إيران تنظم حشودا مؤيدة للحكومة بعد اضطرابات استمرت أياما
العالم الآن – تجمع آلاف من أنصار المؤسسة الدينية الإيرانية في طهران يوم الاثنين متهمين الولايات المتحدة وإسرائيل بالتحريض على أعنف احتجاجات مناهضة للحكومة تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ أكثر من عشر سنوات.
مظاهرات مؤيدة للحكومة في طهران يوم الاثنين. صورة حصلت عليها رويترز من وكالة أنباء غرب آسيا.
وقالت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين إنها سجلت مقتل ما لا يقل عن 143 محتجا في المظاهرات المناوئة للحكومة والتي بدأت في 15 نوفمبر تشرين الثاني بعد إعلان زيادة أسعار البنزين. وكانت الاحتجاجات أسوأ اضطرابات ضد الحكومة في إيران منذ أن أخمدت السلطات ”الثورة الخضراء“ للمتظاهرين على تزوير الانتخابات في 2009.
وألقت الحكومة اللوم على ”بلطجية“ على صلة بمنفيين والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، في إثارة الاضطرابات في الشوارع.
وحذر حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني، الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة من دفع إيران للرد المدمر على ما ترى أنه دعم هذه الدول ”لمثيري الشغب“.
ونقل التلفزيون الرسمي عن سلامي قوله للمتظاهرين المؤيدين للحكومة في ميدان الثورة بطهران ”التزمنا ضبط النفس. تعاملنا بصبر مع التحركات العدائية من أمريكا والنظام الصهيوني والسعودية ضد إيران… لكننا سندمرهم إذا تجاوزوا خطوطنا الحمراء“.
وعرض التلفزيون لقطات لمتظاهرين يرددون شعارات منها ”الموت لأمريكا“ و“الموت لإسرائيل“ ويروج التلفزيون الرسمي ومسؤولون إيرانيون للاحتشاد الذي نظمته الحكومة منذ يوم الأحد ردا على بيانات تأييد غربية للاحتجاجات على رفع سعر البنزين.
وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية ”أوصيها (الدول الأجنبية) أن تشاهد المسيرات اليوم لترى الناس الحقيقيين في إيران وماذا يقولون“.
جاءت الاضطرابات بعد أن منعت عقوبات أمريكية جديدة فرضت هذا العام صادرات النفط الإيرانية بالكامل تقريبا واندلعت احتجاجات مماثلة في العراق ولبنان ضد حكومتين تضمان فصائل مدججة بالسلاح مدعومة من إيران.
وقالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن إن استخدام إيران ”للقوة المميتة ضد المحتجين“ يجب أن يلقى إدانة دولية. وأضافت أن تسجيلات مصورة جرى التحقق منها تظهر ”قوات الأمن تطلق النار عن عمد على محتجين عزل من مسافة قصيرة“.
وقالت في بيان ”في بعض الحالات، تم إطلاق النار على المتظاهرين أثناء فرارهم ومن الواضح أنهم لم يشكلوا أي تهديد على قوات الأمن. وتظهر تسجيلات مصورة أخرى قوات الأمن وهي تطلق النار صوب محتجين من أسقف المباني الحكومية بما في ذلك مبنى وزارة العدل“.
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات على زيادة أسعار البنزين إلى احتجاجات سياسية تطالب كبار القادة بالتنحي. وردد المحتجون هتافات في مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي داخل البلاد تقول ”الموت للدكتاتور. حان وقت التنحي“.
ومن الصعب تغطية التفاصيل ويرجع ذلك جزئيا إلى حجب الإنترنت في معظم مناطق البلاد.
* احتجاجات طويلة
حذرت السلطات ”مثيري الشغب“ من عقوبات مشددة إذا استمرت الاضطرابات. وقالت في أواخر الأسبوع الماضي إن الاضطرابات توقفت غير أن تسجيلات مصورة لم يتم التأكد من صحتها بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عودة خدمة الإنترنت جزئيا تشير إلى استمرار احتجاجات متفرقة في مناطق من البلاد.
وانحازت واشنطن للمحتجين الإيرانيين في حين أبدت فرنسا وألمانيا قلقهما الشديد من تقارير عن سقوط العديد من القتلى في الاحتجاجات.
وأظهرت لقطات بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات من رجال الشرطة يقودون دراجات نارية وسط الحشود ويهاجمون المحتجين بالهراوات. وأظهرت لقطات أخرى رجال الشرطة وهم يطلقون النار على الناس.
ورفضت إيران بيانات منظمة العفو الدولية عن القتلى قائلة إنها مجرد ”تكهنات“ وقالت إن عدة أشخاص، بعضهم أفراد من قوات الأمن، قُتلوا وإن أكثر من ألف شخص اعتقلوا. وقال مركز حقوق الإنسان في إيران، ومقره نيويورك، إن العدد الفعلي للمعتقلين قريب من أربعة آلاف على الأرجح.
وقال محتج شاب في طهران عبر الهاتف ”قريبي اعتقل. لا نعرف أين هو وما إذا كان حيا أم ميتا“.
” رويترز”