عاصفة انتقادات تواجه الفيلم السوداني “ستموت في العشرين”… قبل عرضه

0 280

العالم الآن – واجه الفيلم السوداني “ستموت في العشرين” انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي عقب تسريب مقطع منه، على الرغم من عدم عرضه في السودان بعد.

الفيلم الروائي الطويل الذي أخرجه أمجد أبو العلا، هو الأول منذ 20 عاماً في البلاد، فاز بجوائز إقليمية ودولية عدّة، أبرزها من مهرجان البندقية السينمائي ومهرجان الجونة السينمائي. وقصته مأخوذة من المجموعة القصصية للكاتب حمور زيادة “النوم عند قدَمَيْ الجبل”، وجرى تصويره في شمال الخرطوم. يحكي قصة شاب وُلد في قرية ذات توجه صوفي، حيث ينشر أحد شيوخ الصوفية نبوءة أن الشاب سيموت في العشرين من عمره.

المجتمع السوداني

المقطع المُسرب وُصف بـ”الجريء” وبأنه “لا يناسب الأعراف”، إذ عانى المجتمع السوداني لأكثر من 36 عاماً من التشدد الديني بعدما فرض الرئيس جعفر نميري قوانين سبتمبر (أيلول)، منصّباً نفسه إماماً على المسلمين. ومن ثم جاءت حكومة عمر البشير، التي فرضت على السودانيين أسلوب حياة معين، وأقفلت دور السينما وألزمت مذيعات التلفزيون القومي بالحجاب.

من هذا المنطلق، انهالت التعليقات المناهضة للفيلم، التي وصفت المحتوى المسرب بـ”الجنسي الفاضح”، وكثرت الإشاعات. فنشرت صحيفة سودانية محلية معروفة معلومات عن عزم جماعات تابعة لتنظيم “داعش” تفجير دور العرض واغتيال الممثلين إذا عُرض الفيلم، ما اضطّر المخرج إلى النفي، مؤكداً عبر حوار صحافي مع موقع “باج نيوز” أنه “اتصل بإدارة الصحيفة، وقالت لنا إن البيان لم يأتِ من جهة مُحددة وستنشر اعتذاراً. كان عليها التحري (قبل النشر)، فنحنُ الآن في عصر مُختلف”.

وتحدث عما رُوج بأن الفيلم يحمل طابعاً جنسياً، قائلاً إنه “تم انتزاع الفيلم من سياقه لأن السينما تعكس واقعاً”، مشيراً إلى أن من رأى المشهد الذي تعرّض لانتقادات من السودانيين “بكى تعاطفاً مع شخصياته، ونظر إليه كحالة إنسانية أكثر من كونه حالة جنسية”.

قال يوسف، وهو أحد المتصوفين، إنه “بحسب ما وردني، فإن الفيلم يعكس واقع الصوفية بشكل خاطئ ومهين، والأفعال الفاضحة الواردة فيه غير مقبولة حتى إن كانت تعكس الواقع. فهذه إهانة للصوفية، خصوصاً أنها واردة في الفيلم. أما محتوى الفيلم، فهو مرفوض تماماً ويجب حرقه ومعاقبة كل من يحاول تشويه صورة المجتمع ككل، والصوفية على وجه الخصوص”.

السينما لا تحكمها ضوابط

الباحث في الدراسات السودانية خضر الخواض اعتبر في حديث إلى “اندبندنت عربية” أن “الفيلم يعكس واقعاً مُعاشاً لا يمكن إنكاره، لكن المشكلة أن بنية الوعي في الحياة الاجتماعية في السودان لم يكتمل نضوجها، لأنها قائمة على الكبت وتنظر إلى المرأة نظرة جنسية. قديماً، كانت الثقافة السودانية مختلفة، من رقص العروس أمام الرجال والنساء وانتشار الديسكوهات ودور السينما، ولكن تلك الثقافة طُمست وأقحموا الدين في الحياة الاجتماعية، على الرغم من وجود قبائل تحتفظ حتى الآن بالنظرة ذاتها البعيدة من الشهوات للمرأة، وهذا فهم متقدم”. وأضاف “الجيل الجديد فرض ثقافته وحاجاته وطرق تعبيره عن نفسه، ولن يستطيع أحد حجرها أو محاربتها”.

إذاً، تحديات كبيرة تواجه السينما السودانية ما بين الرفض من قبل جيل تشّرب العنف والخوف من التعبير عن نفسه ورفض الاختلاف ورجال دين ينظرون إلى السينما بعين الريبة والكفر، وبين جيل يسعى إلى التغيير ويرغب في التعبير عن نفسه من دون أي خوف من الانتقادات التي قد تطاله.
” اندبندنت”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد