حفل “ميدل بيست” السعودي.. مؤثرون يحظون بأموال “طائلة” وسط تجاهل لحقوق الإنسان
العالم الآن – مع انطلاق فعاليات مهرجان “ميدل بيست” في السعودية، قبل عدة أيام، انتشرت صور ومقاطع فيديو نشرها عدد من أشهر المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمشاركتهم في الحدث الموسيقي الذي امتد على مدى ثلاثة أيام، كما شارك مستخدمون ومستخدمات تجربة حضور الحفل عبروا فيها عن استهجانهم لكم التحرش الذي تعرضوا له.
وشارك مؤثرون يحظون بملايين المتابعين في الحفل، وسط انتقادات سادت وسائل التواصل الاجتماعي ضدهم لقبولهم أموالا “طائلة” للمساهمة في تحسين صورة السعودية أمام العالم.
لينا، شقيقة لجين الهذلول، التي اعتقلت وناشطات أخريات في مايو العام الماضي ضمن حملة أمنية واسعة استهدفت ناشطين قبل شهر من رفع الحظر المفروض على قيادة النساء السيارات في المملكة، عبرت عن استيائها عبر تويتر.
وقالت لينا في تغريدتها: “بالطبع أود لبلدي الانفتاح، وطبعا أريد السماح بالفن والرياضة، لكن للأسف هذه الإصلاحات غير مؤسسية وتعتبر بريقا لتحسين الخروقات في مجال حقوق الإنسان، من ضمنها الاعتقال التعسفي لشقيقتي وتعذيبها
وقالت المحامية المتخصصة في شؤون حقوق الإنسان، غيسو نايا، عبر تويتر: “لقد كنت مشغولة للغاية في العمل، حتى أني لم أدرك استلام موجة من المؤثرين أموالا (مجددا) للتحليق إلى السعودية والمساهمة في تحسين صورة ولي العهد محمد بن سلمان. رؤية تعليق ‘فتيات سعوديات’ أمر مزعج، بالأخص عندما أفكر بالنشاطات النسائيات السعوديات اللواتي قوبلن بالسجن أو النفي لأنهن طالبن بأبسط الحريات”
وانتقد الصحفي، هاشار علي، زيارة المؤثر أرمي هامر إلى السعودية، قائلا في تغريدة: “آمل أنها (الزيارة) كانت تستحق المجهود، هل عثرت على جثة جمال خاشقجي خلال وجودك هناك؟”
وظهرت مقاطع للمؤثرات الأجنبيات وهن يرقصن خلال استضافتهن في المملكة.
وقالت الكاتبة كارين عطية في تغريدة إن “هؤلاء المؤثرين ووسائل الإعلام (التي يصعب ذكرها لكثرتها) يستخدمون منصاتهم للادعاء بأنهم ينصرون حقوق المرأة والعدالة الاجتماعية، لكنهم أيضا يقبلون المال من السعودية”.
وقالت المغردة ليسكي ألكساندر: “اسمعوا، علينا أن ننبه عارضات الأزياء والفنانين والمؤثرين الذين يحاولون تحسين صورة السعودية، ليس فقط لأنهم قطعوا صحفيا لأجزاء على أرض أجنبية، بل أيضا لأن هناك ناشطات نسويات ومدونين ومثليين مسجونين حاليا
وهذه لا تعد المرة الأولى التي تأتي بها المملكة بمجموعة من المؤثرين والمؤثرات، ويشير مقال نشرته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية العام الماضي، إن السلطات استعانت بمنظمة غير حكومية لاستضافتهم في رحلة تم تغطية تكاليفها بالكامل وتم الإشراف على مضمون ما نشر خلالها.
ونقلت الصحيفة، حينها، عن المحاضرة في مركز الدراسات العربية والاستراتيجية التابع للجامعة الوطنية الأسترالية، ريحان إسماعيل قولها إن المملكة “استثمرت مليارات الدولارات لتحسين صورتها في عيون الغرب”.
وأشارت إسماعيل إلى أن “الحكومة السعودية تستثمر كثيرا في إعادة بناء صورتها بالأخص بعد اغتيال جمال خاشقجي، الصحفي السعودي، الذي قتل في القنصلية السعودية بتركيا.. أعتقد أنها كانت اللحظة التي أيقن فيها الناس بأننا نتعامل مع نظام ديكتاتوري، ونتعامل مع دولة قمعية للغاية”.
” الحرة”