تصعيد على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل بعد استشهاد قيادي في حركة الجهاد الإسلامي
العالم الآن – استشهد خمسة فلسطينيين بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في قصف وغارات إسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء، في خضم تصعيد تخلله إطلاق صواريخ من القطاع أوقع ، ويثير مخاوف من جولة عنف واسعة جديدة.
كما أصيب في التصعيد ثلاثون فلسطينيا بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، و39 إسرائيليا، بحسب جهاز الإسعاف الإسرائيلي.
وفي تطور منفصل في دمشق، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزل قيادي آخر في حركة الجهاد الإسلامي في منطقة المزة، ما أدى إلى مقتل ابنه وشخص آخر. ولم تعلّق إسرائيل على هذه الضربة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إن عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (شين بيت) استهدفت “مبنى في قطاع غزة كان يقيم فيه القيادي الكبير في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بهاء أبو العطا”.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان مقتل القيادي أبو العطا (41 عاما) في منطقة الشجاعية في شرق مدينة غزة. وقالت إن زوجته أسماء أبو العطا (39 عاما) قتلت أيضا في الضربة.
وبعد الغارة، أُطلق “عدد كبير” من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي، ما تسبب بإصابة منزل، فيما سقط صاروخ وسط طريق سريع مكتظ بالسيارات في غان يفنه جنوب مدينة أسدود. وأصيب مصنع في مدينة سديروت، ما أدى إلى اندلاع حريق. وقال مسعفون إسرائيليون إنهم عالجوا 39 شخصا من إصابات وصدمات مختلفة.
وردّ الجيش الإسرائيلي بغارات جديدة وقصف تسبب، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بمقتل أربعة فلسطينيين آخرين وإصابة ثلاثين بجروح.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن “الحكومة الأمنية ” وافقت على عملية اغتيال أبو العطا. وقال من مقر وزارة الدفاع بتل أبيب في مؤتمر صحافي “إن بهاء العطا هو كبير الإرهابيين، وهو منفذ رئيسي للإرهاب في قطاع غزة خلال العام الأخير”.
وأضاف إنه “خطط ونفذ عمليات إرهابية كثيرة. وأطلق مئات الصواريخ على بلدات غلاف غزة… وكان في أوج التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى أيضا خلال الأيام الأخيرة”.
وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “شين بيت” نداف أرغمان “إن العملية سمحت لنا بالوصول إليه في سريره الذي ينام فيه والى غرفة صغيرة كان يعيش ويختبىء فيها”.
وقالت إسرائيل في وقت لاحق إنها استهدفت مواقع تدريب للجهاد الإسلامي وموقع لتصنيع الأسلحة وكذلك فرق إطلاق الصواريخ.
وكان المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس قال لصحافيين “نستعد لأيام عدة من المواجهات”.
وأغلقت المدارس في كل من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها في تل أبيب.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل “سريع وتام”، “حفاظا على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
– رفع الجهوزية –
وأعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد الاسلامي، “رفع حالة الجهوزية”.
من جهة أخرى، أكدت حركة الجهاد الإسلامي استهداف أحد قيادييها أكرم العجوري في دمشق، محملة “العدو كامل المسؤولية” عن مقتله.
ونقلت وكالة أنباء “سانا” السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله “في تمام الساعة 4,14 من فجر اليوم الثلاثاء… قامت طائرات حربية إسرائيلية من فوق الجليل المحتل بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة دمشق”. وأشارت الى أن صاروخين “أصابا منزل القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني أكرم العجوري في حي المزة الغربية”.
وأدى ذلك الى مقتل شخصين أحدهما ابن أكرم العجوري، معاذ، وإصابة عشرة أشخاص بجروح.
ودانت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
وحملت الرئاسة الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في القطاع”، وطالبت المجتمع الدولي بإلزام الحكومة الإسرائيلية ب”وقف العدوان فورا وضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده”.
وتثير التطورات في غزة مخاوف من احتمال حصول تصعيد خطير بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة. وحركة الجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر الفصائل المسلحة في غزة بعد حماس.
وأعلنت “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية” في بيان أن الغرفة “في حالة استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل مزيد من الرد المناسب على هذه الجريمة”.
– نتانياهو سيدفع الثمن –
وقال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة له خلال تشييع أبو العطا “ستبقى معركتنا مع الاحتلال مفتوحة على كل الاحتمالات ولن نسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك”.
وأضاف” لا خيار أمامنا سوى المواجهة ولا حسابات ستمنع الجهاد من مواصلة الرد على جريمة اغتيال بهاء أبو العطا ومحاولة اغتيال الأخ المجاهد أكرم العجوري”.
وتوعد بأن نتنياهو “سيدفع ثمنا غاليا لجريمته” في غزة ودمشق”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية إن سياسة الاغتيالات “التي يعتبرها الاحتلال جزءا من عقيدته الأمنية لم ولن تنجح في ثني أو تغيير العقيدة القتالية لدى قوى وفصائل المقاومة”.
واغتالت إسرائيل من قبل قياديين فلسطينيين آخرين في قطاع غزة أو في الخارج، بينهم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس.
وشهد قطاع غزة ثلاث حروب بين إسرائيل وحركة حماس منذ العام 2008. وتم التوصل مؤخرا الى اتفاق هدنة برعاية الأمم المتحدة ووساطتين مصرية وقطرية بين الطرفين ينص على وقف إطلاق الصواريخ من غزة مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي القائم على القطاع.
ويأتي ذلك في وقت حساس سياسيا بالنسبة لإسرائيل. فعقب الانتخابات النيابية في 17 أيلول/سبتمبر التي لم تؤد الى أغلبية كافية لحزب معين تمكنه من تشكيل حكومة، حاول نتانياهو تشكيل ائتلاف، ولكنه تخلى عن محاولاته في 21 تشرين الأول/أكتوبر، في ثاني إخفاق له هذا العام. وكلف منافسه بيني غانتس تشكيل الحكومة.
” ا ف ب “