هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أشد فتكا من الكورونا؟؟- سفيان النمري

0 443

 

العالم الآن – لست خبيرا في منصات التواصل الاجتماعي ولا اجيد استخدامها ولكن من متابعتي لما يدور من حولي من منشورات تفتقر إلى أدنى درجات الثقافة و احترام الآخر خرجت عن صمتي.
افكر مليا في أسباب الاستهتار بمشاعر الآخرين و انتهاك خصوصياتهم فلا أجد مبررا لذلك سوى الفراغ و قلة الوعي المجتمعي
على سبيل المثال لا الحصر ما تداوله العامة من سخرية عبر مختلف المنصات عن خبر اعلان خطوبة إحدى الفنانات لا أجده مقبولا لا اخلاقيا ولا دينيا… التدخل في خصوصيات الآخر ليس مبررا حتى و إن كان المعني شخصية عامة و معروفة.
نحن نسيء إلى أنفسنا قبل الإساءة للاخر فيما ننشر…
منشوراتنا المكتوبة هي واجهتنا للعالم فهي تعكس ثقافتنا العامة (التي يفتقر الكثيرون لها) و لغتنا و تربيتنا.
بالأمس و فيما يخص الهفوات التي وقع بها بعض الإعلاميين أثبت رواد مواقع التواصل انهم ابتعدوا كثيرا عن القيم الانسانية، الخطئ وارد و كان من الواضح أنه غير مقصود في كلتا الحالتين.
لم يكن هناك داع لتضخيم الامور لتصل إلى حد الفكاهة المبتذلة البعيدة كل البعد عن خفة الدم و اللباقة.
لا دفاعا عن أحد ولكن لا يحق لنا تجاهل و تغاضي الخبرة الكبيرة و الطويلة للإعلاميين بمجرد أن وقعا في هفوة غير مقصودة، فمن البديهي و المؤكد أن كل إعلامي يسعى لان يحتفظ بصورة جميلة و حضارية أمام نفسه قبل ان تكون اما المشاهد، ولكن من منا معصوم عن الخطئ فلسنا أنبياء و ليس منا من هو كامل فالكمال لله وحده.
من زاوية اخرى لا أعلم من منحنا المساحة لإصدار الأحكام و تقييم الاخر و نحن لسنا في مكان و لا صلاحية لذلك.
المحزن في كل الموضوع هو طريقة تداول الكثير من الرواد لهذة المنصات لموضوع فايروس الكورونا
الاستخفاف بهذا المرض الفتاك دليل عدم وعي كاف لحيثيات و تبعيات هذا الوباء.
فبدلا من نشر ما هو ثقيل على السمع و القلب و النظر من منشورات لماذا لا ننشر ما يفيد الفئات الأقل ثقافة و كبار السن و الأطفال.
لماذا لا نبدأ صباحاتنا بما ينشر الفرح و الأمل و الثقافة بدلا من نشر ما يعكس صورة قد تكون مغايرة لما في داخلنا من بياض.
في نهاية المطاف ما ننشره هو انعكاس لما في داخلنا من ثقافة أو جهل..
فلتكن منصاتنا واجهة مشرقة أمام العالم ، فالعالم يعاني من أزمة ثقافية و انسانية حادة

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد