معاذ العمارنة بعين واحدة… يعود الى مزاولة المهنة

0 485

العالم الآن – أفقدتني عيني لكنها لن تستطيع إجباري على وقف عملي الصحافي”، تلك كانت كلمات المصور الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنه عقب اقتلاع عينه اليسرى أثر أصابته برصاصة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

إصابة عمارنه بعينه أتت خلال تغطيته احتجاجات فلسطينيين على تجريف الاحتلال الإسرائيلي أراضيهم في بلدة صوريف شمال غربي الخليل يوم الجمعة الماضية.

ويخضع معاذ عمارنه منذ يوم الجمعة إلى سلسلة عمليات جراحية في محاولة لإزالة الرصاصة التي ما زالت تستقر برأسه.

ويخشى الأطباء في مستشفى “هداسا” الإسرائيلي في القدس من تضرر أعصابه في حال إزالة الرصاصة وحتى التأثير في عينه الأخرى.

الإصرار على العودة

ولفت عمارنه في حديث مع “اندبندنت عربية” إلى “إصراره على العودة لممارسة عمله الصحافي على الرغم من فقدانه عينه اليسرى معبراً عن شكره لحملة التضامن الفلسطينية والعربية والعالمية معه”.

وبعد ساعات من فقدان معاذ عينه، أطلق صحافيون ونشطاء فلسطينيون وعرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تضامناً مع عمارنه بعنوان “# كلنا-معاذ… # عين معاذ… # عين الحقيقة لن تنطفئ”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور شخصية للمتضامنين والمسؤولين الفلسطينيين وهو يحجبون عينهم اليسرى.

حملة تضامن

وقال متضامنون إن حملتهم تُنشر رسائل بلغات عالمية عدة لـ “فضح وتعرية سياسات الاحتلال وإجراءاته أمام الرأي العام المحلي والعالمي”.

ولم يقتصر التضامن مع عمارنه على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه امتد إلى المدن الفلسطينية كافة لـ “تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين وعرقلتهم ومنعهم بالقوة من تغطية الأحداث”.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إنه “إذا كان الاحتلال يريد إطفاء عين معاذ اليسرى، فإن عيوننا جميعاً له عين”، متهماً إسرائيل باستهداف الصحافيين “لإسكات صوت فلسطين وصوت الحقيقة”.

وأشاد اشتية بحالة التضامن الشعبي الواسعة مع عمارنة، لكنه دعا إلى “اتساعها حتى يصل صوت فلسطين إلى العالم”.

وقبل تصريحات اشتية هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصحافي عمارنة مطمئناً على صحته وأوعز للجهات المختصة “بتقديم كل ما من شأنه توفير العلاج المناسب والمطلوب له”.

تعديات على الصحافيين

ولم يكن عمارنه الصحافي الفلسطيني الوحيد الذي يفقد إحدى عينيه خلال قيامه بواجبه المهني، إذ سبقه العام الماضي الصحافيان عطية دوريش وأحمد اللوح في قطاع غزة.

وخلال عام 2018 قتل الصحفيان الفلسطينيان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين كما أصيب 900 صحافي فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال عملهم.

كما شهد العام الحالي إصابة نحو 600 صحافي فلسطيني خلال عملهم في الضفة الغربية وقطاع غزة بحسب نقابة الصحافيين الفلسطينيين.

وقال نقيب الصحافيين ناصر أبو بكر إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستهدفهم لـ “منعهم من نقل ما ترتكبه من انتهاكات وجرائم ضد الفلسطينيين”.

وأضاف أبو بكر أن نقابة الصحافيين تسعى إلى نقل ما يتعرض له الصحافيون الفلسطينيون إلى المؤسسات الإعلامية الدولية لإلزام إسرائيل بوقف “جرائمها ضدهم”، مطالباً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 الخاص بمحاسبة منتهكي عمل الصحافيين.

وأشار أبو بكر إلى أن النقابة ستسلم خلال الأيام المقبلة الحكومة الفلسطينية ملفاً قانونياً يشمل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحافيين لرفعه إلى المحاكم الدولية ومنها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

لكن المستشار القانوني لمؤسسة الحق عصام عابدين طالب بوجود “عمل جماعي جدي وليس موسمياً لرصد الانتهاكات وتشكيل “مرصد وطني”، يعمل على رصد وتوثيق ومتابعة تلك الانتهاكات ضمن معايير الأمم المتحدة.

وانتقد عابدين “أسلوب ردود الفعل” على هذه الجرائم والانتهاكات، داعياً إلى “عمل جماعي لا يخضع للاعتبارات السياسية”.

انتهاكات

وطالب بإعداد قاعدة بيانات موحدة للانتهاكات ضد الصحافيين بحسب معايير الأمم المتحدة مشيراً إلى وجد “خلل منهجي في توثيق تلك الانتهاكات ومتابعتها”.

ولا تقتصر الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون الفلسطينيون على سلطات الاحتلال لكنها تمتد إلى الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في سياق متصل، انتقد صحافيون منشوراً لرئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمد الله عبر خلالها عن تضامنه مع الصحافي عمارنه، مشيرين إلى أن عمارنه نفسه اعتقل مرات عدة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية خلال ولاية الحمد الله.
” اندبندنت”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد