عذراً يا عراق – هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن – في رواية غابرييل غارسيا ماركيز «مدونةُ موتٍ مُعلنٌ سلفاً» ، تعرف القريه بأكملها سلفاً القاتل والقتيل وموعد القتل ، ولكنها لا تفعل شيء ازاء ذلك سوى الصمت او الهمس !! وفي العُراق ( بضم العين وليس كسرها ) تيمّناً بالجواهري ، يقول رؤسائه الثلاثه ؛ رئيس الجمهورية والبرلمان والوزراء ، انهم لا يعرفون من هم قتلة المتظاهرين كل يوم ، بل ويعترفون بشرعية المظاهرات وحقوق المواطنين ويعترفون بالتقصير ، كما ويطالبون الأجهزه الامنيه بضبط اعلى درجات النفس وعدم استعمال السلاح الحي ضد المتظاهرين ، فيما تحذر امريكيا الحكومه العراقيه من مغبّة استعمال العنف ضد المتظاهرين ، وتطالبها بحمايتهم وسرعة تلبية مطالبهم ،، بينما يقول خامنئي والمعمّمين الإيرانيين في تدخّلٍ فج دون خجل او حرج ، ان هذا الذي يجري في العراق ولبنان ، ليس له وصف سوى الشغب والعبث بحياة الناس وتعطيل عجلة الاقتصاد !! يا سلام ، هكذا اذن ؟ اذن اصبح من هو اليوم صاحب المصلحه في قتل المئات وإصابة الآلاف من العُزّل ؟ مندسّون ؟ حسناً ، لنفترض جدلاً بانهم مندسين ، لكن مندسّون لمصلحة من ؟ ومن المسؤول يا ترى عن حماية هؤلاء المتظاهرين سواء من المندسين او العملاء الى آخر هذه الهلوسات والتلفيقات ؟ الا تخشى مثلاً الحكومه العراقيه التي تدّعي عدم معرفتها بهوية القتله ، ان تشجعّهم على إشعال النيران بثوب العراق برمّته ، فتحيله رماداً وتحجب عنه المليارات والشمس خمسون عاماً اخرى !! ولكن لا حاجه يا ساده ، قيل ان المجرم غالباً ما يعود الى مسرح جريمته ، وها هو الحاج قاسم سليماني ( قائد فيلق القدس ) الذي يُرسله خامنئي ليحارب في كل الامكنه الاّ القدس ، عاد الى بغداد امس بخطط ونوايا جديده ، وقيل انه من ثم سيذهب ليطلب الغفران في كربلاء ، او مدينة الكرب والبلاء !!
عُذراً يا عراق ، ترى لا يفلّ الحديد الاّ الحديد …….!! 🦅🌴