«الجيش الوطني» يتقدم جنوب مصراتة… وسلامة يتحدث عن «حوار جديد»
العالم الآن – قال «الجيش الوطني» الليبي إن قواته تقدمت باتجاه محمية الهيشة، الواقعة جنوب مدينة مصراتة، معلناً تكبيد «الميليشيات مزيداً من الخسائر»، في وقت سعى فيه المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، وفقاً لمصادر، إلى «تحييد إيطاليا قبل معركة محتملة ووشيكة لدخول قواته إلى مدينة مصراتة»، معقل الميلشيات المسلحة الموالية لحكومة «الوفاق»، التي يرأسها فائز السراج.
وفي تطور عسكري لافت للانتباه، باتت قوات «الجيش الوطني»، على تخوم مدينة مصراتة، حيث نقل بيان مقتضب للمركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش، أن قواته تقدمت أمس باتجاه محمية الهيشة، في وقت أعلنت فيه القوات البحرية، التابعة لـ«الجيش الوطني»، ميناءي مصراتة والخمس منطقة عمليات عسكرية، وطلبت في بيان لها من كافة الوكالات وشركات التوكيلات الملاحية «عدم إرسال السفن التجارية إليهما».
في سياق ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن المشير حفتر طالب إيطاليا خلال اجتماعه مؤخراً مع رئيس حكومتها جوزيبي كونتي، في روما، بإنهاء الوجود العسكري الإيطالي في مصراتة، بما في ذلك المستشفى العسكري، الذي أقامته قبل نحو ثلاث سنوات.
وفي وقت سابق، تحدث «الجيش الوطني» عن وجود 400 جندي إيطالي في القاعدة الجوية، حيث يوجد المستشفى الميداني العسكري في مدينة مصراتة، واعتبر على لسان الناطق الرسمي باسمه، أن استمرارها «يمثل مساعدة قيمة لميليشيات مصراتة التي تقاتل قواته». وفي تصريح مقتضب، قال مسؤول عسكري بارز في «الجيش الوطني»، أمس، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يوجد وقف لإطلاق النار، ومستمرون في تطهير العاصمة»، مشيراً إلى أن القوات مُستمرة في استهداف العدو جواً وبراً.
كان حفتر قد رفض أي وقف لإطلاق النار، أو إبرام هدنة في العاصمة طرابلس، وأكد في بيان وزعه اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، على «استمرار جهود قوات الجيش في حربها على المجموعات الإرهابية المصنفة بقرارات من مجلس الأمن الدولي، التي ثبت من التجربة أنه لا سبيل لإقامة الدولة المدنية إلا بالقضاء عليها».
بموازاة ذلك، أعلن غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عن توجيهه دعوات للأفرقاء لبدء حوار سياسي قبل نهاية الشهر الحالي. وقال سلامة الذي شارك في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، في تصريحات نقلتها وكالة «آكي» الإيطالية: «أرسلت رسالتين لمجلس النواب في طبرق والمجلس الرئاسي في طرابلس للبدء في حوار سياسي قبل نهاية الشهر الحالي»، معتبراً أن مفتاح الحل يوجد أساساً بأيدي الليبيين أنفسهم.
لكن مسؤولاً رفيع المستوى بالبرلمان الليبي، الموجود في مدينة طبرق، بأقصى الشرق الليبي، قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم تعريفه، إن «البرلمان الشرعي الوحيد في البلاد لن يشارك في أي اجتماعات محتملة مع حكومة السراج، التي كرر وصفها بغير الشرعية والدستورية». وشدد على أن «هذه الحكومة باتت خارج السياق والمشهد السياسي»، وذلك في ظل ما وصفه بـ«الانتصارات المستمرة لقوات الجيش الوطني على حساب الميلشيات المسلحة الموالية لها».
ميدانياً، وبالتزامن مع تقارير وسائل إعلام تركية وليبية عن مقتل 3 جنود أتراك تم نقلهم إلى مطار مصراتة، وإصابة 6 آخرين أحيلوا للعلاج في مستشفى «نالوت»، خلال اشتباكات وقعت مؤخراً شرق مدينة مصراتة، بث «الجيش الوطني»، أمس، عبر شعبة إعلامه الحربي، جانباً من اعترافات أحد أفراد الميليشيات المسلحة بمدينة مصراتة، الذي تم اعتقاله مؤخراً في محور صلاح الدين بالعاصمة، بشأن وجود ضباط أتراك في غرف عمليات مجموعات الحشد الميليشياوي.
وقال العنصر الميلشياوي إن جنوداً أتراكاً يوجدون في غرفة العمليات الرئيسية، إلى جانب ميلشيات موالية لحكومة السراج، لافتاً إلى سقوط نحو 800 قتيل، وأكثر من 4500 جريح في صفوف الميلشيات منذ بدء الجيش لعمليته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي.
وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الوطني أن قواته سيطرت على جزيرة الفحم بمشروع الهضبة جنوب العاصمة طرابلس، أمس، بينما قالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج إن مدفعيتها الثقيلة استهدفت تمركزات لقوات «الجيش الوطني» جنوب المدينة، أمس.
” الشرق الاوسط “