طلاب تظاهروا في الجزائر رغم وفاة الفريق قايد صالح
العالم الآن – تظاهر نحو ألف شخص من الطلاب والمواطنين مجددا الثلاثاء في الجزائر العاصمة رغم مرسوم الحداد الوطني في أعقاب وفاة الفريق أحمد قايد صالح، “الوصي” على النظام الذي يطالب المحتجون برحيله.
نظم الطلاب تظاهرتهم الاسبوعية- وهي ال 44 على التوالي- رغم الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وهذا ما حدا ببعض المارة إلى توبيخهم معتبرين انه من “المعيب عدم احترام الحداد”، بحسب صحافية من وكالة فرانس برس.
وقال أمين أحد المارة الذي قال إنه شارك في معظم التظاهرات الكبرى الجمعة، إن “ذلك يتعارض مع قيمنا، يجب أن نحترم الحداد” في حين وافق مارة آخرون على ما قاله.
وكانت اعداد المتظاهرين أقل بكثير من الثلاثاء السابق.
وذكرت شائعات لا أساس لها من الصحة على شبكات التواصل الاجتماعي ان مسيرة الطلاب تم الغاؤها. كما انتشر عدد قليل نسبياً من عناصر الشرطة، فتقدمت المسيرة بهدوء.
وفرقت الشرطة التظاهرة في وقت مبكر من بعد الظهر.
في المقابل، ليس هناك اي شعار أو لافتة تستهدف مباشرة قايد صالح الذي طالما كان عرضة لهتافات ضده في تظاهرات “الحراك”، حركة الاحتجاج في الجزائر منذ 22 شباط/فبراير.
وقد توفي رئيس الأركان العامة للجيش منذ عام 2004 صباح الاثنين عن عمر يناهز 79 عاما جراء أزمة قلبية.
وقال العديد من الطلاب لفرانس برس ان “وفاة قايد صالح لا تغير شيئًا” بالنسبة ل “الحراك”.
– “احتراما للموتى” –
وقالت كاهنة (22 عاما) الطالبة في علم الأحياء “لسنا ضد شخص بل ضد نظام (…) لكن اتفقنا على انه لن يكون هناك شعارات او لافتات مناهضة احتراما للموتى”.
اما إيمان وهي طالب (20 عاما)، فقالت ان مطالب الطلاب ليست ضده بل ضد النظام، “انه بين يدي الله الآن”.
ورغم ذلك، تستمر الهتافات في استهداف القيادة العليا العسكرية، وهي هيكلية غير شفافة تدير بشكل أو بآخر علنا، بحسب الفترات، الجزائر منذ استقلالها عام 1962.
وهتف متظاهرون “دولة مدنية لا عسكرية”، و”الجنرالات في القمامة والجزائر ستحصل على استقلالها”.
كما هتفوا “سنستمر بسلام وسنقلع العسكر من المرادية”، في اشارة الى مقر الرئاسة.
من جهتها، قالت لميا الطالبة في قسم الاحياء “رحمه الله، لكننا لا نسامح (قايد صالح) الذي وضع نفسه ضد ’الحراك’ من خلال تنظيم الانتخابات الرئاسية في 12 كانون الاول/ديسمبر” التي عارضها المحتجون بشكل قاطع.
توفي الفريق قايد صالح بعد أربعة أيام من تنصيب الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، الذي يعتبر أحد المقربين منه.وقد تم انتخاب الأخير خلال الانتخابات الرئاسية التي قاطعها الناخبون إلى حد كبير واعتبرها المحتجون وسيلةً لتجديد النظام.
وأعلنت رئاسة الجمهورية الثلاثاء أن جنازة قايد صالح ستكون الأربعاء. وسيعرض جثمانه خلال الصباح في قصر الشعب للسماح للمواطنين بالقاء النظرة الاخيرة عليه، بحسب المصدر نفسه.
سيدفن الفريق قايد صالح بعد صلاة الظهر في ساحة الشهداء بمقبرة العليا (شرق العاصمة)، حيث تم دفن الرؤساء السابقين وكبار المسؤولين.
” ا ف ب “