مبروك اجاك .. كورونا .. – الإعلامية سهير جرادات – الأردن
العالم الآن – مبروك للأردن وصول فيروس الكورونا إليه، على أقل تقدير، حتى لايقال عنا إننا دولة رجعية لا تواكب التطورات، وآخر المجريات العالمية ،وحتى نتمكن من مجاراة العالم فيما يستجد فيه من أحداث ، ونشاركه في الفيروسات ، ونسهم في انتشارها ، وحتى لا يوضع الأردن في دائرة الاتهام بعدم سماحه لفيروس كورونا بالدخول ، والأهم حتى لانتركه وحيدا . للأمانة ، المواطن بالغ في استقباله لفيروس الكورونا، من خلال استخدام خياله الخصب في اطلاق النكات ، حيث وجد في استخدام خياله المنفذ الوحيد له، بعد أن حصاروه بالضرائب وارتفاع الأسعار، كون الخيال يشكل فضاءغير خاضع للضريبة ، وكالعادة الحكومة وقفت عائقا أمام استمتاع المواطن بقدوم الفيروس، بأن يعيش تجربته، مثله مثل باقي شعوب العالم ، وتمكنت منه من خلال نشر باب الشائعات، وتهديد مطلقيها ومقاضاتهم وملاحقتهم قضائيا . لكن ، وحتى نكون منصفين ، في بعض الأحيان ” بزيدها ” الشعب، لنشره أخبارا مبالغ فيها، وشائعات ” تُخرع ” الناس، مما تستدعي وضعهم عند حدهم ، لكن في المقابل، من فتح أمامهم باب الشائعات ونشر الأخبار غير الصحيحة؟!. الحكومة تناست أن لها دورا كبيرا في نشر هذه الشائعات ، من خلال غياب دور المركز الوطني لإدارة الأزمات وقت الأزمة ، وغياب المعلومة الصحيحة (الموثقة) عن إجراءات الحجر الصحي والوضع العام للمرافق الصحية ونظافتها، واطلاق سراح المشتبه بإصابتهم قبل انقضاء مهلة الحجر، وضعف آليات التعامل مع القادمين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس ، الأمر الذي سارع في ظهور الإشاعات حول وجود مصابين في القطاع الطبي الخاص . واستمر مسلسل التخبط من خلال عدم وجود خطة للإعلان عن أولحالة ثبتت اصابتها ، وما رافقها من حالة تخبط حكومي من خلال الطلب من إدارة المؤسسة التي يعمل بها المصاب – وهي منشأة كبيرة ولها تماس يومي مع الجمهور – بعدم السماح للموظفين بالمغادرة لحين قدوم ” فريق الوبائيات” لفحصهم والتأكد من عدم اصابتهم ، الأمرالذي وضع الموظفين في حالة رعب وخوف شديدين، وبدأوا بتناقل الأخبار والمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في كشف هوية المصاب ، وعائلته وأصدقائه وأصهاره وجيرانه وحضانة أطفاله . ولو توقفنا عند طريقة تعامل الحكومة مع الإعلان عن أولى الإصابات لدينا ، والتي بدأ التمهيد لها قبل أسبوع ، وتطبيقا لقاعدة انتهاج “تسيس الأزمات “، واستغلال الإشارة غير المباشرة من قبل الحكومة عن مكان عمل المصاب ، والذي يرتبط بالتعامل المباشر مع الجمهور، لو جدنا أن مثل هذه الامور تفتح المجال لاحتمالية ازدياد أعدادالمصابين، وكذلك التركيز على طول فترة وجود المصاب طليقا بين المواطنين مما أوجد حالة من الإلهاء واشغال المواطن بالتحري عن المصاب بصورة أنجرت فيه وسائل الاعلام خلف فضول المواطن بطريقة افقدتها المهنية وحماية الخصوصية ، ولم تكتف بالكشف عن اسم المصاب ، بل وصل الأمر إلى إجراء مقابلات إعلامية معه . الموضوع ليس موضوع تندر ونشر إشاعات عن الكورونا، الموضوع هو أزمة ثقة بين الحكومة والمواطن ، تعيد للأذهان قصة “الراعي صطوف” الذي اشتهر بالاستنجاد بأهل قريته لمهاجمة الذئب لأغنامه ، وما أن هرعوا لمساعدته فإذا بهم يتفاجأون بأن الأمر كذبة ، حتى بات أهل القرية لا يصدقون نداءاته ، إلى أن جاء اليوم الذي هاجم فيه الذئب أغنام “صطوف” ، واستنجد بأهل القرية ، إلا إنهم لم يصدقوه ، ولم يهبوا لنجدته،حتى فنت الأغنام . إذا كانت السلطة التي تتمتعون بها ، تمنحكم حق محاسبة المواطنين ، فمن يحاسبكم أنتم ؟ على تقصيركم وقراراتكم المتخبطة ؟! [email protected]