المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية يؤكد ان الإيرانيين أحبطوا “مؤامرة خطيرة جدا”
العالم الآن – أكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الاربعاء أن البلاد أحبطت مؤامرة “خطيرة جدا” بعد التظاهرات العنيفة التي جرت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر واندلعت على خلفية رفع أسعار البنزين في أوج أزمة اقتصادية تشهدها ايران.
وتتهم السلطات الايرانية بشكل أساسي الولايات المتحدة واسرائيل، عدوتا إيران، بالوقوف وراء الاضطرابات التي جرت خلال التظاهرات وقد أعلنت انها اعادت فرض الامن بعد بضعة أيام.
في الخارج، افادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان السلطة في ايران تتعمد “التستر” على عدد قتلى وموقوفي الاحتجاجات التي امتدت الى عشرات المدن. واشارت منظمة العفو الدولية الى سقوط حوالى “143 قتيلا من المتظاهرين”.
من جهتها تقول السلطات ان خمسة اشخاص قتلوا بينهم أربعة من عناصر الامن سقطوا على ايدي “مثيري شغب” ومدني، معلنة توقيف حوالى 500 شخص.
وقال خامنئي بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي إن “الشعب الايراني أحبط مؤامرة عميقة وواسعة وخطيرة جدا وظف الاعداء أموالا طائلة لها وبذلوا جهودا كبيرة ليقوموا بمثل هذه الممارسات، اي التخريب والاعمال الشريرة والقتل”.
وبدأت التظاهرات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ساعات على اعلان مفاجىء في منتصف الليل برفع أسعار البنزين فورا بنسبة تصل الى 200%. وسرعان ما تحولت الى أعمال عنف شملت إحراق محطات وقود ومهاجمة مراكز شرطة قبل أن تخمد خلال بضعة أيام.
وكان خامنئي يتحدث خلال لقاء مع الباسيج، القوات شبه العسكرية.
– “شعب قوي”-
وعلى تويتر عبر خامنئي عن “تقديره العميق وشكره” للامة الايرانية، في تغريدة أرفقها بصور لتجمع كبير مؤيد للحكومة نظم في طهران الاثنين.
وقال “أوجه شكري وتقديري العميق للشعب الايراني العظيم للتحرك الرائع جدا الذي قام خلال الأيام الأخيرة، اذ اثبت في الواقع مرة اخرى بانه شعب قوي وعظيم”.
وحملت التغريدة “الاستكبار العالمي والصهيونية” مسؤولية أعمال العنف في اشارة الى الولايات المتحدة واسرائيل.
وتمارس الادارة الاميركية برئاسة دونالد ترامب “حملة ضغوط قصوى” على ايران متهمة اياها بالسعي لامتلاك السلاح النووي وبالقيام بدور “مزعزع للاستقرار في المنطقة”.
اندلعت التظاهرات ضد رفع اسعار البنزين بشكل مفاجىء في بلد يشهد أزمة اقتصادية تفاقمت من جراء تشديد العقوبات الاميركية في 2018 بعد انسحاب واشنطن بشكل احادي الجانب من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الكبرى.
وهذه العقوبات تمنع ايران العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) من بيع نفطها الى الخارج، وهو ما يشكل احد ابرز عائداتها.
وقالت الولايات المتحدة الثلاثاء إنها تلقت آلاف الرسائل من إيران حول الاحتجاجات بعد مناشدة المتظاهرين تحدي القيود المفروضة على الإنترنت. وصرح وزير الخارجية الأميركي لصحافيين “تلقينا حتى الآن ما يقرب من 20 ألف رسالة ومقاطع فيديو وصور وملاحظات عن انتهاكات النظام من خلال خدمة تلغرام للمراسلة”، وهو تطبيق مشفَّر.
– “جو من الخوف”-
من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية الأربعاء “بالتستر المتعمد” على أعداد القتلى والمعتقلين.
ونُشرت أنباء عن حالات وفاة واعتقالات مع نشر قوات الأمن لكبح جماح التظاهرات. مع ذلك، لم يتضح حجم الحملة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انقطاع شبكة الإنترنت التي حجبت خلال الاضطرابات في خطوة يعد الهدف منها الحد من انتشار أشرطة فيديو لأعمال العنف.
لكن موقع “نتبلوكس” الذي يراقب اضطرابات الإنترنت، أفاد أن الاتصال بالإنترنت عاد إلى معظم أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، باستثناء شبكات الهاتف المحمول.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن السلطات “تعمدت التستر على حجم القمع الجماعي ضد المتظاهرين” ودعتها إلى “الإعلان فوراً عن عدد الوفيات والتوقيفات وحالات الاحتجاز (…) والسماح بإجراء تحقيق مستقل في ما تردد عن حدوث تجاوزات”.
وانتقد نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط مايكل بيج إيران لأنها “رفضت تقديم العدد الدقيق للقتلى وبدلاً من ذلك هددت المعتقلين بالموت”.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان إن جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، قدرت عدد القتلى بما لا يقل عن 140 شخصاً وعدد المعتقلين بنحو سبعة آلاف شخص خلال الاحتجاجات.
وقال بيج إن “إبقاء العائلات بلا أنباء حول مصير أحبائها مع إشاعة جو الخوف والعقاب هي استراتيجية حكومية متعمدة لخنق المعارضة”.
” ا ف ب “