد النبوي الشريف
العالم الآن – مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى سمو الأمير فيصل بن الحسين الاحتفال الديني، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، اليوم السبت بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في المركز الثقافي الملكي، بحضور سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة “في شهر ربيع الأول تهل علينا ذكرى مولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وفي كل عام يستبشر المسلمون بأمل جديد، أمل النور الذي شع في مكة المكرمة ليملئ أرجاء الدنيا، فغير وجه الحضارة الانسانية ونقل الانسان من جاهلية الكفر الى حضارة الوجود بكل مكوناته، حضارة بناء الانسان والكون والحياة، حضارة ” إقرأ ” التي بدأت بها بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم. وأضاف الخلايلة خلال الكلمة التي القاها، ان النبي عليه السلام ببناء المسجد أعاد الدين منهجاً قويماً في الحياة، وأرسى قواعد المؤاخاة بين الناس جميعاً على أساس من المواطنة الحقة لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
وبين ان الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا الرحمة بأسمى معانيها، فهو الذي خاطبه رب العزة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وقدم صلى الله عليه وسلم نفسه: إنما أنا رحمة مهداة، فكانت الرحمة التي عمت أرجاء الانسانية فمن لا يرحم لا يرحم، وعلمنا عليه السلام أن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن من آذى ذمياً فقد آذاني، ومن ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة.
وأضاف لقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن الانسان له كرامة ولا يجوز أن تمس كرامته، وقام النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة غير المسلم احتراماً وهو يقول ” أليست نفسا “، وأن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وإذا اجتمعت القوة والأمانة اجتمعت مكارم الأخلاق بكل أطيافها، فإن هما اجتمعا لنفس مرة بلغت من العلياء كل مكان.
وقال وزير الأوقاف “هذا هو المعلم الأول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو منهجه فأخرج جيلا من العدم وبنى أمة وحضارة ومدينة وأعاد صياغة الشخصية الإنسانية، فأكمل الدين وتمم مكارم الأخلاق.
وتابع: إلا أن البعض فشل في أن يكون تلميذاً لهذا النبي صلى الله عليه وسلم وخرجوا بجاهلية جهلاء ليكونوا خوارج العصر، إذ تنكروا لهذا التعليم والبناء الانساني واعتدوا على الآمنين المطمئنين الذين جاءوا ضيوفاً، فسفكوا الدماء وروعوا الآمنين ولم يراعوا حسن ضيف أو زائر أو سائح، فآذونا جميعاً كما آذوا صاحب الذكرى العطرة نبينا صلى الله عليه وسلم.
وأشار الخلايلة إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني رسخ في هذا البلد الطيب المبارك وهو يحمل إرث النبوة أسس التسامح والاحترام والتعددية والأخوة فانطلقت المبادرات الداعية لذلك في العالم أجمع، فكانت رسالة عمان رسالة الانسانية، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بن الأديان، والمبادرة الملكية لختم القرآن في العديد من مساجد المملكة، ومبادرة أردن النخوة بأنشطتها المختلفة.
وأما مبادرة (ضاد) التي أطلقها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الله فجاءت لتسمو بلغة القرآن الكريم ولتمد لغتنا العربية بالحيوية والديمومة، ومن حرص وزارة الاوقاف في تنفيذ التوجيهات الملكية السامية نطلق اليوم مبادرة (حريص عليكم) لتكون مبادرة شاملة لجميع مديريات الاوقاف في المملكة ليعم خيرها وتؤتي أكلها بإذن ربها.
واشتمل الحفل على عرض فيلم وثائقي حول مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته التي تجلت فيها الرحمة المهداة، ونشر العدل والسماحة والسلام فيها، وكانت بعثته بعثة رحمة، فقد غير تاريخ العالم بدعوته إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان حريصا على أمته والناس كافة إلى قيام الساعة. وتطرقت المادة الفلمية إلى حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على هداية الخلق إلى الحق، وإخراجهم من غياهب الجهل والضلال إلى نور العلم والإيمان، والارتقاء بهم نحو القيم الإنسانية النبيلة، وتحذيرهم من ظلمات الفتن، وتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة.
وتحدثت عن تخرج رجال من مدرسة النبوة حملوا راية الإسلام خفاقة، أخلصوا فيها لله تعالى ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – ولأمتهم، ثم جاء من بعدهم من سار على نهجهم واقتفى أثرهم فحملوا الراية مخلصين لدينهم ولأمتهم ومقدساتهم، فكانت المبادرات الإنسانية والعالمية تلو المبادرات، والتي لها الاثر الكبير في نشر وسطية الإسلام وعدله وسماحته.
واشارت المادة الفلمية الى إطلاق المبادرة الملكية لـ (ختمة القرآن الكريم) التي تقام في العديد من مساجد المملكة حرصا على تعاهد كتاب الله ومدارسته، ومبادرة (أردن النخوة بمكارم الأخلاق نرتقي) والتي حرصت على تعزيز القيم ومكارم الأخلاق.. ومبادرة (ض) التي تُعنى بحفظ هوية الأمة وتراثها، لتسمو لغة القرآن الكريم في هذا العصر بفخر واعتزاز.
وختمت المادة الفلمية بالتأكيد على ان هذا عهد بلدنا المعطاء وعن شعب متماسك، يجسد الحرص على الوطن ومقدراته والحفاظ على عروبته الأصيلة وهويته الإسلامية الخالدة، وسيبقى خطاب (حريص عليكم) حيا يسري في جسد الأمة جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والقى الشاعر حيدر محمود قصيدة شعرية بمناسبة ذكرى ميلاد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام بعنوان “عذرا.. لسيدنا المسيح” تحدث فيها عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم التي لم تكن قائمة على السيف والقتل كما يصور ذلك الخارجين عن الأمة، الذين يستبيحون دماء المسلمين قبل المسيحيين، مشيرا إلى أن دين محمد عليه السلام أشرق مصابيح الغد باقرا. وقدمت فرقة آل البيت للنشيد الديني وصلة إنشاديه بهذه المناسبة. وحضر الاحتفال رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونواب، وأعيان، ووزراء، وسماحة قاضي القضاة، وسماحة إمام الحضرة الهاشمية، ومفتي عام القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي، ورؤساء دوائر الإفتاء بالأجهزة الأمنية، وعلماء ومفكرين ومسؤولين عسكريين وأمنيين ومدنيين وشخصيات سياسية ودينية ونسائية وسفراء معتمدين لدى البلاط الملكي الهاشمي.
–(بترا)