ذات مساء – رهف جواد عطية – الأردن

0 406

العالم الآن – ذات مساء..حلمٌ ونورٌ خافتٌ…وربما أضعاثٌ وعناء

ذاتَ مساء…هناكَ على أبوابِ القدسِ وقفتُ وعينيَّ… والعُربُ فيها بمختلفِ أزيائهم كأنهم بكرنفال…العباءات والأثواب وبعضُ التقليديِّ منَ الملابس..يجولون بارض القدسِ سعداء

ذاتَ مساء.. كانَ بعضهم يسجدُ في ساحاتِ الأقصى..وبعضهم يجولُ كسائحٍ ٍيتأملُ معالمَ المدينه القديمه..وبعضهم يملأ ناظريهِ منَ القببِ والسماء.

ذاتَ مساء…في غفوةٍ جميلةٍ …في ليلةٍ صيفيةٍ زاد جمالها ما اكتسى به القمرُ من بهاء…كان القدس حراً والناس فيه ينعمون بالأمانِ والوصول لساحاتِ الاقصى كان سهلاً دونَ عناء.

ذاتَ مساء…لم يكن هناكَ فرقٌ بين المتجولين في نواحي الأقصى فكلهم سواء…سار فقيرُ الأرضِ بجانبِ أصحاب النفطِ والثراء…

..ذاتَ مساء وحدتنا لا إله إلا الله فما عادَ هناكَ فرقٌ بينَ مساكين وأغنياء.

..ذاتَ مساء كانت خيراتُ القدس تملأ المكان فكل لذيذٍ وجميلٌ للناظِرِ في إناء

..ذات مساء..كانت القدس حره كأن عمر الفاروق وصلاح الدين معاً قد وَحدوا الأرجاء..

ذاتَ مساء..كانَ السلام يملأ العينَ والقلبَ فلا نزاعٌ يفرقنا ولا إختلافٌ ولا فُرَقاء…

ذاتَ مساء كانت تسود المحبه بين الجميع..فلا كرهٌ ولا حقدٌ ولا بغضاء..

ذات مساء..كان للأدب قيمته….وكانَ عليةُ القومِ منَ الأدباء..

ذات مساء..كانوا بتباهوون بأصحابِ القَلمِ والفكرِ فلا يُقمعونَ أبداً..وكانَ المجدُ للشعراء..

ذاتَ مساء كان الناسُ قريبون من بعضهم..يرتدون من قماشٍ متقارب..فلا زهوٌ يفرقهم عن بعضهم ولا خيلاء

ذاتَ مساء …لم يكن هناك دمٌ يراقُ ولا نساءٌ ثكلى..ولا أطفالٌ يدفنون كأشلاء.
ذاتَ مساء …كان المصلون في كل صلاةٍ كعددِ من يصلون الجمعه أو يقومون ليلةَ القدرِ وعيونهم ضارعةً للخالقِ برجاء…

ذاتَ مساء ..كانَ الغني يعطي من مالهِ لأخيه فلم يعد هناكَ فقراء.

ذات مساء…كُنا هناكَ وكانت القدسُ عروساً في قمةِ جمالها ساحرةٌ وتُشِعُ بالبهاء.

ذاتَ مساء…لم يكن هناك قطيعةٌ ولا ظلمٌ ولا ما يُنَغِصُ من الأشياء..

ذات مساء..لم يكُن هناكَ غيرةٌ ولا حسدٌ فالكلُّ مثماثلونَ أسوياء

ذاتَ مساء..كانت القدس وكنت أنا وكانت الدنيا تنعمُ بالهناء..

ومضى حلمي وإستيقظتُ …على وجعٍ قد زال ولو حين….يوماً كُنا فيه متوحدين…أحرارٌ على ارضِ قدسنا سعيدين…عائدين هناكَ منصورين…في حلمِ ليلةِ صيفٍ…..ذاتَ مساء.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد