عراقيون يستأنفون تظاهراتهم الغاضبة ازاء مماطلة السلطات بتنفيذ الإصلاحات
العالم الآن – استؤنفت الاحتجاجات الأحد في بغداد ومدن جنوب العراق حيث قطع متظاهرون طرقات وجسورا بالإطارات المشتعلة لممارسة ضغوط على الحكومة والبرلمان لتنفيذ إصلاحات سياسية يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتشهد بغداد ومدن جنوبية عدة منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، احتجاجات غير مسبوقة تطالب بـ”إسقاط النظام”، وتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ نحو 17 عاماً.
واحتشد المئات في ساحتي الطيران والتحرير في قلب بغداد، بعدما تراجع الزخم خلال الأيام الماضية تأثراً بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة.
وقطع المتظاهرون بالإطارات المشتعلة طرقا رئيسية تصل وسط المدينة بشرقها.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذي ردوا برشق القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن بجروح، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
وقال أحد المتظاهرين في بغداد لوكالة فرانس برس إن “هذا التصعيد هو البداية. نريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأن المهلة ستنتهي غداً وتخرج الأمور عن السيطرة”.
وتابع مخاطباً الساسة “لا تماطلوا (لأن) الشعب واع”.
وكان المتظاهرون منحوا الحكومة الأسبوع الماضي سبعة أيام لتنفيذ مطالبهم الإصلاحية، ملوحين بالتصعيد في حال التسويف.
وفي الناصرية جنوباً، توافد مئات المحتجين إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة. وقام متظاهرون بقطع طرقات وجسور رئيسة في المدينة حيث استمر إغلاق المؤسسات الحكومية والتعليمية.
كما توعد متظاهرون بقطع الطريق السريعة التي تربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبية مروراً بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة المماطلة.
وقال حيدر كاظم الذي كان يتظاهر في الناصرية لفرانس برس “بدأنا من الآن التصعيد لعدم استجابة الحكومة لمطالبنا”. وأضاف “حددنا مهلة سبعة أيام، منذ الاثنين الماضي تنتهي هذه الليلة، نريد تشكيل حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ العراق”.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى بينها النجف والديوانية والكوت والعمارة وجميعها في جنوب البلاد. وقد شهدت غالبيتها إغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية.
وفي مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة خرجت أعداد كبيرة من الطلاب دعماً للمتظاهرين في جنوب البلاد.
وقالت الطالبة آيات موفق لفرانس برس “خرجنا تأيدا للاعتصامات (…) نطالب برئيس وزراء عادل وغير حزبي”.
وأضافت “نحن نريد وطناً يحتوينا مثل باقي الشعوب وسنستمر في هذه التظاهرات إلى أن تتحقق المطالب”.
– بين المطلبية والسياسية –
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح.
وتعرض الناشطون أيضا لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة.
ومن المرتقب أيضاً أن تشهد البلاد في 24 كانون الثاني/يناير، تظاهرة “مليونية” دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، للتنديد بالوجود الأميركي في العراق.
وتنتشر قوة أميركية في العراق عديدها 5200 جندي، تعمل على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية العام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية.
ويستهدف التنديد، إلى جانب الطبقة السياسية الحاكمة، الولايات المتحدة وإيران على حد سواء.
وتتجه الأنظار إلى العراق الذي تحول الى ما يشبه ساحة صراع بين واشنطن وطهران، بعد اغتيال الولايات المتحدة بواسطة طائرة مسيّرة مطلع كانون الثاني/يناير الحالي، الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وردت طهران باطلاق صواريخ بالستية على قاعدة عين الأسد حيث يتمركز قوة أميركية في غرب العراق.
ورداً على الغارة الأميركية، صوّت البرلمان العراقي قبل أسبوعين على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد.
ويشهد العراق شللاً سياسياً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي مطلع كانون الأول/ديسمبر. وما تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لايجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية.
وأعلن المتظاهرون رفضهم ما يتم تداواه حالياً عن احتمال مواصلة عبد المهدي مهماته كرئيس للحكومة حتى انتهاء ولايته.
” ا ف ب “