ايران تستبعد تماما تحطّم الطائرة الأوكرانية بفعل صاروخ
العالم الآن – نفت السلطات الايرانية بشكل قطعي فرضية تحطم طائرة البوينغ 727 الاوكرانية الاربعاء قرب طهران بصاروخ، وهذا ما يرجحه عدد من الدول خصوصا كندا التي قضى عدد من مواطنيها في الحادث.
ووقعت الكارثة التي أسفر تحطمها عن مقتل جميع ركابها الـ176، معظمهم من الايرانيين الكنديين ولكن أيضا بينهم افغان وبريطانيون وسويديون واوكرانيون بعد ساعات من اطلاق طهران صواريخ على قواعد يستخدمها الجيش الاميركي في العراق.
وقالت اوتاوا ولندن الخميس ان الطائرة أسقطت بالتأكيد بصاروخ ايراني، عن طريق الخطأ على الارجح، وهناك اشرطة فيديو على الانترنت تؤيد هذه الفرضية.
لكن رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده قال “هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ”.
.
ونبه المسؤول الايراني الى ان التحقيق “سيتطلب وقتا” محذرا من كل تكهنات لا تأخذ في الاعتبار نتائج تحليل الصندوقين الاسودين للطائرة اللذين عثر عليهما الاربعاء.
-وعود بالشفافية-
وتحطّمت الطائرة غرب طهران سريعا بعيد اقلاعها.
وراج شريط فيديو من عشرين ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. يظهر التسجيل جسمًا يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد عدة ثوان، سمع دوي انفجار.
هذا الفيديو الذي تعذر على وكالة فرانس برس التأكد من صحته، نشرته خصوصا صحيفة نيويورك تايمز الاميركية.
وقال المسؤول الايراني “شاهدنا بعض الفيديوهات (.ز.) نؤكد أن الطائرة اشتعلت فيها النار لمدة 60 الى 70 ثانية” لكن “القول أنها اصيبت بشيء ما لا يمكن ان يكون صحيحا علميا”.
ومع تزايد الدعوات لكشف الحقيقة خصوصا كييف ولندن واوتاوا وباريس، وعدت طهران باجراء تحقيق “شفاف” وبذل كل جهد لتسهيل مهمة البلدان التي لديها مواطنون بين الضحايا.
ودعت المفوضية الاوروبية الى تحقيق “مستقل وموثوق”.
-“الاختبارات الضرورية”-
وقالت ايران التي قطعت كندا علاقاتها معها في 2012، أنها تنتظر فريقا كنديا من عشرة أشخاص مكلف “الاهتمام بالاغراض المتعلقة بالضحايا الكنديين”.
ودعت ايران بوينغ الشركة الصانعة للطائرة المنكوبة، الى “المشاركة” في التحقيق.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني الايرانية “دعونا الاميركيين والكنديين والفرنسيين والاوكرانيين والسويديين الى أن يكونوا حاضرين ولان يشاهدوا كيف نعمل” مضيفا “نحن نزهاء في اجراءاتنا”.
وبامكان فرنسا ان تشارك في التحقيق بوصفها دولة صانعة لمحركات الطائرة من خلال مجموعة سي اف ام انترناشونل وهي شركة مختلطة بين سافران الفرنسية وجنرال الكتريك الاميركية.
وقال مكتب التحقيق والتحاليل الفرنسي (بي اي ايه) انه “عين ممثلا معتمدا للمشاركة في التحقيق”.
وأعلنت الوكالة الاميركية المكلفة امن النقل أن واشنطن أيضا ستشارك في التحقيق. وقال نظيره في كندا أنه بدوره قبل دعوة ايرانية للانضمام للتحقيق.
ووصل خمسون خبيرا اوكرانيا الى طهران منذ الخميس.
وأعلنت فرنسا وهي من الدول القليلة جدا التي لديها الوسائل الفنية لاستخراج محتويات الصندوق الاسود، استعدادها “للمساهمة في الاختبارات الضرورية”.
وأعلن الرئيس الاوكراني فلودومير زيلنسكي أنه سيجتمع بوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الجمعة.
-“انقاذ الطائرة”-
وأضاف زيلنسكي “ان فرضية ضرب الطائرة بصاروخ ليست مستبعدة، لكن ليست مؤكدة أيضا” وذلك قبل اعلان كييف أنها تلقت من واشنطن “معطيات مهمة” عن الكارثة.
واعتبر الحادث أسوأ كارثة طيران مدني تشهدها إيران منذ العام 1988 عندما أعلن الجيش الأميركي إسقاط طائرة تابعة لخطوط الطيران الإيرانية بالخطأ، ما أسفر عن مقتل 290 شخصًا كانوا على متنها.
وهو الاكثر دموية بالنسبة للكنديين منذ الاعتداء على بوينغ 747 التابعة لشركة “اير انديا” في 1985 عندما قتل 268 كنديا.
وأفاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الخميس أن عدة مصادر استخباراتية أشارت إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الخطوط الأوكرانية الدولية الرحلة “بي إس752” بعد إقلاعها من طهران مضيفا ان الامر “قد لا يكون متعمدا”.
وعبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن “شكوك” ازاء فرضية خلل فني. واضاف “لدي شعور بأن أمرا رهيبا حدث” مشيرا الى احتمال وقوع “خطأ”.
لكن عابد زاده الذي حذر من كل استنتاج متسرع رفض هذه الرواية مشدداً على أن “أي تصريحات تصدر قبل استخراج البيانات (من صندوقي الطائرة الأسودين) لا تعد آراء خبراء”.
كما دعا لعدم التخمين بشأن عدم اتصال الطيار ببرج المراقبة للتبليغ عن مشكل. وقال ان الطيار لم يكن يفكر سوى في محاولة “انقاذ الطائرة”.
” ا ف ب”