غانتس يحاول الظهور كوسطي لكنه يشارك نتنياهو الرؤية الأمنية ذاتها

0 289

العالم الآن – يقدم القائد السابق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس، نفسه، كوسطي، ويسعى للظهور بصورة «الرجل النظيف» في الساحة السياسية، في مواجهة غريمه في انتخابات الاثنين، بنيامين نتنياهو، المتهم بقضايا فساد، لكنّه يشارك خصمه في الواقع رؤية أمنية متشددة.
ويسعى غانتس (60 عاماً)، الذي يعرف عن نفسه كبراغماتي في مواجهة الآيديولوجيات اليمينية المتشددة، أن يحصل على أصوات كافية لتشكيل تحالف حكومي، وذلك للمرة الثالثة خلال أقل من عام. لم يكن لهذا الأب لأربعة أطفال، صاحب السلوك العفوي والمحبب، حسب أنصاره، أي خبرة سياسية قبل سنة حين أسس حزب «أزرق أبيض» الوسطي الذي استلهم اسمه من ألوان العلم الإسرائيلي.
ونجحت قائمته، التي جمعت شخصيات من اليسار واليمين، في الحصول على عدد أصوات مساوٍ لما حصل عليه نتنياهو، خلال جولة الانتخابات التشريعية في أبريل (نيسان)، وتخطى خصمه في انتخابات سبتمبر (أيلول) 2019 بمقعد واحد، لكن أياً منهما لم ينجح في تشكيل ائتلاف حكومي. ورسالة غانتس واضحة اليوم، حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، «الهدف هو إنهاء حكم نتنياهو المستمر منذ 10 أعوام، الذي ستبدأ محاكمته في 17 مارس (آذار) الحالي». ويقول «العالم يجب أن يعرف أننا براغماتيون، ونسعى فقط لمصلحة دولة إسرائيل، دون الاهتمام بالمصالح الشخصية».
ولد غانتس عام 1959 في قرية كفار أحيم في جنوب البلاد لوالدين مهاجرين نجيا من المحرقة النازية. التحق في شبابه بالجيش كمجنّد، عام 1977. هناك، صار مظلياً ونال ترقيات ليصير جنرالاً عام 2001، قبل أن يعيّن رئيساً للأركان عام 2011 وحتى 2015. وفي بلد تعتبر فيه المؤسسة العسكرية عنصر توحيد، يحظى الرجل الفارع القامة (1.95 متر) وصاحب العينين الزرقاوين، بهالة كبيرة مردها نشاطه ورتبته العسكرية.
ويرى الصحافي المختص في الشؤون العسكرية بجريدة «هآرتس» عاموس هارل، أن غانتس «لم يترك تأثيراً خالداً في الجيش، لكنه حافظ على صورة الاستقرار والنزاهة». ويتبنى غانتس رؤية مجتمعية أكثر انفتاحاً من نتنياهو، ويأمل في تشكيل حكومة علمانية تدعم الزواج المدني غير المسموح به في إسرائيل.
في الوقت نفسه، يريد أن يرسم لنفسه صورة رئيس حكومة سيكون حازماً في تطبيق سياساته إن وصل. يؤكد غانتس أنه مع بقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غالبية أجزاء الضفة الغربية المحتلة، ومع ضمّ غور الأردن، ووضع حد للهجمات المتواصلة من غزة. وفي فيديو دعائي، تفاخر غانتس أنه كان مسؤولاً خلال الحرب الأخيرة على غزة (2014) التي تمّ خلالها القضاء على عدد كبير من «الإرهابيين» الفلسطينيين، دون أن يذكر الضحايا المدنيين.
واتهم الحكومة الحالية بـ«القيام بتنازلات كثيرة»، ووعد بـ«سياسة ردع» تجاه حركة «حماس» الإسلامية التي خاضت ضدها إسرائيل ثلاث حروب منذ 2008.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد