اوبك تبحث في فيينا خفض الانتاج بشكل إضافي وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي
العالم الآن – بدأت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وشركاءها اجتماعها في فيينا الخميس وسط توقعات بسعيها إلى زيادة خفض انتاجها النفطي لمواجهة تباطؤ الاقتصاد العالمي ووفرة المخزونات التي تضع ضغوطا على أسعار النفط.
في كانون الأول/ديسمبر 2018 خفضت المنظمة انتاجها بمقدار 1,2 مليون برميل مقارنة مع شهر تشرين الأول/أكتوبر، وتم تمديد الخفض في اجتماع اوبك الأخير في تموز/يوليو الماضي.
غير أن وزير النفط العراقي ثامر عباس الغضبان ألمح لدى وصوله الى فيينا الثلاثاء إلى أن عددا من الدول الأعضاء قد تدفع باتجاه خفض الانتاج بمقدار 400 ألف برميل إضافي في اليوم.
ورأى عدد من المراقبين أن زيادة خفض إنتاج النفط ورفع الأسعار يناسب السعودية التي تسعى إلى دعم الاكتتاب في جزء من أسهم شركتها العملاقة ارامكو.
وصرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الأخ غير الشقيق لولي العهد الامير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى الاجتماع الأول الذي يشارك فيه منذ توليه منصبه، “اتوقع اجتماعاً ناجحاً”.
وكان الأمير السعودي التقى في وقت سابق من الخميس نظيره الروسي الكنسدر نوفاك، بحسب بيان وزارة الطاقة الروسية.
واشاد نوفاك ب”الحوار المهم الحالي” بين البلدين، فيما ناقش الرجلان التعاون لضبط أسعار النفط العالمية مع دول أوبك الأخرى والعلاقات الاقتصادية. الأمر الذي لا يزال غامضا قبل القمة هو الموقف الروسي.
واقرت روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، والعضو في مجموعة أوبك+ منذ أواخر 2016، الثلاثاء أنها لم تحقق هدفها الشهري للخفض في الانتاج في تشرين الثاني/نوفمبر للشهر الثامن هذا العام.
أما العراق ونيجيريا التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في افريقيا، فتتجاوز حصصها باستمرار.
– احتجاجات من أجل البيئة –
قبل اجتماع الخميس، تجمع عشرات من نشطاء البيئة امام مقر اوبك في احتجاج صامت وحملوا لافتات كتب عليها “احرقوا الظلم وليس النفط” و”الوقود الأحفوري يجب أن يختفي”.
واستقبل الامين العام لاوبك محمد باركندو – الذي وصف نشطاء التغير المناخي خلال المؤتمر الأخير للمنظمة في تموز/يوليو بأنهم “أكبر تهديد” لصناعة النفط -عددا من المحتجين وطمأنهم إلى أنه “لا تنكر أي دولة عضو في اوبك التغير المناخي”.
وأضاف”أنا سعيد بوجودكم هنا وسنواصل حوارنا”.
وقد تميل الدول الأعضاء في المنظمة إلى اتباع نهج حذر وسط الوضع الاقتصادي العالمي المتباطئ.
وأضرت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين بنمو اقتصاد الصين، المستهلك المهم للنفط عادة، كما يعاني الاقتصاد الأوروبي حاليا من الركود.
إضافة إلى ذلك فقد وصل إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك إلى مستويات قياسية، إذ تستخرج الولايات المتحدة، المنتج الأول للنفط عالمياً منذ 2018، كميات كبيرة من النفط الصخري، فيما رفعت البرازيل وكندا كذلك إنتاجهما، بينما تنوي دول أخرى مثل النروج رفع إنتاجها أيضاً.
وقد بلغ إجمالي مخزونات البلاد المحلية الآن كمية هائلة تبلغ 452 مليون برميل، وفق أرقام نشرتها الأربعاء إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويرى محللون أن هذه العوامل مجتمعة لا تترك أمام أوبك الكثير من المجال للمناورة إذا ما أرادت تحقق هدفها بالوصول إلى “اسعار عادلة ومستقرة للدول المنتجة للنفط”.
والأسعار مستقرة نسبياً منذ الاجتماع الأخير للمنظمة في تموز/يوليو، عند قرابة 60 دولاراً لبرميل خام برنت، باستثناء ارتفاع في أيلول/سبتمبر في أعقاب هجمات ضد منشآت نفطية سعودية.
وسجلت الأسعار ارتفاعاً قوياً أيضاً عشية القمة، فقد قفز سعر خام برنت بنسبة 3,6% وخام غرب تكساس المتوسط أغلق كذلك على ارتفاع بنسبة 3,6%.
ورغم أن هذا سعر مريح لدول مثل روسيا التي استندت في ميزانيتها على سعر 42 دولار للبرميل، إلا أنه سعر منخفض لدول مثل السعودية.
– مزيد من الخفض؟ –
بقيت السعودية على احترام حصتها من الخفض وفي ايلول/سبتمبر دعت شركائها إلى القيام بالأمر ذاته.
ويرى المحللون أن مسؤولية خفض انتاج اوبك تقع على كاهل السعودية.
واختتمت المجموعة، التي تنتج نحو 10% من النفط العالمي، الأربعاء فترة تقديم الاكتتابات، تمهيداً لتسجيلها في البورصة.
وأرجئت العملية، التي من المتوقع أن تكون أكبر عملية بيع للأسهم في العالم، أكثر من مرة، فيما قد يبلغ معدل الاكتتابات مستوى أدنى من تقييم الشركة الذي يتراوح بين 1,6 تريليون دولار و 1,7 تريليون دولار.
” ا ف ب “