تظاهرة في مدريد للضغط على المشاركين في مؤتمر المناخ
العالم الآن – تظاهر الآلاف في مدريد الجمعة إلى جانب الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ للضغط على الدول التي ستجتمع في قمة المناخ “كوب25” في العاصمة الإسبانية، وذلك بهدف التحرك إزاء التغير المناخي.
وقالت الفتاة السويدية ذات ال16 عاماً أمام المحتشدين، إنّ “المسؤولين الحاليين يخونوننا ولن نسمح لذلك بأن يتكرر”.
وأضافت تونبرغ التي تحوّلت إلى ملهمة منذ أن أطلقت في آب/اغسطس 2018 حركة “الإضراب في المدارس من أجل المناخ”، “نقول +هذا يكفي. التغيير يتقدّم، سواء رغبوا بذلك أو لا، لا خيار آخر أمامنا+”.
وكانت شددت أمام الصحافة قبل ذلك، “لا يمكننا الانتظار أكثر” لأنّ “الناس تعاني أو تموت بسبب أزمة المناخ”.
ورفعت خلال التظاهرة لافتات كتب عليها “بلا كوكب، لا مستقبل”، “ايها السياسيون، الأرض تموت”، “هذه القمة مزحة” أو أيضاً “الرأسمالية تقتل الكوكب”.
-“العالم يتجه نحو نهايته”-
وحمل متظاهرون نعشاً في مشهد يعبّر عن دفن البيئة.
وقالت بولا سانشيز (16 عاماً) لفرانس برس، إنّ “التغير المناخي يطالنا جميعاً، نحن والأجيال المقبلة. يجب إدراك ذلك، العالم يتجه نحو نهايته”.
ومن جانبها، قالت الطالبة الألمانية نادين وولف (25 عاماً) إنّها ترغب بأن تؤدي التعبئة إلى أن “يقتنع الناس بأنّ التغير المناخي حاصل وبأنّ عليهم تغيير عاداتهم”.
وشارك في هذه التظاهرة نحو 15 ألف شخص، في حصيلة رسمية.
وكانت غريتا تونبرغ وصلت إلى مدريد صباح الجمعة آتية بالقطار من لشبونة حيث رسى الثلاثاء المركب الذي استقلته لعبور المحيط الأطلسي في رحلة استمرت ثلاثة أسابيع.
وكانت تونبرغ ذهبت بحراً أيضاً إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة الأمم المتحدة حول المناخ في نيويورك في أيلول/سبتمبر وفي القمة المناخية التي كانت مرتقبة في تشيلي قبل نقلها إلى مدريد بسبب الأوضاع التي تشهدها هذه الدولة الأميركية اللاتينية.
-دالاي لاما-
وأعرب الدالاي لاما عن دعمه أيضاً للمتظاهرين، إذ كتب على موقع تويتر “لا يمكننا بعد اليوم استغلال موارد الأرض (…) من دون أن نهتم بالأجيال المقبلة. أنا أدعم تظاهرات الشباب ضدّ تقاعس الحكومات أمام الأزمة المناخية”.
ويتوقع بعد هذه التظاهرة أن ينظم الناشطون البيئيون قمةً اجتماعية من أجل المناخ، تنطلق السبت وتستمر حتى 13 كانون الأول/ديسمبر، وهو اليوم الأخير من مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي.
ويجتمع الموقعون على اتفاق باريس للمناخ الهادف للحد من زيادة درجة حرارة الأرض عند درجتين أو 1,5 درجات مئوية، بدءاً من الاثنين في مدريد.
وتحت ضغط من كل الجهات، يسعى الموقعون إلى تحديد أهداف طموحة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وارتفعت درجة حرارة الأرض منذ حقبة ما بعد الثورة الصناعية، درجةً مئوية واحدة، ما زاد أصلاً من حدة الكوارث الطبيعية، ولذلك فقد تكون نتائج هذه القمة المناخية المنعقدة تحت شعار “حان وقت التصرف” مخيبة للآمال.
وفي بيان، أوصلت المنظمات المشاركة في التظاهرة رسالةً واضحة، قالت فيها “سنعود إلى الشوارع (…) لنطالب بإجراءات حقيقية وطموحة من المسؤولين السياسيين في العالم أجمع المجتمعين في مؤتمر المناخ”، ولدفعهم إلى الاعتراف بأن “قصور الطموح في اتفاقاتهم سيوصل الأرض إلى سيناريو كارثي من التغير المناخي”.
” ا ف ب “