نتانياهو المتهم بقضايا “فساد” يسحب طلب الحصانة من الكنيست
العالم الآن – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صباح الثلاثاء التخلي عن الطلب الذي قدمه إلى البرلمان لمنحه الحصانة من تهم الفساد الموجهة إليه، في خطوة يُرجّح أن تسرّع بدء محاكمته.
وسحب نتانياهو طلبه قبل ساعة فقط من عقد البرلمان جلسة استثنائية للنظر في هذا الطلب والبت به.
وقال نتانياهو المتهم بثلاث قضايا فساد في بيان “أبلغت رئيس البرلمان أنني أسحب طلبي للحصانة” مضيفا “سأقضي في وقت لاحق على الادعاءات السخيفة (…) التي أُعدّت ضدي”.
وجاءت تصريحات نتانياهو خلال قيامه بزيارة لواشنطن حيث ستعلن في الساعة 17,00 ت غ خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط التي وصفها نتانياهو بأنها “تاريخية” فيما رفضها الفلسطينيون.
وقال “لن أسمح لخصومي السياسيين باستخدام هذه المسألة لبلبلة الخطوة التاريخية التي أقوم بها”.
وتابع “في هذه اللحظة المصيرية لشعب إسرائيل ، وبينما أنا في الولايات المتحدة في مهمة تاريخية لتشكيل حدود إسرائيل النهائية وضمان أمننا للأجيال القادمة، من المقرر ان يفتتح سيرك استعراضي جديد في الكنيست حول الحصانة”.
وكان خصوم رئيس الوزراء حشدوا غالبية في الهيئة التشريعية الثلثاء لحرمانه من الحصانة .
ويؤكد نتانياهو براءته معلنا أنه ضحية “حملة شعواء” سياسية تشنها وزارة العدل ووسائل الإعلام.
ورحب زعيم حزب العمل عمير بيريتس بإعلان نتنياهو. وصرح لوكالة فرانس برس في مبنى الكنيست “رئيس الوزراء فعل خيرا بسحب طلبه، لقد فعل ما كان ينبغي القيام به”.
وقال بالعبرية “لذلك آمل أن يتخذ رئيس الوزراء الخطوة التالية ويقرر الاستقالة بشكل كامل ويذهب إلى المحكمة كمواطن عادي ويحاول إثبات براءته”.
– “عار القرن” –
وقرار نتانياهو التخلي عن طلب الحصانة يفسح المجال أمام السلطات الإسرائيلية للمضي قدما وتحديد موعد لمحاكمته . وقد يحدد تاريخ المحاكمة قبل الثاني من اذار/مارس، موعد الانتخابات التي يخوضها للفوز بولاية جديدة.
ووجهت تهم الفساد واستغلال الثقة إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 في ثلاث قضايا.
وطلب في مطلع الشهر من الكنيست منحه الحصانة، في خطوة كان من المتوقع أن يقوم بها عقب الانتخابات التشريعية المقبلة معولا على فوزه لحماية نفسه من القضاء.
لكنه لا يملك حاليا غالبية مؤيدة في البرلمان، بينما أقنعت أحزاب المعارضة غالبية من النواب بدرس طلبه قبل الانتخابات.
ويسعى نتنياهو للبقاء في المنصب الذي يشغله على رأس الحكومة منذ حوالي 14 عاما. وهدفه هو تحقيق فوز ائتلافه اليميني على ائتلاف “أزرق أبيض” الوسطي بقيادة بيني غانتس في الانتخابات العامة والفوز بتفويض جديد.
وستكون هذه ثالث انتخابات عامة تجري في إسرائيل في أقل من عام بعدما عجز كل من حزب الليكود وتحالف أزرق أبيض عن الحصول على غالبية برلمانية مع حلفائه في انتخابات نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر، تمكنه من تشكيل حكومة.
ورأى غانتس الذي اجتمع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين أنه يجدر بالناخبين عدم اختيار مرشح منهمك في خوض معارك قانونية.
وكتب على تويتر “نتنياهو سيحاكم وأمام المواطنين الإسرائيليين خيار واضح، رئيس وزراء سيعمل لصالحهم ، أو رئيس وزراء منشغل بنفسه”.
وسيقف نتانياهو بجانب ترامب حين يعلن الرئيس الأميركي خطته لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال رئيس حزب ميريتس اليساري المعارض نيتسان هوروفيتس إن محاكمة نتنياهو الوشيكة هي “عار القرن”.
وقال في بيان إن “رئيس الوزراء يصنع التاريخ بالفعل اليوم، وهو مسؤول عن عار القرن، كأول رئيس وزراء يحاكم أثناء ممارسة مهامه بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة”.
وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يتنحى رئيس الورزاء إلا في حال إدانته وبعد استنفاد كل فرص الاستئناف.
” ا ف ب “