السنة الكبيسة… أعطت النساء حق التقدم بالزواج
العالم الآن – كل أربع سنوات، يكسب أقصر شهر في السنة، فبراير (شباط)، يوماً إضافياً لإعادة تنظيم التقويم السنوي، وذلك بسبب مدة دورة الأرض حول الشمس. بينما تأتي السنة الكبيسة من حقائق علمية، نشأت الخرافات والاحتفالات حول هذه الحقيقة.
معتقدات
من أشهر التقاليد الشعبية، التي نمت من الجذور الأيرلندية، أنه في 29 فبراير (شباط) يمكن للنساء التقدم للزواج من الرجال. ووفقًا لموقع “هيستوري دوت كوم”، تشير القصة إلى أن القديسة بريجيت من كيلدير قد اشتكت إلى القديس باتريك من أن النساء يتعرضن للقيود باستمرار، في انتظار أن يطرح الرجل عليهن عرض الزواج. وقرر القديس باتريك بأنه يجب أن تحصل المرأة على فرصة طلب الزواج، ولو مرة واحدة كل أربع سنوات.
وقد أصبح ذلك شرطا قانونيا أقرته ملكة اسكتلندا مارغريت في عام 1288، وبحسب هذا القانون فإن كل رجل يرفض طلب الزواج في السنة الكبيسة يتعرض لغرامة، تتراوح بين جنيه إسترليني واحد وثوب حرير.
وفي اسكتلندا أيضا، يعتقد أن المولودين في مثل هذه السنة سيعيشون حياة مليئة بمعاناة لا توصف. ويبدو أن المزارعين الاسكتلنديين قلقون على ماشيتهم بسبب مقولة المانية توضح أن السنة الكبيسة ليست جيدة. فالمثل الألماني يقول: “سنة كبيسة ستكون سنة باردة”.
وفي الدنمارك، تبلغ العقوبة التي يتعرض لها الرجل الرافض لعرض الزواج 12 زوجاً من القفازات، والتي يمكن أن ترتديها المرأة لإخفاء عدم وجود خاتم.
وفي فنلندا فإن الغرامة توجب على الرجل توفير النسيج الكافي لصنع تنورة.
ويُعتقد في اليونان أن الزيجات التي تحدث في سنة كبيسة ستنتهي بالطلاق.
وفي إيطاليا، تسمى السنة الكبيسة باسم “أنو فينيستو”، أي السنة القاتلة أو المحكوم عليها.
وكذلك تعتبر السنة الكبيسة سنة الحظ السيء بالنسبة للزواج في أوكرانيا، حيث يوجد لكل يوم من أيام السنة قديس خاص. وقالت ناتالي كونونينكو، الأستاذة ورئيسة كلية كول للإثنوغرافية الأوكرانية بجامعة ألبرتا، أن القديس كاسيان رفض مساعدة فلاح كانت عربته عالقة في الوحل، وجاء القديس نيكولاس لمساعدته بدلاً منه. وأضافت كونيكو ان ذلك دفع الله إلى منح القديس نيكولاس يومين من أيام القديسين كل عام، مع تقليص أيام كاسيان الى يوم واحد كل أربع سنوات. ومنذ ذلك الحين، يُعتقد أن كاسيان ينتقم بجلب المرض للناس والماشية بنظرة واحدة.
وفي العديد من الأماكن، ترتبط السنوات الكبيسة وشهر فبراير (شباط) بالحظ السيئ.
بعض الثقافات تدعي أنه ينبغي تجنب السنة الكبيسة في كل حفلات الزفاف والمناسبات الرومانسية، تفاديا لسوء الحظ. وتروي التقاليد اليونانية أن الزواج في سنة كبيسة سينتهي إما بالطلاق أو بموت غير محدد.
وشرحت نيني بانورجيا، التي أصدرت كتابا في العام 1995 بعنوان “شظايا الموت، خرافات الهوية: الأنثروبولوجيا الأثينية”، خرافات السنة الكبيسة في التاريخ اليوناني. وعددت بانورجيا استطلاعات الصحف غير الرسمية وغير العلمية التي تشير إلى استمرار هذا الاعتقاد عند العامة.
وذكرت بانورجيا: “سيتفق الناس مع الكثير من الأشياء التي يدركون أنها جزء من الخرافات والعادات، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه إذا ما تم دفع الأمور إلى الأمام – إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالزواج – فلن يتم اتخاذها من قبل الأزواج “.
احتفالات
في عام 1988 في بلدة أنتوني، على الحدود بين تكساس ونيو مكسيكو، تقدم الجارين، ماري آن براون وبيردي لويس، من المجلس البلدي بفكرة إنشاء مهرجان للاحتفال بيوم السنة الكبيسة، الذي يوافق يوم ميلادهما (29 فبراير). ووافق المسؤولون، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة تحتفل كل أربع سنوات بالموسيقى والطعام والتفاؤل. وبأتي المهتمون من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذه الاحتفالات، وتُعرف أنتوني اليوم باسم “عاصمة العالم للسنة الكبيسة”.
وهذا اليوم هو أيضاً يوم عيد القديس أوزوالد، الذي سمي على اسم رئيس أساقفة يورك الذي توفي في 29 فبراير 992. ويتم الاحتفال بذكراه في التاريخ نفسه كل أربع سنوات، وفي 28 فبراير خلال السنوات العادية.
” اندبندنت”