من أرض المأساة إلى حلف يمين المحاماة، أين السلام يا “هدى غالية”؟ بقلم مراد الزير
العالم الآن – تمكنت الفلسطينية هدى غالية بالأمس بتأدية اليمين لتصبح بذلك محامية رسمية، وهذه خطوة الأمل بعد ألمها، حيث عاشت هدى أفجع مأساة في العالم، حينما قصفت البوارج الإسرائيلية في عام 2006 أهلها على شاطئ غزة أمام عينيها وكانت تبلغ حينها من العمر 12 سنة، لتُصاب بصدمة فقدان أهلها بلا حق وبلا سبب ظنّاً بأنهم مجاهدون حسبما برّرت التصريحات العسكرية، ورغم ذلك فقد كافحت هدى لتصبح محاميةً لتدافع عن تلك المأساة وعن ظلم الحروب التي تعيشها هي والأبرياء في العالم، هناك الكثير كأمثال هدى في شتى بقاع الأرض، مذابح، مجازر، تدمير، غارات، وسبب ذلك يبحثون عن الإرهابيين!
وجوه الأبرياء لا يحمل بتجاعيده وشوم الإرهابيين ولا خزائن أموال التيارات الحزبية المعارضة، فقط هم لا يملكون شيئاً، ولكن رغم ذلك يقتلون بلا رأفة، ففي ذات اليوم لتأدية هدى ليمينها هنالك تكرار للمأساةِ لأبرياءٍ يقتلون بطائرات روسية في حلب وإدلب، ليكون ذلك امتداداً للمعاناة طيلة حياة هدى غالية، إرهابٌ، مخربون، كل ذلك هراء! رسالتي كرسالة كل الأبرياء موجهة للإرهابيين وللقوات العظمى المهيمنة خصصوا أرضاً بعيدةً عنّا وعن المنازل والإرث التاريخي والحضاري، وتفننوا بقتلِ بعضكم البعض، لأن الأبرياء ليست لعبة لديكم، فما ذنب جميع من ماتوا ظلماً؟ أتريدون ثروات العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن؟ أتريدون السيطرة على العالم الثالث؟ أم هل يملك الأبرياء حقول البترول وآباراً للغاز، أو يملكوا ذخائراً حربية؟! بالفعل لا، فتقاعس العالم عن تطبيق القانون الدولي بحق الانتهاكات لقوانين الحرب يدل على استمرارية قتل الأطفال والشيوخ والنساء، ويدل على ارتفاع أعداد اللاجئين، ويدل على أن الأمر قد انتهى بنا للهلاك.
نصوصٌ قانونيةٌ لا تعرف حيز التطبيق، فمتى تباشر المحكمة الجنائية الدولية باختصاصها القانوني لتطبيق نظام روما الأساسي؟ فنسبة ضحايا الحروب ازدادت بشكل جنوني، بالفعل هي لعنة السياسية، وغسيل للأدمغة حسبما أكدّه نعوم تشومسكي بأن السياسيين يتوجهون إلى أن الحرب هي السلام، الحرية هي العبودية، الجهل هو القوة، وربما أكثر مقولة في التاريخ السياسي تفسر حقيقة اليوم، ما قاله سناتور هارت بنتون في خطابه أمام مجلس الشيوخ عام 1846 حيث قال “إن قدر أمريكا الأبدي هو الغزو والتوسع إنها مثل عصا هارون –هي مستوحاة من العهد القديم “خروج 7: 10″- التي صارت أفعى وابتلعت كل الحبال، هكذا ستغزو أمريكا الأراضي وتضمها إليها أرضاً بعد أرض، …” وبعد كلّ حرب وكل غارة وكلّ انتهاك بحقوق الإنسانية هناك تبرير كاذب يجعل العالم يصمت! فضحايا الحرب، وألم هدى الذي ترعرع في طفولتها حتى كَبر مع حلمها، ليس لأنْ تنتقم، وإنّما هي خطوة لأن تحرّر العالم من عبودية القوى المهينة، وتطالب المحكمة الدولية الجنائية بالالتزام باختصاصها نحو شعار لا لقتل الأبرياء.