الأمم المتحدة: قانون الجنسية الجديد في الهند ينطوي على “تمييز” ضد المسلمين
العالم الآن – اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الهندية نيودلهي، الجمعة 13 ديسمبر (كانون الأول)، بين الشرطة وآلاف الطلاب الجامعيين المحتجين على إقرار قانون الجنسية الجديد المثير للجدل، في وقت عبّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه من احتواء القانون “جوهرياً على تمييز في طبيعته” باستثنائه المسلمين، داعياً إلى إعادة النظر فيه.
وقال المتحدّث باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة جيريمي لورانس، في بيان صحافي في جنيف، “نشعر بالقلق لأن (تعديل) قانون الجنسية في الهند لعام 2019 ينطوي جوهرياً على تمييز في طبيعته”. وأضاف أن القانون الجديد لا يمنح المهاجرين المسلمين الحماية ذاتها التي يمنحها لستّ أقليات دينية أخرى تفرّ من الاضطهاد، بما فيها الهندوس والمسيحيين، وبالتالي يقوّض التزام الهند بالمساواة أمام القانون التي ينصّ عليها الدستور.
وجاء في بيان لورانس “ندرك أن المحكمة العليا في الهند ستراجع القانون الجديد ونأمل في أن تدرس بعناية مدى توافق القانون مع التزامات الهند الدولية بشأن حقوق الإنسان”.
في المقابل، قالت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسية القومية إن تعديل قانون المواطنة، الذي أقرّه البرلمان الأربعاء الماضي، يهدف إلى حماية الأقليات من بنغلاديش وباكستان وأفغانستان.
“تناقض مع علمانية الهند”
وإثر اندلاع اشتباكات العنيفة الجمعة في العاصمة الهندية بين الشرطة وعدد من الطلاب الغاضبين من القانون الجديد، ألغى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي زيارةً مقررةً إلى الهند.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق عشرات من الطلاب المتظاهرين في الجامعة الإسلامية في قلب نيودلهي بسبب القانون. وهاجم المتظاهرون سيارات في العاصمة، وأصيب أشخاص عدة نقلوا إلى المستشفيات.
وقال ذاكر رياض، طالب في الدراسات العليا، إن القانون الجديد يتناقض بشكل مثير للسخرية مع الانفتاح الديني في الهند. وأضاف متحدثاً عبر الهاتف من مستشفى هولي فاميلي في نيودلهي، الذي نُقل إليه 15 شخصاً من زملائه الطلاب بعد إصابتهم في هجوم بالعصي للشرطة، “هذا يتناقض تماماً مع فكرة علمانية الهند”.
وعرضت قناة “ميرور ناو” لقطات لطلاب يقفون فوق الحواجز بينما تحاول الشرطة تفريقهم.
وفي وقت سابق الخميس، لقي شخصان على الأقل مصرعهما في ولاية آسام عندما أطلقت الشرطة الرصاص على حشود كانت تشعل النار في مبان وتهاجم محطات قطارات احتجاجاً على قواعد الجنسية الجديدة.
إرجاء زيارة رئيس الوزراء الياباني
وألغى رئيس الوزراء الياباني رحلة إلى آسام لحضور قمّة مع نظيره الهندي، كان من المقرّر أن تبدأ يوم الأحد المقبل. وكثّفت اليابان أعمال تطوير البنية التحتية في ولاية آسام في السنوات الأخيرة، الأمر الذي كان من المتوقّع أن يسلط عليه الجانبان الضوء خلال القمة. وكان آبي يعتزم أيضاً زيارة نصب تذكاري في ولاية مانيبور القريبة، حيث قُتل جنود يابانيون في الحرب العالمية الثانية.
وعقب أحداث الشغب في البلاد، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الهندية رافيش كومار في تغريدة “في ما يتعلق بالزيارة المقترحة لرئيس الوزراء الياباني إلى الهند، قرّر الجانبان تأجيل الزيارة إلى موعد ملائم للطرفين في المستقبل القريب”. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا إن البلدين سيتخذان القرار بشأن التوقيت المناسب للزيارة.
” اندبندنت”