بيت لحم للثقافةِ عاصمةٌ: طاقات شبابية تحلق في سماء المدينة
العالم الآن – بيت لحم – أعلن مجموعة من المبادرين والناشطين الشباب يوم السبت الموافق 22/2/2020 عن إطلاق مبادرة مشروع ثقافي فكري كبير على مستوى محافظة بيت لحم تحت عنوان “بيت لحم للثقافةِ عاصمةٌ”، تبدأ فعالياته في الفترة ما بين 20 آذار وحتى 31 كانون الأول 2020، وقد صحب ذلك شِعار المشروع، ومعلومات أولية عن طبيعته، وفي حديث أعضاء اللجنة المنظمة أكد الأستاذ جورج أبو الدنين أنّ هذا المشروع يأتي في ظل تركّز الأنظار في الوقت الحالي على محافظة بيت لحم كونها عاصمة الثقافة العربية للعام 2020، وكونها مركزاً سياحياً دينياً مهماً، وإنّ المشروع مبادرة شبابيّة ينفذها مجموعة من الشباب الطموح من أصحاب الكفاءات الفكرية والمكانة الاجتماعية بين الناس، وبالتعاون مع مجموعة من دور النشر والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والاجتماعية النشطة والمكتبات في المحافظة.
من جهة أخرى أكد الناشط الاجتماعي الشبابي موسى معلا أنّ هذا المشروع مشروع هادف غير ربحي بالدرجة الأولى، يهدف إلى تنشيط الشباب وإلقاء الضوء عليهم في مجموعة من الفعاليات الثقافية والفكرية المرتبطة بموضوعات أدبية ودينية وتاريخية وسياسية واقتصادية وصحية ورياضية، بمعنى أن هذا المشروع مشروع شامل يراعي مختلف أفراد المجتمع الفلسطيني في محافظة بيت لحم وخارجها.
والجدير بالذكر أنّ هذا المشروع يُنفذ بالتزامن مع فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة 2020 الذي تشرف عليه وزارة الثقافة وبلدية بيت لحم، وفي هذا السياق أكّد السيد نادر اسكاكية عضو اللجنة المنظمة للمشروع عن استقلال المشروع الحالي عن مشروع الوزارة والبلدية، وأنه لا تعارض بينهما حيث تختلف الفعاليات والحيثيات بشكل كبير. وفي السياق نفسه أكد الأستاذ جورج أبو الدنين أن هذا المشروع يشمل ندوات فكرية وعلمية، توقيع أعمال أدبية وكتب، إطلاق كتاب، إطلاق موسوعة تاريخية فريدة من نوعها، مسيرات ثقافية، صالونات أدبية، جلسات حكاية وقصة، وهي فعاليات تستهدف الأفراد من عمر 3 سنوات حتى تصل إلى نخبة المفكرين والكتاب والروائيين في محافظة بيت لحم وخارجها.
ويبقى التساؤل – كما أشار معلا- هو: هل ستتمكن هذه المجموعة بمشروعها الشبابي الاجتماعي التطوعي من إعطاء النكهة المحلية الشبابية للمدينة في ظل مشروع بيت لحم عاصمة الثقافة 2020؟ خاصة في ظل تهميش قسم كبير من أبناء المدينة واقتصار العمل على أفراد بدأت تدور أسئلة كثيرة في المجتمع حول كفاءاتهم، هذا التساؤل الذي أثاره شعار بيت لحم عاصمة الثقافة بتعديلاته المختلفة واستمرار رفضه في المجتمع الفلسطيني.
ومن جهته أشار السيد أمجد جاد الله إلى أنّ هذا المشروع يتم بالتعاون بين مجموعة من منصات التواصل الاجتماعي والتواصل الإعلامي وهي تعاونيات خيرية مجانية داعياً في الوقت نفسه الشباب إلى التقدم والتطوع واقتراح الأفكار من أجل تنفيذ الممكن والمميز منها.
وأضاف الباحث مراد الزير أنّ المبادرة لن تتعاون مع أيّة مؤسسة أو جهة أكاديمية أو تعليمية تتعامل مع برامج التطبيع والفعاليات ذات الأبعاد التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي؛ فإن المسؤولية الأولى لهذه المبادرة ترسيخ المبادئ الاجتماعية الفلسطينية السامية وتعزيز حوار وتعاون المجتمع الفكري بين مختلف الطبقات والأفراد والفئات.
ويبقى التحدي البارز أمام هذا المشروع هو الإجابة عن تساؤلات تُطرح حول مدى القدرة على إنجاح الفعاليات وتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها هذه المجموعة من الشبان بالترتيب والعمل والبناء، وهل سيكون لهذا المشروع الصدى المطلوب والقوة التي يراهن عليها كثيرون لتصبح بيت لحم بذلك ساحة للنضال الثقافي الفكري؟