تحالف الليبرال والاسلام السياسي ..الأردن يودع ما تبقى من مشروعه الوطني- أيمن الخطيب

0 484

.العالم الآن – لقد طرح التحول في نهج ادارة الدولة الاردنية سياسيا واقتصاديا اجتماعيا منذ عام ٢٠٠٠ الى اليوم ،
حزماً كبيرة من التحول ايضا في شكل دولته الوطنيه وفي نموذج مشروعه الوطني وهويته ؛
حتى باتت هذه الأخيرة ” الهوية الوطنية ” محل تهديد وطمس والغاء او على الأقل ابدالها بهويات بديلة تتجاوز الوطن ومكوناته الزمانية والمكانية وحدوده المرسومة والمتخيلة على حد سواء.

خلال العشرين عاما لم يكن الأردن بمعزل ابدا عن كل التغيرات التي حدثت في المنطقة؛
بل أن مشروع الهمينة الذي سعى الى تغيير تراكيب الانظمة السياسية القائمة واعادة انتاجها وفق مصالحه
كان هذا المشروع يستهدف الأردن ايضا وإن بصور مختلفة تتمظهر بشكل تفكيك الدولة بشكل ناعم افقيا وعاموديا
سياسيا واقتصاديا ومجتمعياً.
فالموجة الاولى من موجات الربيع العربي ساهمت في بروز الاسلام السياسي كبديل استراتيجي للانظمة القائمة
وطرح برينجبسكي لذلك مشروع ” الاقواس الثلاثة ”
وبعد حكم الاخوان في مصر كان لاخوان الاردن تجاوبا سريعا ونقلوا شعارهم من المشاركة في الحكم الى الشراكة في الحكم في رسالة سياسية واضحة استشعروا من خلالها أن اللحظة مناسبة لانتزاع الحكم في الاردن.
خسر الاخوان في مصر حكمهم وسارعت الدولة الاردنية الى تفكيك الجماعة وتقنين عملها وشقها لضبط الايقاع مجددا
والاحتفاظ بقواعد اللعب المعمول بها سابقا مع التيار الديني في الاردني.

في الموجة الثانية من موجات الربيع العربي كان الفريق الليبرالي يستعد للدخول في لعبة السلطة
وهذا ما حدث فالحكومة الاردنية الحالية يقودها الليبراليون الجدد بمشروع اتوبوري يرتكز على ضرب دولة القطاع العام وتثبيت التبعية للبنوك واحالة الدولة لصالح مؤسسات مجتمع مدني وشركات عابرة للقارات والذهاب لمزيد من الخصخصة
وهو مشروع عموما ينسجم مع مشروع اكبر في المنطقة
ولا يمكن ابدا ان نعزل ما يحدث في العراق ولبنان عما يحدث في الاردن او سيحدث قريياً.

تبدو المشكلة اليوم في الأردن معقدة
فتحالف الليبرال والاسلام السياسي الذي بدأ منذ عام فعليا
يتخذ طابعا براغماتيا دسماً ،
تحالف مزدوج يستخدم الليبراليون الاسلاميين على المستوى الداخلي للجبهة الاردنية وتدجين الشارع بينما يحتفظ الليبراليون بمشروعهم على صعيد الجبهة الخارجية
وهو مشروع مرتبط مع سفارات ومنظمات تمويل ومؤسسات مانحة.
كلا الطرفين يتجاوزان الاردن السياسي والجغرافي والتاريخي
وكلاهما يحملان هوية تعمل ضد الهوية الوطنية وتحاول اقصائها
وكلاهما ايضا يرتبطان مع مراكز قوى اقليمية دولية تتظر الأردن نظرة الدولة العابرة او المؤقتة او الترانزيت .
وفي ظل غياب مشروع حركة وطنية اردنية تستحضر الهوية الوطنية الاردنية الجامعة كمنجز وهدف وطنيين
وتفرض مواجهة شاملة مع تحالف الليبرال والاسلام السياسي وتفكك خطابهما مشروعهما والخروج من مرحلة التعبيرات الوطنية الى مرحلة الميدان والمواجهة ؛
فأن مشروع الأردن الوطني أو ما تبقى منه يسير بكل مرونة وسرعة نحو الاندثار.

….

أيمن الخطيب.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد