العظماء لا يرحلون تماماً – د. هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن – العظماء لا يرحلون تماماً ، هم باقون في التاريخ والسّير وكل المُباحات ، حتى الاشرار والطغاة بنظرنا قد يكونوا بنظر الاطراف الاخرى عظماء ، اذ لكل شعب عظمائه ، ولكل فرد قائمة بمن يُخلد او يُمجد او يتأثّر بهم ، فالمجرم السفّاح بنظر شعب ما ، قد يكون بطلاً عند عدوه وتملأ تماثيله كافة ميادينه ، وكلما كبرنا او نضجنا قد تطرأ بعض التغييرات على تلك القائمه ، وذلك في ضوء المتغيرات او اكتشافات جديده اًو بروز ايدولوجيات مهيمنه ، وكلما حلّ خصم جديد محلّ خالدٍ او فاسقٍ سبقه ، سرعان ما يحاول ان يمحي سيرته ويحرقه بكل الوسائل والطرق القذره لحساب البقائيّات العابرة ، وهكذا دواليك !! وبعيداً عن هذه المفارقه ، حينما قُتلتْ الاميره ديانا الغنيّة عن التعريف ، وليس طبعاً مهماً كيف الان ، سواء عن طريق الببّراتزي او الغيراراتزي او الثأراراتزي ، لا فرق ، فكان اول من وصل الى المشفى الباريسي الذي نقلت اليه ، طليقها ، الامير تشارلز ، الغني ايضاً عن التعريف ، اذ وصل حسب رواية مؤلف كتاب موت ديانا الشهير ( اندرو مورتون ) على متن طائرة هيليكوبتر ، بعد ساعتين من ابلاغه من قبل السفير البريطاني لدى باريس بعدم نجاة الاميره السابقه وأم ولديه ، ويضيف مورتون ، حال وصول الامير الى القسم الخاص ، طلب من الكادر الطبي الانفراد بالجثه المهشّمه والمسجّاة على سرير الانقاذ ، وكان له ذلك ، وبعد اقل من نصف ساعه بقليل ، يقول رئيس الكادر الطبي ، لقد خرج الامير تشارلز وكانت عيناه حمراوتان كالجمر ، ولكني لم الاحظ اي اثر لدموع ، غير أنني اجزم بانه بكاها !! يُذْكَر بان الامير لم يُنفِ حزنه عليها ، ولكنه نفى جزئية البكاء برمّتها ، ويا ليته لم يفعل ليظل على الاقل في نظر البشر نصف إنسان ……!!! 🦅🌴