على كفوف الراحة – سهير جرادات – الأردن

0 485

العالم الآن – هناك أناسٌ تشق الصخر لتصل وتصير ، وأناسٌ تُحمل على كفوف الراحة ، وتُنقل من مكان لمكان ، لا و بعد ” بتتجعمص” وتتطلب “وتتأمبر” ، “ومش عاجبها “، وبطول لسانها وتطلب بقلة أدب وتفرض ما تريد ، وتحصل عليه .
هؤلاء المحمولون على كفوف الراحة ، صدقوني من أيام المقاعد الدراسية كان الشباب يلفون علينا ليحذروا منهم ..”دير بالك هذا كتيب”.. “مفهوم شو كتيب “. .”شغلته وعملته يكتب تقارير عن زملائه”، وبعد إظهاره عكس ما يبطن وهذا كله لغايات استدراج الأخرين للاطمئنان اليهم ، وإيهامهم بانهم يلتقون بالتطلعات والتوجهات ، وبالتالي يتم سحب الكلام منهم ، وما عليه إلا أن يقوم “بتبهير” ما قيل ليصبح مادة دسمة للتقرير ، وبالتالي يحصل على مبلغ محترم ، حيث كانت التسعيرة تتراوح ما بين 17 إلى25 دينارا ، بحسب شهادة اقر بها ” لواء ” في جهاز امني حساس في شهادة قدمها أحدى المحاكم ضد أحد المخبرين قبل ان ينتقل هذا المخبر الى خارج الاْردن ويحمل لواء المعارضة الفيسبوكية واليوتيوبيه .
هذا الشخص الفتان الخباص ، صاحب الضغائن عديم الضمير ، ينفذ ما يطلب منه حرفيا ، ويكون التنفيذ -في أغلب الأحيان- بعيدا عن الضمير، ويتبلى على الناس ليترجم حقده ، كل ذلك مقابل إرضاء أسياده ، وحتى يتمكن من الطلب منهم -بعين وقحة – أتعابه نظير خدماته “القذرة”.
يا جماعة ، هؤلاء الأشخاص تم تربيتهم بطريقة جيدة ، حيث تم اختيارهم منذ طلعتهم ، وتربوا صح ، وأصبحوا اداة تحرك من مكان لآخر ، إلا انهم كبروا ، وألسنتهم أصبحت أكثر حدة ، وباتوا قادرين على طرح طلباتهم بقوة وهم على يقين بأنهم سيحصلون عليها .
وكلنا يذكر تلك المصارحة لأحد “الكتيبة” ، وكنا نظن خاطئين بأنه من التوابين ، لنكتشف أنه غاضب لتجاهله وعدم حصوله على المكافئة التي تتناسب مع القذارة التي كان يقدمها – حسب قوله – ، وأن ما كتبه ما هو سوى تهديد بأن لديه المزيد من القصص للنشر ، ليتم دعوته “بتكت ” طائرة للجلوس على طاولة ملكية ، للتنظير عن البلد وهمومها ، وبعدها يتم إعادته إلى الأحضان من جديد ليخرج علينا “بتويتات” و مقالات و تنظيرات” فيسبوكية “حول الولاء تارة ، والمعارضة اللاذعة مرات عديدة.
في جردة سريعة ، نجد هؤلاء المصطفين، كيف حملوا على كفوف الراحة من اليوم الأول لهم في الولاء والطاعة، إلى ما بعد إحالتهم على التقاعد ، من خلال اختيار مناصب مميزة لهم ، تمتاز بسلم رواتب مرتفع ، والأمر لا يتوقف عند هذا الأمر بل يتم نقلهم من مكان لمكان ، هنا مستشار ، وهناك انتداب أو إعارة ، مع توفير فرص لهم للحصول على بعثات للدراسات العليا والدورات المتخصصة ، وبذلك يتم تأمينهم بأكثر من راتب لسد حاجتهم و”بوزهم” معا ، ومثل هذا الشخص يكون بذلك أخذ أجره نظير خدماته المطلوب منه تنفيذها ، والشطارة تكمن في أن الأجر يدفع من خزينة الدولة من خلال تنقله من هنا إلى هناك .
دعونا نطرح مثالا على ما قيل ، تعالوا نتتبع مجموعة أشخاص ممن تولوا مناصب رفيعة وجلسوا على كراسي وزارية ، ليس بالأمر الصعب أن تتبع ظهور شخص على شاشة التلفزيون الأردني وبقدرة قادر يتم تصميم برنامج ليقدمه ، ليطل على الشعب” الغلبان” ليتعرف عليه ، ويمنحه فرصة للتدريب في كيفية الطرح والحوار والإقناع وكيفية مواءمة الحقائق ، وما هي سوى أشهر قليلة وإذا بهذا المقدم لهذا البرنامج التلفزيوني يصبح وزيرا للأوقات أو وزير دولة لشؤون الإعلام / الناطق الرسمي بإسم الحكومة ، وآخر عين مستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء ، وهذا مديرا عاما، وذاك أمينًا عامًا وهكذا….
لا يعجز هؤلاء في التنقل بين الدوائر والمؤسسات وحصد الرواتب المزدوجة ، وحتى بعد الحصول على التقاعد يتم” تزبيط ” وظيفة لهم؛ مستشار ( براني ) في إحدى الهيئات أو المؤسسات ، أو عضو في أحد مجالس الإدارة ليحصد الأموال من هنا وهناك ، بحيث انه لا يحصل على راتب واحد فقط ، إنما تتعدد المصادر للدخول ويحمل على كفوف الراحة ، وكل ذلك على حساب اصحاب الكفاءة والخبرات الذين فقط ذنبهم أنهم لا أحد يكترث لهم ، والأهم أكف هؤلاء المتنفذين لا تتسع لهم ، كونهم في الحقيقة ليسوا على” قد الايد “.
بعد هذه الجردة السريعة ، نتأكد بأنها خربانه .. وكل يوم يثبت بأنه في ظل هذه المنهجية والعقلية لا مجال للإصلاح .. وسلامتكم وسلامة الوطن من ردي..
[email protected]

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد